آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » بايدن والنمو الاقتصادي العالمي سنة 2021 ..!

بايدن والنمو الاقتصادي العالمي سنة 2021 ..!

أ.د. حيان أحمد سلمان  2021/01/8

يعرف النمو الاقتصادي بأنه يعبر عن الزيادة التراكمية المستمرة للناتج المحلي الإجمالي، ويشترط أن تكون هذه الزيادة أكبر من معدل نمو السكان وعندها ستنعكس إيجاباً على المجتمع من خلال توفير الخدمات الإنتاجية والاجتماعية وحماية الموارد المتجددة من التلوث والحفاظ على الموارد غير المتجددة من النضوب، أي إن النمو الاقتصادي يتضمن الزيادة في كمية السلع والخدمات التي ينتجها اقتصاد معين من خلال استخدامه عناصر الإنتاج الرئيسة وهي (الأرض والعمل ورأس المال والتنظيم)، وعلى هذا الأساس كيف سيكون وضع الاقتصاد العالمي بشكل عام واقتصادنا السوري بشكل خاص سنة /2021/؟!، فعالمياً, هل ستبقى الصين قائدة العالم من ناحية معدل النمو الاقتصادي الذي نتوقع أن يكون أكثر من /5%/، وهنا تجدر الإشارة إلى أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والتي تضم أكبر /30/ اقتصاداً في العالم، قدرت معدل النمو الاقتصادي لسنة /2021/ بحدود /4%/ ، ولكن سيكون نصيب الصين من هذا المعدل بحدود /30%/، لأن المنظمة تتوقع انكماشاً حاداً في منطقة اليورو والولايات المتحدة بنسبة تزيد على /7%/ مقابل انكماش بمعدل 3% للاقتصاد العالمي، وإذا تحقق هذا فإن الصين تتقدم خطوات كبيرة لتحتل الموقع الاقتصادي الأول في العالم وتزيح أمريكا عن مركز الصدارة، وهذا يفسر الإجراءات الترامبية الأخيرة لتقييد التجارة العالمية الحرة واعتماد الحمائية الاقتصادية وخاصة أن الرئيس الأمريكي (ترامب) وقع على حزمة إغاثة لإنعاش الاقتصاد الأمريكي ومواجهة «كورونا» بقيمة /900/ مليار دولار بهدف عودة الدورة الاقتصادية إلى ما كانت عليه قبل الوباء، ولكن ذلك في رأينا لن يحل المشكلات الاقتصادية الأمريكية لأن مصدرها هيكلي وليس عرضياً، ومن جهة ثانية نجد أن البنك المركزي الأوروبي سارع إلى وضع حزمة إنقاذ ضخمة لمنع إغلاق الشركات وتقليل معدل البطالة المتزايدة، وتجاوز تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولتخفيف زيادة حدة الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ومع الصين من جهة أخرى، وبرأينا هذه المشكلات لن تحل بسهولة من قبل إدارة ( جو بايدن )، ولاسيما أن أغلب الاقتصاديين الأمريكيين يتوقعون أن تصبح الصين خلال /5/ سنوات منافساً لأمريكا من الناحية الاقتصادية، ونتوقع أن يتعرض الاقتصاد الأمريكي إلى مشكلة كبيرة وهي تدفق رؤوس الأموال الأمريكية إلى خارج الولايات المتحدة، فهل نقترب نحن من الاقتصاد الصيني ونسعى للحصول على التدفقات الاستثمارية الصينية الروسية لنبتعد عن الأكمات الغربية الأطلسية الأمريكية الأوروبية ؟!، وكل المقدمات والظروف متاحة, حيث لدينا موارد كثيرة ولكن ليست لدينا إيرادات تتناسب معها، الثروة تأتي كالسلحفاة وتذهب كالغزال، وقد أثبتت الأحداث أن السياسة الاقتصادية الصينية تنبئ بمستقبل وافر وأن الصين في سياستها الاقتصادية تطبق المثل الصيني الذي يقول:( في حال كنت تخطط للدفاع ضد غزو معادٍ، وافترضت أن عدوك سيـقترب للهجوم على واحد من مسالك ثلاثة محتملة، فقدر أن هجومه سيأتيك من المسلك الرابع)، وبالتأكيد فإن الصين تعرف جيداً الغدر الأمريكي التاريخي ضدها، فهل تستطيع الصين إنقاذ الاقتصاد العالمي من المصائب التي لحقت به من جراء الغطرسة الأميركية ودولارها، وهل سنشهد تراجعاً في سيطرة الدولار الأمريكي وظهور عملات جديدة لدول معينة, أم ستستمر أمريكا في السياسة الترامبية وعلى مبدأ ( أمريكا أولاً) وبما يلحق الأذى بالاقتصاد العالمي؟

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لجنة حكومية تدرس مذكرة الصناعة حول الكهرباء … الزامل : الكهرباء ما زالت خاسرة بفاتورة الصناعيين والتجار ولا يمكن تحمل المزيد من الخسائر

محمد راكان مصطفى.            عبد الهادي شباط   كشف وزير الكهرباء غسان الزامل لـ«الوطن»عن تكليف لجنة موارد الطاقة (الحكومية والتي تضم ...