آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » بين مطرقة النقد وسندان الإنصاف ..حماة في مرآة الضمير

بين مطرقة النقد وسندان الإنصاف ..حماة في مرآة الضمير

 

المهندس نضال رشيد بكور

مقال رأي بقلم كاتب من أبناء المدينة …
في زمنٍ تتنازعه التحديات وتتصارع فيه الخطابات يصبح القلم مسؤوليةً كبرى كل كلمة قد تُفسَّر خيانةً أو تزلفاً أو حتى تبريرًاً لعجز ، بينما الحقيقة أن الكاتب حين ينطق بضميره لا يسعى إلا إلى الإضاءة على ما يجب أن يُرى. ..
وهنا يقف قلم ابن حماة حائراً كصياحٍ ( لعبتنا عندما كنا صغاراً ) يدور بسرعةٍ هائلة لكنه لا يبرح مكانه
تارةً يميل إلى النقد الجارح ، وتارةً يشدّه واجب الإنصاف ..
الكتابة عن حماة اليوم ليست ترفاً فكرياً ولا بحثاً عن دور في ساحة مزدحمة بالصوت العالي.
إنها حاجة ملحّة ، لأن المدينة التي تحاول أن “تنبض من جديد” تحتاج إلى من يُبصر تفاصيلها
إلى عينٍ ترى الجهد المبذول في إعادة إعمارها وإلى قلبٍ يرفض أن يصمت أمام أخطائها.
لسنا أمام مشهد أبيض أو أسود.
هناك جهدٌ حقيقي يُبذل : سهرٌ حتى الفجر في مكاتب مغلقة ، محاولات حثيثة لجذب الاستثمارات ، سباق مع الوقت لتطهير المؤسسات من فسادٍ تراكم عبر عقود. لكن في المقابل …
هناك بطءٌ في بعض الملفات ، نقصٌ في البنية التحتية ، ومواطنون ينتظرون خطواتٍ أسرع تليق بآلامهم وصبرهم.
النقد هنا ليس تشفّياً ولا اصطياداً للأخطاء
بل هو حبٌّ في جوهره. فمن يحب مدينته يتألم حين يراها تدور في دوامة البطء أو تتعثر أمام تحدياتٍ كان يمكن تجاوزها.
وفي الوقت ذاته ، الإنصاف ليس ضعفاً ولا محاولة للتبرير
بل شجاعة أخلاقية تعترف بأن الإصلاح مسارٌ طويل ، لا يُنجز في عام ولا عامين.
المدينة اليوم بحاجة إلى صوتٍ ثالث
صوتٍ لا يصفّق لكل شيء ولا يلعن كل شيء
نقدٌ نزيه يبني ولا يهدم ، وإنصافٌ يحمي الحقيقة من الابتذال
فالتاريخ لن يكتب عنا كمجتمعٍ صامتٍ أو غوغاء ، بل كمواطنين عرفوا كيف يوازنون بين العقل والعاطفة ، بين الصراحة والحرص.
إن ما تحتاجه حماة اليوم ليس ضجيج “الصيٍّاح” الذي يدور ولا يُغيّر
بل حواراً حقيقياً يحوّل النقد إلى فعلٍ إصلاحي ، ويجعل الإنصاف سياجاً يحمي التجربة من المتربصين ومن الغلو في آنٍ معاً
وبين مطرقة النقد وسندان الإنصاف ، يبقى صوت الضمير هو البوصلة الوحيدة التي تضمن أن نبقى أوفياء لحماة.، مدينةً ووطناً وإنساناً.

 

 

 

(موقع اخبار سوريا الوطن2-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“دولة المظلومين” والاستحقاقات الكبرى

  نسرين جهاد حسن لا شك أن ملايين السوريين ينظرون إلى العهد الجديد، عهد ما بعد الأسد أنه ” دولة المظلومين ” الدولة التي ستعيد ...