| ناصر النجار
تقام غداً الأربعاء مباراتان مبكرتان من الدوري الممتاز، الأولى ستقام على ملعب الجلاء بدمشق بين الفتوة وضيفه حطين، والثانية على ملعب السابع من نيسان بين الجارين الحرية وأهلي حلب وهو ديربي متجدد عاد بعد انتظار طويل لغياب الحرية عن الدوري الممتاز.
سبب التبكير أن الفتوة وأهلي حلب سيلعبان الأسبوع القادم في الجولة الثانية من بطولة الاتحاد الآسيوي، الفتوة سيلعب في الثاني من الشهر القادم على ملعب الأمير عبد الله بن جلوي في مدينة الأحساء السعودية مع العهد اللبناني، والأحساء هي الأرض الافتراضية للفتوة والمباراة موعدها الساعة السابعة مساء ضمن مباريات المجموعة الأولى، العهد فاز على التضامن العماني 2/1 وجبل المكبر الفلسطيني فاز على الفتوة بهدف وذلك في مباريات الجولة الأولى، يذكر أن العهد يدربه الوطني رأفت محمد ويلعب في صفوفه لاعبا منتخبنا محمد الحلاق ومحمد مرمور.
أما أهلي حلب فسيواجه الكهرباء في السعودية أيضاً في الثالث من الشهر القادم لحساب المجموعة الثانية، وكان أهلي حلب خسر مباراته الأولى أمام الوحدات الأردني بهدفين نظيفين، بينما تعادل الكهرباء العراقي مع الكويت الكويتي بلا أهداف في مباريات الجولة الأولى.
عودة إلى الدوري الكروي الممتاز فإن الفتوة وأهلي حلب واقعان تحت ناري المشاركة الآسيوية والمحلية ويريدان أن يثبتا للجميع أنهما فرق النخبة وقادران على تحقيق نتائج إيجابية في كلتا المشاركتين.
ويعيش الفريقان تحت ضغط الجمهور وخصوصاً أن لكل مدرب من مدربي هذين الفريقين من ينادي بإقالتهما من مهمتهما على مبدأ (ما يطلبه الجمهور) فالبعض يرغب في التغيير لأنه لا يرضى إلا بالفوز، لذلك يعيش مدربا الفتوة (أيمن الحكيم) وأهلي حلب (معن الراشد) تحت الضغط، والتعادل الذي حققاه في المرحلة الأولى لم يكن كافياً ليدافع عنهما، والخطأ في التقدير أن جماعة الفتوة ينتظرون الفوز في كل مباراة ولا يقبلون بغيره باعتبار فريقهم يضم نخبة لاعبي الدوري وتجربة أهلي حلب بزج الشباب والمواهب بالفريق الأول لم ترق للبعض ويراهن هؤلاء على فشل هذه التجربة لذلك ينتظرون الفريق على أي زلة قادمة.
أمام ضغط النتائج وضغط المتعصبين من جمهور الفريقين فإن الفتوة مطالب بالفوز على حطين، وأهلي حلب مطلوب منه تجاوز جاره الحرية وخصوصاً أن الجار لم يفلح بالمباراة الأولى ولم يظهر بالمستوى المطلوب فخسر أمام الساحل بهدفين نظيفين.
ثقافة الفوز
ثقافة الفوز ما زالت غائبة عن فكر لاعبينا لذلك وجدنا أن أغلب الفرق إما أن تنهار آخر المباراة وإما إنها تسجل هدفاً وتحافظ عليه طوال المباراة وكأن مهمتها انتهت بتسجيل هذا الهدف، أو إنها تحاول تعويض إخفاقها في المباراة في الدقائق الأخيرة، وهذا ما حدث مع فريق الفتوة عندما أدرك التعادل في الرمق الأخير من المباراة وكما يقول المثل: (مو كل مرة بتسلم الجرة) الفتوة في شوط المباراة الأول استسلم للمباراة وترك القيادة لضيفه الكرامة الذي صال وجال كيفما شاء، بينما استفاق في الشوط الثاني من دون أي أثر إيجابي حتى أدرك التعادل متأخراً.
المباراة فيها الكثير من الدروس والعبر وأهمها قد يكون (الخيلاء) فالفتوة نزل ميدان المباراة كبطل ونسي أن كرة القدم لا تعترف إلا بمن يحترمها.
بكل الأحوال الفتوة سيلعب بدمشق أمام جمهوره الكبير الذي سيملأ ملعب الجلاء، وبالمقارنة البسيطة فإن حطين قد يكون أشد عزيمة وأكثر أوراقاً من الكرامة وحطين يعتمد على لاعبين من أصحاب الخبرة ولاعبين مواهب ولديه قناصون للأهداف، لذلك ستكون المباراة ثقيلة على الفتوة مثلما هي ثقيلة على حطين، وربما الفوز الذي حققه الحوت على الوحدة في الافتتاح سيكون له الأثر الكبير من ناحية تجاوز (رعب) الفرق الكبير وسيكون الداعم الكبير لمواصلة المشوار المؤيد بالنجاح.
الصفوف الخلفية لحطين قوية وتضم أسماء لها وزنها لذلك سيجد خط هجوم الفتوة صعوبة كبيرة باختراق هذا الخط، والاعتماد على المباغتة سيكون السبيل الأفضل لحسم المباراة ولاشك أن حطين بمرتداته السريعة قادر على إزعاج مستضيفه إن سارت المباراة كما قدر لها من دون أي مشاكل أو إزعاج من بطاقة حمراء هنا وركلة جزاء هناك، فإن الفتوة أقدر على الفوز، ويرضى الحوت بالتعادل كنقطة ثمينة ينالها من البطل على أرضه.
الفتوة لا يقبل القسمة في هذه المباراة وقد وضع نصب عينيه الحفاظ على لقبه لذلك سيرمي بكل أوراقه فيها، وقد يظهر لاعبه الجديد ثائر كروما في المباراة، ومن جهة أخرى يريد أزرق الدير تكريس عادة الفوز على حطين وقد فاز عليه في ذهاب الموسم الماضي 3/صفر وسجل الأهداف الثلاثة علاء الدين دالي وأكد فوزه في الإياب بهدف ثائر كروما.
ديربي التعادل
في آخر موسم التقى أهلي حلب مع الحرية كان التعادل السلبي هو العنوان في مباراتي الذهاب والإياب وذلك في موسم 2020-2021.
دوماً مباريات الديربي لها حساباتها الخاصة، ودوماً يرتقي الفريقان إلى مستوى مماثل ليتكافأ اللعب وربما الأداء، وهذه الحالة طبيعية نجدها حتى في أرقى وأقوى الدوريات العالمية، في دربي حلب الهموم مشتركة، فأهلي حلب يريد أن يؤكد للجميع أن خياراته هذا الموسم تصب في مصلحة كرة القدم عموماً والنادي خصوصاً والبرهان على ذلك لن يكون إلا بالفوز، أما الحرية فوضعه أصعب من خلال بدايته السلبية بالخسارة أمام الساحل صفر/2، لذلك لابد له من التعويض ولو كان خصمه في المباراة شقيقه الأكبر، فخسارة أخرى ستغرق الفريق في دوامة لها أول وليس لها آخر.
في النظرة العامة فإن الفريقين يعرفان بعضهما بعضاً، وقد لعبا إلى جوار بعض في مناسبات عديدة، لذلك فإن أوراق الفريقين مكشوفة تماماً، والحسم سيكون بفكر مدرب ومهارة لاعب.
بكل الأحوال المراقبون يميلون بتوقعاتهم لمصلحة أهلي حلب، وربما كان التعادل سيد الأحكام.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن