ظهر يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة في مقطع فيديو وهو يرحب بمقاتلي المجموعة في روسيا البيضاء ويقول لهم إنهم لن يشاركوا الآن في حرب أوكرانيا.
وفي الفيديو، الذي لم تتمكن رويترز بعد من التحقق من صحته، سُمع رجل يشبه بريغوجين في الصوت واللهجة الروسية وهو يرحب برجال فاجنر. وأعادت خدمة صحفية لبريغوجين على تيليجرام نشر الفيديو.
وقال بريغوجين “مرحبا يا رفاق… أهلا بكم في أرض روسيا البيضاء”. ونظرا لأن الفيديو تم تصويره على ما يبدو بعد حلول ظلام الليل، فلم يمكن سوى تمييز هيئة شخص يشبه بريغوجين.
وقال بريعوجين “قاتلنا بشرف… قدمتم الكثير لروسيا. ما يحدث في الجبهة حاليا هو وصمة عار لسنا بحاجة إلى المشاركة فيه”.
وطلب بريغوجين بعد ذلك من رجاله التعامل بشكل طيب مع السكان المحليين وأمرهم بتدريب جيش روسيا البيضاء واستجماع قوتهم من أجل “رحلة جديدة إلى أفريقيا”.
وقال “وربما سنعود إلى العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في وقت ما عندما نكون على يقين من أننا لن نلحق بأنفسنا العار”.
وتحدث رجل يشبه في صوته دميتري أوتكين، الذي ساعد في تأسيس فاغنر، بعد ذلك إلى الرجال.
وقال “هذه ليست النهاية. هذه مجرد بداية لأكبر عمل في العالم سيتم تنفيذه قريبا جدا”.
ومن جهتها توقعت أوكرانيا الأربعاء أن يكون الهجوم المضاد الذي تشنه لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا “طويلاً وصعباً”، مؤكدةً أنها تحتاج إلى دبابات غربية جديدة وإلى طائرات إف-16.
وأطلقت القوات الأوكرانية عملية كبيرة في مطلع حزيران/يونيو لصد القوات الروسية في الجنوب والشرق، لكن هذا الهجوم لم يحقق حتى الآن سوى نجاح محدود، بسبب الدفاعات الروسية القوية المتمثلة في خنادق وحقول ألغام.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في حوار مع وكالة فرانس برس “من دون أدنى شك، هذه العملية ستكون بالغة الصعوبة وطويلة وستستغرق وقتاً طويلاً”.
وأضاف “بنت روسيا نظاماً دفاعياً ضخماً، وليس من السهل كسره”.
ومع ذلك، أكد أنّ القوات الأوكرانية تزيد تدريجياً ضغوطها على خصمها من خلال تدمير قواعده العسكرية وسلاسله اللوجستية. ورأى أن هذه الاستراتيجية قد تنجح بجعل خطوط الدفاع الروسية “تنهار” في غضون عدة أشهر.
وأشار بودولاك إلى أنّ “كل الألوية المدربة (للهجوم المضاد) لم تُرسل بعد” إلى القتال، مقللاً من أهمية التقدم على الجبهة الشمالية الشرقية الذي أعلنت عنه موسكو في الأيام الأخيرة.
ورأى أنّ العقبة الرئيسية أمام تقدّم القوات الأوكرانية حالياً هي “عمق حقول الألغام” التي أقامها الجيش الروسي خلال أشهر، والتي تراوح من “أربعة إلى ستة عشر كيلومترا”.
وعلى الرغم من جهود حلفاء كييف الغربيين، يواجه الجيش الأوكراني أيضًا “مشاكل في إمداده بالأسلحة”، بحسب ما أكد المسؤول، لافتاً إلى أن “المجمعات الصناعية العسكرية (الغربية) لم تكن مستعدة لحرب من هذا النوع”، مع مثل هذا الاستخدام المكثّف للأسلحة.
وأفاد بودولياك بأنّ أوكرانيا تحتاج من “200 إلى 300 مركبة مدرعة إضافية، وخصوصاً دبابات”، و”ما بين 60 إلى 80 طائرة من طراز اف-16” ومن “خمس إلى عشر منظومات إضافية للدفاع الجوي” من طراز “باتريوت” الأميركي أو ما يعادلها من طراز سامب/تي SAMP/T الفرنسي.
– “نحتاج إلى قذائف” –
وتابع بودولياك “نحتاج إلى قذائف”، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية تستخدم “4500-6000 قذيفة من العيار الثقيل يوميًا”. وأضاف “يجب أن نكون قادرين على استخدام 150 إلى 200 صاروخ بعيد المدى كل شهر”، أو حتى “300 أو 400”.
وأكد أنّ أوكرانيا تحتاج خصوصاً إلى مزيد من صواريخ “ستورم شادو” التي سبق أن أرسلت لندن شحنات منها، وصواريخ من طراز “سكالب” تعهدت فرنسا بإرسالها، بالإضافة إلى صواريخ “أتاكمس” التي تطالب بها كييف واشنطن منذ شهور.
وأكد أنّ الغربيين “يدركون بشكل كامل” التأخير الحاصل في سياق توريد الأسلحة، ويسعون إلى “تقليص الوقت اللازم لإنتاجها وتسليمها”، لكنه انتقد بعض الحلفاء لاتخاذهم “قرارات أكثر بطئاً” مما كانت عليه خلال الأشهر الأولى من الغزو الروسي في العام 2022.
وقال “يبدو أن بعض الشركاء فقدوا ذلك الشعور بالخوف الذي كان قائماً في بداية الحرب”.
إلى ذلك استبعد مستشار الرئاسة أي مفاوضات مع روسيا هدفها بحسب قوله “تدمير” أوكرانيا واستعادة “السيطرة تماماً” على دول الاتحاد السوفياتي السابق.
وقال بودولياك “بالنسبة الينا، ليس هناك تسوية ممكنة لأن روسيا تكرهنا، لقد جاءت لتدمير مفهوم الدولة الأوكرانية في ذاته”.
ورأى أنّ روسيا تأمل في “تقليص حدة” القتال “بشكل كبير” و”وضع خط فاصل جديد” بين المناطق المحتلة وبقية أوكرانيا كما كان عليه الحال في العام 2015 بعد توقيع اتفاقات السلام مع الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق المدعومين من موسكو.
واعتبر أن في هذه الحالة، ستواجه أوكرانيا “استفزازات دائمة” وفي النهاية “ستدمر روسيا أوكرانيا ببساطة” وتحصل على “سيطرة كاملة على المنطقة”.
وعلى الرغم من شكوك الدول الغربية في قدرة كييف على استعادة كل المناطق المحتلة، شدّد بودولياك على هدف كييف المتمثل في استعادة سيطرتها على البلاد بأكملها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.
وقال “الحل لا يمكن إلا أن يكون عسكرياً. يجب أن تخسر روسيا”.
من جهتهم صوت النواب الروس الأربعاء في قراءة اولى على مشروع قانون يجيز للحرس الوطني حيازة أسلحة ثقيلة بما في ذلك الدبابات قد يحصل عليها من مخزون مجموعة فاغنر العسكرية.
بموجب النص الذي صاغه العديد من النواب النافذين في الدوما، مجلس النواب في البرلمان الروسي، سيكون لوحدات الحرس الوطني الحق في أن تكون مجهزة بأسلحة ثقيلة في حين كان لديها حتى الآن ناقلات جند مدرعة ومدفعية خفيفة.
تأسس الحرس الوطني الروسي في 2016 ليحل مكان الشرطة في الحفاظ على النظام العام، وشهد منذ ذلك الحين منعطفا قتاليا بعد أن شارك بشكل ملحوظ في الهجمات الأولى في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ولا يذكر النص فاغنر ولكن بعد فشل تمرد هذه المجموعة في 24 حزيران/يونيو، اشار رئيس الحرس الوطني الى إمكان تسلم دباباتها ومعدات ثقيلة أخرى.
ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن فيكتور زولوتوف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين قوله “ليس لدينا دبابات ولا أسلحة ثقيلة بعيدة المدى. سنقوم بإدخالها وفقا للتمويل”.
بعد محاولة التمرد عرض الرئيس الروسي على مقاتلي فاغنر الانضمام إلى القوات النظامية أو المغادرة إلى بيلاروس أو العودة إلى الحياة المدنية.
وأعلن الجيش الروسي الأسبوع الماضي أن هذه المجموعة سلمت أكثر من 2500 طن من الذخيرة و20 ألف قطعة سلاح خفيفة والفين من المعدات الأخرى بما في ذلك دبابات تي 90 وأنظمة صواريخ غراد وأوراغان وأنظمة بانتسير للدفاع الجوي ومدافع.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم