د.بسام الخالد
الفارق بين الإعلام والدعاية هو التزام الإعلاميين بالقاعدة التي تقول: (إن الخَبَرْ حُرْ .. والرَّأيْ مَسْؤولْ).
ومقولة أن “الخبر حر” تعني أن الخبر ليس ملكاً لأحد، فهو ملك للحقيقة فقط، وعليه فإن الصحفي الملتزم بشرف المهنة هو من يتعامل بشفافية وحياد كامل في نقل الخبر كما هو بدون أي تدخل سواء بالحذف أو الإضافة، أو خلط الخبـر بالرأي، فدور الصحفي هنا ينحصر في إيصال الخبر (أي الحقيقة) للناس بأمانة شديدة لا تخضع للأهواء الشخصية أو للمصالح.
إن عدم تحريف الخبر في حقل الإعلام، يعني التأكيد على عدم تحريف الحقيقة، باعتبارها قاعدة التشييد الأساسية لبناء رأي عام مستنير، فمعايير الحقيقة مجالها (الإعلام)، أما أساليب التضليل فمجالها (الدعاية)، وبين معايير الإعلام وأساليب الدعاية، يجري الفرز بين الصحفي وبين المشتغل بالدعاية، فالأول: يتعامل مع الخبر بصدق كي يوفر مناخاً صحياً تتمكن الجماهير بوساطته من تشكيل رأيها في القضايا التي يأتي بها الخبر.
أما الثاني: فمقاييس النجاح بالنسبة له يحددها عامل ذاتي مرتبط بالدعاية، حتى وإن أشترك الصحفي والدعائي في مؤسسة إعلامية واحدة، فالدعائي يسلك نهجا مضللاً لا يربطه بشرف المهنة أي علاقة، ولا يلتزم بالقاعدة الإعلامية: (الخبر حر..والرأي مسؤول)، فهو يتعامل مع قضايا الرأي والثقافة والسياسة على أرضية أنها سلعٌ مطلوبٌ ترويجها وبيعها في الأسواق، ويمكن لهذا الدعائي أن يضفي صفة الشفافية والنزاهة على نتائج انتخابات مزورة، أو أن يقنع الناس أن الديمقراطية هي بديل عن رغيف الخبز!
وعليه فمن التزم بالقاعدة المهنية للإعلام (الخبر حر..والرأي مسؤول) فهو صحفي يحترم مهنته..ومن انحرف عنها واستبدلها بمقولة أخرى، فلا علاقة له بالإعلام.
بعد هذا التوضيح يتبادر سؤال هام: هل ما تتعامل به وسائل الإعلام اليوم يتفق مع القاعدة التي أوردناها: (الخبر حر .. والرأي مسؤول ؟!)
(سيرياهوم نيوز4-الكاتب )