غادر الوفد العماني صنعاء بعد إجراء نقاشات وصفها رئيس وفد التفاوض محمد عبد السلام “بالإيجابية والجادة”. وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط “أن في مقدمة الملفات التي نوقشت صرف المرتبات لكافة موظفي الدولة من عائدات النفط والغاز، والفتح الكامل لمطار صنعاء، وأن المشاورات حملت أفكارًا إيجابية، تتعلق أيضًا بالفتح الكامل لميناء الحديدة وفتح الطرقات وتبادل الأسرى. بالتوازي تحدثت مصادر إعلامية يمنية عن نجاح الوساطة العمانية حتى اللحظة.
وحسب تقارير إعلامية فقد جرى الاتفاق ما بين صنعاء والرياض على تمديد الهدنة السارية في اليمن، بعدما قبلت الأخيرة بتلبية مطالب صنعاء فيما يتّصل بالملفات الإنسانية، وعلى رأسها ملفّ رواتب موظفي الدولة وسيتمّ صرف هذه الرواتب وفقاً لكشوفات العام 2014، وبالعملة الصعبة، على أن تحملها طائرة خاصة شهرياً إلى العاصمة اليمنية. كما سيتمّ توسيع وجهات مطار صنعاء الدولي لتشمل كلّاً من مصر وقطر والأردن والهند وماليزيا، فيما ستُرفع جميع القيود عن دخول الواردات إلى ميناء الحديدة.
من ناحيتها أشارت وكالة “أسوشيتد برس”، الى إن السعودية وحركة انصار الله أحيوا محادثات سرية، أملا في استمرار وقف إطلاق النار ووضع مسار تفاوضي لإنهاء الحرب في اليمن .
وقالت وكالة أسوشيتد برس”، في تقرير لها، أنه “يبدو أن جميع الأطراف تبحث عن حل بعد ثماني سنوات من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص، ومزقت أوصال اليمن ودفعت أفقر دولة في العالم العربي إلى الانهيار، وباتت على شفا المجاعة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”.
وأشارت الوكالة، إلى أن “السعودية استأنفت المحادثات غير المباشرة مع أنصار الله في سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما اتضح أن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لن يتم تجديدها، وتقوم مسقط بدور الوساطة بين الجانبين”.
وأفادت بأن “هذه المحادثات تأتي وسط أطول فترة توقف للقتال في اليمن أكثر من تسعة أشهر”، مشيرة إلى أنه “لا وجود لوقف رسمي لإطلاق النار منذ انتهاء الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.
ونقلت “أسوشيتد برس” عن مسؤول في الأمم المتحدة، قوله “إنها فرصة لإنهاء الحرب، إذا تفاوضوا بحسن نية وضمت المحادثات أطرافا يمنية أخرى”.
ذكر دبلوماسي سعودي للوكالة، أن بلاده “طلبت من الصين وروسيا الضغط على إيران وأنصار الله لتجنب التصعيد”، مضيفا أن “إيران التي أطلعت أنصار الله والعمانيين بانتظام على المحادثات، أيدت حتى الآن الهدنة غير المعلنة”.
في هذا السياق، قال مسؤول حوثي مشارك في المحادثات للوكالة، إن “السعوديين وعدوا بسداد جميع الرواتب”، لكن الدبلوماسي السعودي صرح بأن “سداد رواتب العسكريين مشروط بقبول الحوثيين لضمانات أمنية، من بينها إنشاء منطقة عازلة مع المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي على طول الحدود اليمنية السعودية”.
وذكر أنه “يجب على أنصار الله أيضا رفع حصارهم عن تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية”، مؤكدا أن “الرياض تريد أيضا من الحوثيين الالتزام بالانضمام إلى المحادثات الرسمية مع الأطراف اليمنية الأخرى”.
قال المسؤول الحوثي إن “جماعته لم تقبل أجزاء من الاقتراح السعودي، خاصة ما يتعلق منها بالضمانات الأمنية، وترفض استئناف تصدير النفط من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة قبل سداد الرواتب”.
وذكر أن “أنصار الله اقترحوا توزيع عائدات النفط وفق ميزانية ما قبل الحرب”، فيما قال الدبلوماسي السعودي، إن “الجانبين يعملان مع المسؤولين العمانيين لتعديل الاقتراح ليكون مرضيا لجميع الأطراف، ومن بينها الأطراف اليمنية الأخرى”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم