آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » باريس والجزائر تطويان صفحة التوترات… استراحة محارب؟

باريس والجزائر تطويان صفحة التوترات… استراحة محارب؟

نبيل سليماني

 

استعادت العلاقات بين الجزائر وفرنسا طبيعتها أو هكذا يبدو، بعد ثمانية أشهر من التوتر والتشنج والحرب الكلامية بين الجانبين.

 

وأعلن وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، من العاصمة الجزائرية الأحد، بعد لقاءات جمعته بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وقبله وزير الخارجية أحمد عطاف، “عودة العلاقات إلى طبيعتها بين الجزائر وباريس”، كاشفاً عن اتفاق مع المسؤولين الجزائريين بإعادة بعث التعاون والعمل المشترك بدءاً بالمجال الأمني وإطلاق حوار استراتيجي في ما يتعلق بمنطقة الساحل، والتعاون الاقتصادي.

وأكد بارو أن “فرنسا تريد طي صفحة التوترات الحالية لإعادة بناء شراكة قائمة على الندية والهدوء والثقة المتبادلة مع الجزائر”.

 

يأتي هذا بعد أقل من أسبوع من الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الجزائري، والذي أسس لخريطة طريق لإعادة بعث العلاقات بين البلدين.

 

ويرى الإعلامي سمير نابتي أن عودة العلاقة بين الجزائر وباريس إلى ما قبل الأزمة “بدت سريعة بشكل يخالف كل التوقعات”، موضحاً أن العلاقات الجزائرية – الفرنسية لم تكن أبداً لتصل حد القطيعة.

 

وأكد نابتي لـ”النهار” أن العلاقة بين الجزائر وباريس تخضع لاعتبارات عديدة بعيدة عن الاعتبارات المعتادة في العلاقات الدولية، مشيراً إلى أن العودة للحياة الطبيعية بين البلدين كانت متوقعة من العارفين بخبايا الملف الجزائري – الفرنسي، ولافتاً إلى “محاولة اليمين المتطرف في فرنسا اللعب على وتر التوترات الأخيرة لأهداف سياسية محضة وبنظرة إلى أفق الاستحقاق الرئاسي بعد سنتين”.

 

 

ويرى أن الندية التي أظهرتها الجزائر بخصوص علاقتها مع فرنسا، نابعة من تغير الأجيال داخل منظومة الحكم في البلاد، وأيضاً من تفكير الرئيس الجزائري المنتمي إلى تيار ينزع نحو عدم التذلل، وخصوصاً أن الجزائر لها من الإمكانات ما يمكنها من الاستغناء عن فرنسا وغيرها.

 

ويتابع أن الحديث عن عودة العلاقات بين البلدين بعد زيارة الوزير الفرنسي “أغفل أو تجاهل ملف اعتراف باريس بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه، والذي يمكن القول إنه صلب التوتر الذي شهدته علاقات البلدين منذ الصيف الماضي”، مؤكداً أن تطبيع العلاقات بين البلدين سيكون حذراً بخاصة من الجانب الجزائري، بسبب حساسية الملف وأهميته الاستراتيجية لدى الحكومة الجزائرية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وبنظرة بسيطة يؤكد المناخ العام الذي ساد زيارة وزير خارجية فرنسا للجزائر الأحد، وضع حد لأزمة بلغت مستوى نادراً من الحدة بين البلدين، وإن يكن ثمة خلافات عميقة لا تزال عالقة، حسب المحلل السياسي إسماعيل رجم.

 

ويرى رجم في حديث لـ”النهار”، أن الوضع تم التحكم به بعد قرار ماكرون الجنوح إلى دعوة تبون بضرورة ألا يخرج ملف العلاقات بين البلدين من أيدي الرئاسة في فرنسا، في إشارة إلى التصريحات المعادية الصادرة من وزراء داخل الجهاز التنفيذي للجمهورية الفرنسية والتي لم تكن مدروسة وخالية من لغة الديبلوماسية والسياسة، وخصوصاً ما تعلق بملف سجن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الملف الذي “من المؤكد أن يعرف مساراً حاداً في طريق عودة العلاقات الديبلوماسية بين الجزائر وفرنسا”.

 

وعموماً، فإن ما يجمع الجزائر وفرنسا من علاقات تاريخية متجذرة “يحتم على منظومة الحكم في كلا البلدين التعامل بحكمة وروية في كل الملفات التي تربطهما بخاصة تلك المعروفة بحساسيتها”، يقول رجم.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي وولي عهد الكويت يؤكدان رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم ويطالبان بالتحرك لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد الكويت صباح خالد الحمد الصباح، الثلاثاء، رفضهما تهجير الفلسطينيين من أرضهم. جاء ذلك خلال لقاء السيسي والصباح ...