سمير حماد
لمن نكتب ولماذا ؟ سؤال مربك باعتراف كافة المهتمين بالكتابة , لكنهم يكادون يجمعون على انهم يكتبون في هذه الفترة الحرجة من التاريخ العربي ,
لكائناتٍ غامضةِ الاتّجاه والمشاعر , لايعرفون بماذا تفكر , وبماذا تحس , وبماذا تؤمن ؟
الكتابة في زمن الموت , حياة , حفرٌ في المشاعر , ونقش على الصخر , وكتابة على الرمل،
زمن المشاعر المتأججة بالكراهية , والنقمة , والغضب , والخوف ,
كثيرا ما اشعر بالعجز , كيف ابدأ ؟ وبماذا سأُنهي ؟ مشاعر غامضة تجتاحني , شكلا ومضمونا , طعمها مرّ , كمرارة هذا الواقع ….مشاعر مبهمة , لذيذة حينا , قاسية احيانا ….
يتعذب القلم والحرف لايجاد الطريق والتمكّن من الدخول الى عالم الآخر الغامض , مغامرة مريعة , ان تحسب نفسك قد دخلت الى مشاعر الاخرين وعقولهم ، وهل لديك من القدرة , مايؤهلك للدخول الى عوالمهم الفكرية والعاطفية ؟
هل لديك مخزون كاف من المفردات للدخول الى عالمهم (الخوف , الحب , الحقد النفاق , الكذب , الدجل , الفرح , الالم , الحزن , البكاء , الراحة , الامل , الوحدة , الكراهية , الموت , الحياة ) انه القاموس الضروري لولوج عالم الكائن البشري ومشاعره ..
كم هو مرعب هذا الكائن , الذي يَقْتل لأتفه الاسباب , او يُقْتل بلا سبب ..
لكن ما أعظمه وأروعه , حين يفكربعقله ويحب بقلبه , لا ببندقيته ..
دعونا نكتب حتى النهاية مفترضين وجود من يسمع , ويحسّ , ويتالّم , ويتأمل …..
الكاتب حيٌّ بقدر ما يستمر قلمه بالنطق ، وتستمرُّحروفه بالخفقان ….
موقع سيرياهوم نيوز)