بعد سحب سفيره.. الرئيس الكولومبيّ يُهدِّد بقطع العلاقات بإسرائيل لرفضها وقف النار.. أوغلو لأردوغان: لماذا شحنات البترول مستمرّة من تركيّا لإسرائيل ووقود الطيران الإسرائيليّ يُرسَل من طرفنا؟ إيطاليا ترفض بيع الأسلحة للكيان

في الوقت الذي تتعرّض فيه دولة الاحتلال لضغوطٍ عالميّةٍ وتُهديداتٍ بالعزل الدوليّ لجرائمها في قطاع غزّة، فموقف العديد من الأنظمة العربيّة والإسلاميّة لم يرتقِ إلى مُستوى الحدث، لا بلْ أنّ قسمًا من الأنظمة تسمح لواشنطن باستخدام قواعدها لنقل الأسلحة والذخيرة لإسرائيل للاستمرار في حربها الإباديّة للشعب الفلسطينيّ.

 فعلى سبيل الذكر لا الحصر، ورغم الاتهامات المتبادلة بين الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان وقادة الكيان حول حرب الإبادة ضدّ غزّة، ورغم طلب أنقرة الانضمام إلى محكمة لاهاي في الدعوى المُقدّمة من جنوب إفريقيًا ضدّ إسرائيل، وهو موقفٌ مُشرّفٌ، إلّا أنّ العلاقات التجاريّة بين البلديْن ما زالت مستمرّةً بنفس الوتيرة، ولم يُقدِم أردوغان على قطع العلاقات الدبلوماسيّة مع دولة الاحتلال.

 وكشفت البيانات الرسميّة الصادرة عن هيئة الإحصاء التركيّة عن استمرار الصادرات إلى إسرائيل، بما يشمل الذخائر والبارود وقطع الأسلحة، منذ بداية كانون الثاني (يناير) من العام الجاري.

 وكشفت الأرقام الواردة من معهد الإحصاء التركي أنّ تشرين الأول (أكتوبر) 2023 شهد ارتفاعًا في الصادرات التركيّة إلى إسرائيل، وقالت الهيئة إنّ إسرائيل احتلت المركز الـ 13 في قائمة الدول الأكثر استيرادًا للمنتجات التركية خلال عام 2023، مشكلة 2.1% من مجموع الصادرات التركية.

 لكن جمعية المصدرين الأتراك أعلنت عن نموٍ لافتٍ في الصادرات إلى إسرائيل خلال شباط (فبراير) الماضي، إذ أظهرت البيانات المعلنة زيادة قدرها 26 بالمائة مقارنة بكانون الثاني الماضي، حيث ارتفع من 318 مليون دولار إلى 400 مليون دولار.

 وكان رئيس الوزراء التركيّ الأسبق، أحمد داود أغلو، طالب الرئيس أردوغان، بقطع النفط الذي يمر إلى إسرائيل عبر ميناء جيهان التركي، على خلفية العدوان الإسرائيليّ الوحشيّ على قطاع غزة.

 وأضاف: “إذا سأل أحد ما رئيس الجمهورية نفسه: ما دمنا لسنا مدينين لإسرائيل، لماذا إذن شحنات البترول مستمرة من ميناء جيهان إلى إسرائيل؟ لماذا وقود الطيران الإسرائيليّ يُرسَل من طرفنا؟ عار عليكم، يا للعار. قلوبنا تنفطر، إنْ كنتم صادقين بالفعل، أوقفوا شحن النفط إلى إسرائيل الآن، لنمنع استخدام الطيران الإسرائيليّ للنفط الذي يشحن من تركيا”.

 هولندا وكندا وإيطاليا ترفض بيع الأسلحة لإسرائيل

 إلى ذلك، كشفت هيئة البث الإسرائيليّة الرسميّة، أنّ “إيطاليا أبدت عدم استعدادها لبيع أسلحةٍ لسفن سلاح البحرية الإسرائيليّة، وفي ذات الوقت تهدد فرنسا وألمانيا بمقاطعة ووقف توريد المعدات.

وسبق وأعلنت كندا في العشرين من شهر آذار (مارس) الجاري، أنّها ستحظر مبيعات الأسلحة إلى الاحتلال، بعد أنْ صوت البرلمان الكندي بأغلبية 204 أصوات مقابل 117 لصالح اقتراح غير ملزم لوقف مبيعات الأسلحة بعد نقاش طويل.

 يُشار أيضًا إلى أنّ هولندا وبسبب الحرب على غزّة توقفت عن تزويد إسرائيل بقطع غيارٍ لطائرات إف 35.

دولة بيليز بأمريكا للاتينيّة وبوليفيا تقطعان علاقتهما بإسرائيل وكولومبيا ستنضّم وتشيلي تتهّم الكيان بذبح الشعب الفلسطينيّ

 على صلةٍ بما سلف، أعلنت دولة بيليز، الواقعة في أمريكا الوسطى، مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب قصفها المتواصل لقطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر.

 وتعد بيليز ثاني بلد في أمريكا اللاتينية يعلن قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل منذ بدء الحرب، بعد بوليفيا، التي أعلنت قطع العلاقات مع الكيان، في الفاتح من نوفمبر الماضي، بسبب القصف الإسرائيليّ المستمر على قطاع غزة.

 وأعلنت وزارة الخارجية أنّ الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان، متهمة إسرائيل بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية في هجماتها على قطاع غزة.

 وبالتزامن مع قطع بوليفيا العلاقات مع الاحتلال، استدعت كولومبيا سفيرها أيضًا بالكيان للتشاور بسبب التصعيد المستمر في القطاع المحاصر، متهمة إسرائيل بانتهاك القانون الدوليّ، ووصف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الهجمات الإسرائيليّة بأنها “مذبحة للشعب الفلسطيني”.

وهدد بيترو أمس، بقطع العلاقات مع إسرائيل إذا لم تمتثل لقرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في غزة، في حين اتهمته تل أبيب بدعم حماس ووصفت ذلك بـ “وصمة عار على جبين شعبه”.

وقال بيترو في منشور على منصات التواصل الاجتماعي: “إذا لم تمتثل إسرائيل لقرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار فسنقطع العلاقات الدبلوماسيّة معها”، وذلك بعد أنْ تبنى مجلس الأمن مساء الاثنين، للمرّة الأولى قرارًا يدعو لوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان.

بالإضافة إلى ذلك، استدعت تشيلي سفيرها أيضًا في تل أبيب للتشاور بسبب التصعيد المستمر في القطاع المحاصر، وحثت على مرور المساعدات الإنسانية إلى القطاع واتهمت إسرائيل بانتهاك القانون الدولي، داعية لوقف إطلاق النار.

نيكاراغوا تطلب الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضدّ إسرائيل في لاهاي

وفي السياق، أفادت محكمة العدل الدولية، في شباط (فبراير) الفائت، بأنّ نيكاراغوا تقدمت بطلبٍ إلى المحكمة للانضمام إلى جنوب أفريقيا في دعواها التي رفعتها على إسرائيل وتتهمها فيها بارتكاب الإبادة الجماعيّة، وذكرت أنّ نيكاراغوا تعد سلوك إسرائيل “انتهاكًا لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.

ودُعيت جنوب أفريقيا وإسرائيل إلى تقديم ملاحظاتٍ كتابيّةٍ حول طلب نيكاراغوا الإذن لها بالتدخل كطرفٍ في الدعوى.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم