أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولان عن النظام في العالم.
وخلال الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك اليوم ورداً على سؤال صحفي حول من يجب أن يكون مسؤولاً عن النظام في العالم قال بوتين حسب وكالة تاس “إن النظام في العالم يجب أن يكون مسؤولية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لها بما في ذلك الأعضاء الخمسة الدائمون فيه”.
من جهة أخرى وبخصوص وباء كورونا وجهود مكافحته دعا بوتين إلى عدم تسييس مسألة البحث في أصل “منشأ” فيروس كورونا مؤكداً ضرورة تعاون الجميع في مكافحة هذا الوباء.
وقال بوتين إن الدول الرائدة في العالم في مواجهة الوباء تضخ الأموال في اقتصاداتها بدلاً من مساعدة الدول النامية كما أن البلدان المتقدمة التي تنتج اللقاحات لم تفعل سوى القليل من أجل حماية البشرية جمعاء من الوباء.
إلى ذلك أعلن بوتين ضرورة مراعاة الواقع عند الحديث عن معاهدة سلام مع اليابان والحصول على ضمانات بعدم نشر أنظمة صواريخ أمريكية بالقرب من الحدود الروسية.
وقال بوتين وفقا لوكالة سبوتنيك: “يجب أن نراعي الواقع الحالي عند الحديث عن معاهدة سلم ويجب ضمان مستقبل يسوده السلام وهذا يعني أنه يجب أن نضمن الحماية من المفاجآت المتعلقة بإمكانية نشر قوات أمريكية وأنظمة صواريخ هجومية بالقرب من حدودنا”.
ولفت بوتين إلى أن بلاده لم ترفض أبداً إجراء حوار مع اليابان بشأن معاهدة السلام وقال: “روسيا واليابان مهتمتان بالتطبيع الكامل للعلاقات ولقد تحدثنا دائماً عن ضرورة احترام نتائج الحرب العالمية الثانية المنصوص عليها في الوثائق الدولية واتفقنا مع رئيس الوزراء السابق على أننا مستعدون للتعاون على أساس وثائق الخمسينيات المعروفة جيداً لكن الشركاء اليابانيين كانوا يغيرون موقفهم دائماً”.
ومنذ أعوام عديدة يطغى على العلاقات بين روسيا واليابان غياب معاهدة سلام بينهما حيث تعتبر اليابان جزر الكوريل الجنوبية وهي جزر كوناشير وشيكوتان ايتوروب وهابوماي تابعة لها وتصر على عودتها تحت السيادة اليابانية إلا أن موقف موسكو يؤكد أن هذه الجزر أصبحت جزءاً من أراضي الاتحاد السوفييتي في أعقاب الحرب العالمية الثانية وسيادة روسيا عليها ليست موضع شك.
من جانب آخر أعرب بوتين عن قناعته بضرورة تبني قرارات بشأن الاعتراف بأي قوى سياسية في أفغانستان تشكل على أساس جماعي بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد.
ودعا بوتين المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود إزاء ملف أفغانستان لمواجهة المخاطر القائمة في هذا البلد ولا سيما فيما يخص تحديات الإرهاب والمخدرات.
وفي معرض تعليقه على احتمال الاعتراف بطالبان كحكومة شرعية في أفغانستان عد الرئيس الروسي أن سيطرة الحركة على معظم أراضي البلاد اليوم أمر واقع لكن “يجب التأكد من النوايا الحقيقية التي تقف وراء إعلانات قادتها” معرباً عن اهتمام موسكو بمنع تفكك أفغانستان.
وأشار بوتين إلى أن العديد من الجماعات المتطرفة تنشط في أفغانستان ما يشكل خطراً على أمن جيران روسيا وحلفائها في منطقة آسيا الوسطى وبالتالي روسيا نفسها وخاصة أنه لا توجد أي قيود متعلقة بالتأشيرات عبر الحدود.
ووصف بوتين الأحداث التي شهدتها أفغانستان بعد انسحاب قوات حلف الناتو منها بأنها “كارثة” داعيا الى استخلاص العبر بهذا الخصوص.
وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة أنفقت على حملتها العسكرية على أفغانستان أكثر من 1.5 تريليون دولار ولكن “ما هي نتائج هذه العملية”.
وأكد بوتين مجدداً أن سياسة فرض نظام الحكم بالقوة على دول أخرى “غير مقبولة إطلاقاً” لافتاً إلى أنه إذا احتاج شعب إلى الديمقراطية فإنه سيصل إليها بنفسه ولا يجوز تحقيق ذلك بأساليب القوة”.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا