بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أول اجتماع بينهما في البيت الأبيض اليوم الجمعة، فيما تصدرت إيران جدول أعمال المحادثات حتى في الوقت الذي يكافح فيه الرئيس الأمريكي للتعامل مع تداعيات تفجير انتحاري دام في كابول خلال الانسحاب الأمريكي الذي شابه الفوضى من أفغانستان.
ويعني التأجيل أن بينيت، وهو يهودي متطرف لا يسافر في أيام السبت، سيظل في واشنطن حتى غروب يوم السبت.
ومن المتوقع أن تكون إيران، إحدى أكثر القضايا الخلافية بين إدارة بايدن وإسرائيل، الموضوع الرئيسي للمحادثات.
ومن المنتظر أن يحث بينيت الرئيس الأمريكي على انتهاج أسلوب أكثر تشددا مع إيران وتعليق المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية وانسحب منه ترامب.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن بايدن سيبلغ بينيت أنه يشارك إسرائيل القلق بشأن توسيع إيران نطاق برنامجها النووي، لكنه ملتزم في الوقت الراهن بالنهج الدبلوماسي في التعامل معها.
وسعى بينيت لأن ينأى بنفسه عن أسلوب نتنياهو العدائي وركز بدلا من ذلك على إدارة الخلافات خلف الأبواب المغلقة.
لكنه كان حازما مثل نتنياهو في تعهده بفعل كل ما هو ضروري لمنع إيران، التي تعتبرها إسرائيل مصدر تهديد وجودي، من إنتاج سلاح نووي. وتنفي إيران باستمرار أنها تسعى للحصول على قنبلة.
وأعطت الزيارة فرصة لبايدن لإظهار أن بوسعه القيام بالعمل كالمعتاد مع شريك رئيسي في الوقت الذي يواجه فيه الوضع المتقلب في أفغانستان.
وهناك خلاف كذلك بين بينيت وبايدن فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ جدد بايدن الدعم لحل الدولتين بعد أن نأى ترامب بنفسه عن هذا الموقف الذي كان حجر زاوية في السياسة الأمريكية لفترة طويلة بينما يعارض بينيت قيام دولة فلسطينية.
وقال بايدن اليوم الجمعة إن علاقة بلاده مع إسرائيل في أفضل أحوالها وذلك لدى لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في البيت الأبيض.
وأضاف بايدن للصحفيين أن الزعيمين، اللذين عقدا أول اجتماع لهما في البيت الأبيض، ناقشا عددا من الملفات بما شمل كوفيد-19.
وقال بينيت بشكل منفصل إن إسرائيل ستقف دائما مع الولايات المتحدة دون تردد.
وتُلقي انفجارات “كابول”، في أفغانستان، بظلال ثقيلة على اللقاء الأول، لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، والرئيس الأمريكي جو بايدن، في البيت الأبيض مساء الجمعة.
وأدت الانفجارات إلى تأجيل اللقاء الذي كان سيجمع بينيت وبايدن، مساء أمس الخميس.
وأعلن بينيت أنه يريد لهذا اللقاء أن يركز على الملف النووي الإيراني، والحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة.
ولكن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية رأت، الجمعة، أن “أسبوع بايدن الكارثي في أفغانستان، يٌلقي بظلاله على زيارة بينيت”.
والخميس، استهدف هجوم مزدوج محيط مطار كابل، ما أسفر عن مقتل 90 شخصا على الأقل بينهم 13 جنديا أمريكيا، وإصابة ما لا يقل عن 150، وفق مسؤول بوزارة الصحة الأفغانية، ومصادر أمريكية.
وأعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم، وفق ما نقلته وكالة “أعماق” المحسوبة عليه في بيان على منصة “تليغرام”.
وكتب المحلل الإسرائيلي في الصحيفة عاموس هارئيل “منذ توليه منصبه في ظروف غير محتملة إلى حد ما قبل شهرين ونصف، كان بينيت يتوق لالتقاط صورة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض”.
وقال “كان الجانب الإعلاني للاجتماع، لا يقل أهمية عن الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، ولكن بعد ذلك جاءت آخر الأخبار السيئة من الأزمة الأفغانية، مما قلّص بشكل خطير فرصة بينيت لتحقيق أي مكاسب سياسية من ذلك الاجتماع”.
وأضاف “يحتاج القادة السياسيون، مثلهم مثل الجنرالات، إلى القليل من الحظ في بعض الأحيان، ولم يكن لدى رئيس الوزراء أي حظ ليلة الخميس”.
وتابع هارئيل “لا يملك بايدن الكثير من الوقت أو الاهتمام لبينيت، عندما تقوم المشاهد الدموية من كابول باستخراج ذكريات الأمريكيين المكبوتة عن (العاصمة السابقة لجمهورية فيتنام الجنوبية) سايغون، لكن يفترض أن المضيفين لن يرغبوا في عدم احترام رئيس الوزراء، فعلى الرغم من كل هذا، فإنهم ما زالوا حريصين للغاية على نجاحه كرئيس للوزراء”.
وأشار إلى أن “زيارة بينيت، التي تمت تغطيتها بإثارة معينة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، تبدو أقل إثارة للاهتمام للجمهور الإسرائيلي في الداخل”.
وقال هارئيل مفسرا “يعاني الإسرائيليون من مشاكل أكثر إلحاحًا، خاصة الخوف من أن يؤدي الفشل في احتواء فيروس كورونا إلى قيود صارمة جديدة”.
كما رأى موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي أن “أزمة كابول تُعقّد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض”.
وقال “سيُعقد الاجتماع بين بينيت وبايدن في ظل الحادث في كابول، ولأول مرة منذ شهور، قٌتل جنود أمريكيون”.
وأضاف “كان بينيت قد خطط لمناقشة إيران والحصول على المزيد من المساعدة العسكرية، لكن من المشكوك فيه الآن ما إذا كان بايدن سيتحلى بالصبر على مثل هذه القضايا”.
واستدرك “ومع ذلك، مع السلوك السليم، سيتمكن رئيس الوزراء من تحويل الأزمة إلى بناء علاقته مع الرئيس”.
ولفت في هذا الصدد إلى أن نفتالي بينيت، لم يكن يتخيل أن يحدث هذا له، خلال لقائه الأول مع جو بايدن.
وأضاف “تمت زيارة بينيت لواشنطن في المقام الأول على خلفية الأزمة في أفغانستان، ولكن قبل ساعة من وصول رئيس الوزراء إلى المكتب البيضاوي، أصبحت الأزمة كارثة حقيقية لرئيس الولايات المتحدة”.
وروى الموقع الإخباري الإسرائيلي، تفاصيل تأجيل اللقاء الأول بين بينيت وبايدن.
وقال نقلا عن مسؤول إسرائيلي، لم يسمه “كان بينيت ومستشاروه ينتظرون في الفندق لمغادرة البيت الأبيض، عندما رن جرس الهاتف من البيت الأبيض حيث طُلب منهم الانتظار”.
وأضاف “مستشارو بينيت أوضحوا لمسؤولي البيت الأبيض أنهم يفهمون الوضع تمامًا، وأن رئيس الوزراء سوف يتكيّف مع الظروف والتغييرات في جدول الرئيس”.
وتابع “بعد ساعة أخرى، كان البيت الأبيض قد أبلغ بالفعل مكتب رئيس الوزراء أن الاجتماع قد تأجل حتى إشعار آخر، جلس بينيت ومستشاروه في فندق ويلارد، على مسافة قصيرة من البيت الأبيض، في انتظار التحديث، وبعد ثلاث ساعات من الموعد الأصلي للاجتماع، أعلن البيت الأبيض أنه تمت إعادة جدولته ليوم الجمعة”.
وأشار إلى أن هذا التأجيل كان يعني بقاء بينيت في واشنطن، حتى مساء السبت، ليغادرها الى إسرائيل بعد انتهاء عطلة السبت.
وقال “حقيقة أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ألغت زيارتها لإسرائيل-أيضًا في ضوء الأزمة في أفغانستان-سهلت على بينيت اتخاذ قرار البقاء في العاصمة الأمريكية ليومين آخرين”.
وأضاف “ينوي بينيت أن يناقش مع بايدن الموضوع الإيراني، والحصول على مساعدة عسكرية إضافية، والأمل في لفتة رئاسية بشأن مسألة إعفاء الإسرائيليين من التأشيرة الأمريكية، من المشكوك فيه أن يكون لدى الرئيس الآن الصبر أو الاهتمام بإحدى هذه القضايا”.
وخلص إلى أن أهمية الاجتماع بين بايدن وبينيت الآن، ستكون فقط في انعقاده”.
وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه “سيبدأ اللقاء كما تم الاتفاق عليه بلقاء منفرد، ثم سيدلي الزعيمان بتصريحات لوسائل الإعلام وفي ختام اللقاء ستعقد جلسة موسعة بحضور المستشارين من كلا الطرفين”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه للأناضول “اتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس برئيس الوزراء نفتالي بينيت”.
وأضاف “تقدم رئيس الوزراء، نيابة عن مواطني إسرائيل، بتعازيه الحارة في الأحداث الأليمة التي وقعت في أفغانستان، وقال إن إسرائيل تشاطر حزن الولايات المتحدة، وقال للرئيس بايدن: نقف إلى جانبكم في هذه الظروف الصعبة، كما تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل على مدار سنين”.
وتابع “شكر الرئيس بايدن رئيس الوزراء على إبدائه تفاهمه لتغيير موعد لقائهما على ضوء الأحداث التي وقعت في أفغانستان، كما قال الرئيس بايدن إنه يتطلع إلى لقاء بينيت الذي سيعقد اليوم”.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم