محمود قرقورا
تقام اليوم وغداً المباريات الأربع لحساب إياب ربع نهائي المسابقة الأهم على صعيد الأندية في العالم الشامبيونزليغ، وكانت نتائج مباريات الذهاب قد أظهرت ميول معظم البطاقات نحو مربع الذهب، فالسيتي عاد بتعادل ثمين من ملعب برنابيه بمواجهة زعيم المسابقة التاريخي، وتناوبا على تقديم مباراة لا تتكرر إلا نادراً، وانتهت بالتعادل 3/3، كما تناوب بايرن ميونيخ وآرسنال على تقديم مباراة لاهبة شهدت أربعة أهداف مناصفة، وبناءً عليه ستكون الأفضلية النظرية للسيتي والبايرن في لقاءي الرد اللذين سيقامان غداً بداية من العاشرة ليلاً.
وفي مباراتي اليوم يلعب برشلونة مع باريس سان جيرمان على وقع التفوق الكاتالوني بثلاثة أهداف لاثنين في واحدة من الملاحم الكروية التي شهدها ملعب حديقة الأمراء، وصحيح أن الفوز يعطي الأفضلية لبرشلونة في سهرة اليوم ولكن كل شيء وارد ما دام النادي المنافس يمتلك كيليان مبابي، ويلتقي في ملعب سيغنال إيدونا بارك المشهود لجماهيره بالغليان دورتموند صاحب الأرض والجمهور مع أتلتيكو مدريد الذي حسم لقاء الذهاب بهدفين مقابل هدف واحد، والنتيجة لم تؤهل أتلتيكو ولم تبعد دورتموند شأنها شأن النتائج الأخرى ولكن تعطي الأفضلية للنادي الإسباني الباحث عن اللقب الأول وهو الذي خسر النهائي ثلاث مرات من قبل.
قمة القمم
لم يسبق لمانشستر سيتي أن خسر أمام ضيفه ريال مدريد، ما يجعل المباراة على صفيح ساخن وخاصة أن الملكي المدريدي يضع كل ثقله في هذه المباراة التي تعادل موسماً بأكمله، وما دام المدربان أنشيلوتي وغوارديولا حاضرين فإننا على موعد مع مباراة عالية التكتيك، ومفعمة بالأحداث المثيرة كغيرها من اللقاءات التي جمعت الفريقين والمدربين سابقاً.
الملكي مرتاح في صدارة الليغا قبل استقبال برشلونة في الكلاسيكو، والسيتي اعتلى هرم الدوري الإنكليزي الممتاز في الزمان والمكان المناسبين وهذا حافز لكتيبة السيتيزينز للنسج على منوال الثلاثية التي حققها في الموسم المنصرم وخاصة أنه مدعو لمواجهة تشيلسي في نصف نهائي الكأس الأقدم في العالم، وهذه المعطيات كافية لانتظار سهرة كروية مخصصة للكبار.
بين الواقع والحلم
باريس سان جيرمان بذل الغالي والنفيس في سبيل لقب هذه البطولة الذي خاصمه رغم كونه مرشحاً في عديد النسخ، ولكنه في هذه النسخة تحديداً لم يقدم ما يدل على أنه البطل المنتظر، والخسارة في مباراة الذهاب تعطي الأفضلية لبرشلونة المدعوم بعاملي الأرض والجمهور، والمفارقة بين الناديين أن برشلونة لا يمتلك مصيره بيده محلياً ويمكن الجزم بأنه لن يكون بطلاً لليغا على هامش التأخر بثماني نقاط خلف ريال مدريد الذي سيستضيف لقاء الرد كما أسلفنا، بينما الباريسي سيكون البطل المرتقب للدوري كما سيلعب نهائي الكأس مع ليون، ولكن التألق المحلي ليس كافياً من وجهة نظر عشاقه ومالكيه.
مصالحة
بايرن ميونيخ واحد من كبار المسابقة التاريخيين وتكفي الإشارة إلى الألقاب الستة التي زينت خزائنه، ولكنه هذا الموسم يبدو غريباً في البوندسليغا عندما سلم مفاتيح اللقب بشكل مبكر للبطل الجديد ليفركوزن، وزاد الطين بلة خروجه المبكر من مسابقة كأس ألمانيا ولم يبق أمامه إلا هذه المسابقة للدلالة على أنه موجود، ورغم أنه يمتلك هداف أوروبا الأول هذه الأيام هاري كين إلا أنه لم يكن مقنعاً بالصورة الكافية على الصعيد المحلي، وبناءً عليه يخوض مباراة الموسم أمام آرسنال وهو مرشح للعبور من جميع النواحي.
وعلى الجانب المغاير ما زال آرسنال في خضم السباق على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز ولكنه لم يعد يمتلك مصيره بيده بعد خسارته أمام آستون فيلا يوم الأحد التي كانت تعني التنازل عن صدارة الدوري الأقدم في العالم، وبالنظر إلى جدول مبارياته في البريميرليغ فإن حظوظه تبدو أضعف من السيتي وليفربول، ولذلك يأمل بالخروج فائزاً أملاً بتحقيق القطعة الناقصة في خزائنه وتقديم الهدية التي تحلم بها جماهيره.
صدام قوي
تبقى مباراة دورتموند وأتلتيكو مدريد عالية الجودة وكل منهما يمتلك الحظوظ لمعانقة اللقب، وإذا كان دورتموند قد ذاق شهد التتويج عام 1997 فإن أتلتيكو ما زال يحلم رغم اقترابه عديد المرات لدرجة أن مدربه الحالي سيميوني بات أحد المدربين المشاهير في هذه المسابقة لكونه مستمراً مع فريقه قرابة عقد ونصف العقد، والملاحظ أن دورتموند قد لا يكون في النسخة القادمة إذا لم يحقق اللقب لأنه يبتعد بفارق الأهداف عن لايبزيغ في الدوري المحلي بينما أتلتيكو أحد الرباعي الكبير في إسبانيا.
سيرياهوم نيوز1-الوطن