آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » بورصة (البصل)!

بورصة (البصل)!

 

غانم محمد

 

لو عانت الدنيا كلها من أزمات غذائية يجب أن نبقى في سورية خارج هذه المعاناة، لأننا في بلد غنّي زراعياً، وفي بلد قابل وقادر على إنتاج كلّ المواسم بسبب تنوعه المناخي، وخصوبة أرضه، ووفرة مياهه، لكننا نشعر دائماً أننا ننتقل من أزمة إلى أخرى، دون أن تترك السنون والأعوام أي أثر إيجابي على أرض الواقع، وكأننا لا نجيد قراءة أي مشهد..

البصل، ارتفع سعره إلى 12 ألف ليرة، وعاد لينخفض الآن إلى 6-8 آلاف ليرة بسبب تدخل السورية للتجارة التي أعلنت عن استيراد ألفي طن من المادة، وأحاديث متفرقة عن ضبط مستودعات تحتكر توزيع البصل، وعن توجّه جميع المزارعين لزراعة البصل هذا الموسم، على الأقل من أجل ضمان وتوفير المؤونة السنوية لهم من هذا المحصول (الاستراتيجي)!

البصل، الثوم، البطاطا، الزيت، وغيرها من المواسم لا تحكمها أي ضوابط لا في الإنتاج ولا في التسويق، وبالتالي تتقلّب أسعارها ارتفاعاً وانخفاضاً، فتصيب أحد طرفي الحياة (المنتج أو المستهلك) بمقتل، والكلّ يتفرّج، وكأننا فقدنا أي حلّ..

المخاوف في هذه الأثناء تطفو على السطح في سهل عكار على سبيل المثال، والذي بدأت خضرة حقول البطاطا فيه تتسع، وتبدو المساحات المزروعة كبيرة نوعاً ما.. الآن كيلو البطاطا (بالمفرق) بأقل من ألفي ليرة، ويتحدث المزارعون عن أن سعر كلفة الإنتاج تتجاوز هذا الرقم، وبالتالي فهم ينتظرون خسارة كبيرة!

في موسم وفرة الزيت، والذي غالباً ما كان يشكو المنتجون من صعوبة تصريف الموسم، أسعار الزيت تقفز فوق إمكانية أي مواطن من درجة مهدود الحيل على توفيره لأسرته..

هذه الفوضى لو وجدت من يضبطها لما عانى المستهلك ولا المنتج، لكن تركنا كلّ شيء للصدفة، ورحنا نتباكى لعل الأيام تقذفنا حيث يرتاحون من (نقّنا)، والسلام!

(سيرياهوم نيوز1-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

( نحن ) البؤساء .. ؟!

  سلمان عيسى تعودنا ان ( نتبوأ ) المراكز الاولى عالميا وهذا قدرنا .. لذلك لم نتفاجأ من ان نكون في المركز الثاني عربيا والرابع ...