آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » تراجع المساحات المزروعة بالخضار في درعا بعد ارتفاع أسعار السماد.. و”سوبر فوسفات” شبه مفقودة في مستودعات المصرف الزراعي

تراجع المساحات المزروعة بالخضار في درعا بعد ارتفاع أسعار السماد.. و”سوبر فوسفات” شبه مفقودة في مستودعات المصرف الزراعي

تحقيق جهاد الزعبي:
لقد أصبح المزارع بمحافظة درعا يُقدر كمية السماد التي سيضعها للمحاصيل بالغرام وذلك بسبب قلة السماد وارتفاع سعره بشكل فاق التوقعات، فالسماد بمختلف أنواعه وأصنافه يعتبر ركنا أساسيا في عملية الانتاج الزراعي، وبالتالي شح هذه المادة أو رفع أسعارها كان له أثر واضح في العملية الزراعية.
والسؤال المطروح هنا، هل كان لرفع أسعار السماد وقلته مؤخراً تأثير واضح على توسع المساحات المزروعة وكميات وجودة الإنتاج ؟؟ فإلى التفاصيل:
مادة أساسية للزراعة
يقول المزارع علي فالح إن السماد مادة هامة وأساسية في العملية الزراعية وخاصة كميات الإنتاج وبالتالي لابد من توفيره بالشكل الكافي للفلاحين وبالسعر المناسب عن طريق المصارف الزراعية، ملتمساً إعادة النظر بالأسعار.
وأشار المزارع نعيم محمد أنه أصبح منذ عدة سنوات يعاني من شح مادة السماد وارتفاع أسعارها وخاصة بالسوق الخاص حيث تجاوز ثمن كيس سماد “الترابة” وزن 50 كغ الـ 60 ألف ليرة بالسوق الخاص “السوداء”، وهو أمر مرهق للفلاح وقد ترك الكثير من الفلاحين الزراعة بسبب غلاء مستلزمات الزراعة.
تراجع المساحات
وتحدث المزارع محمود السليمان أن قلة السماد تؤدي لقلة الانتاجية وأصبح الفلاح يزرع على سبيل المثال 5 دونمات بالخضار بعد أن كان يزرع 15 دونماً، وسبب ذلك غلاء وقلة السماد والأدوية الزراعية وخاصة المبيدات الحشرية والعشبية.
وبين المزارع عدنان فرحان أن ثمن طن السماد عن طريق المصرف الزراعي قارب الربع مليون ليرة مع أجور النقل، وهناك أنواع من السماد مثل سلفات البوتاس أصبح سعره بالمصرف الزراعي نحو 412 ألف ليرة وبالسوق الخاص أكثر من 600 ألف ليرة وحسب سعر صرف الليرة.
وطالب الفلاحون بضرورة توفير السماد بالكميات الكافية وإعادة النظر بأسعارها كي يتمكن المزارع من تنفيذ الخطة الزراعية ودعم الأمن الغذائي الوطني في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه قوى العدوان على سورية.
ارتفاع تكاليف إنتاج السماد
في 3 من آذار الماضي، ارتفع طن “السوبر فوسفات” إلى 304 آلاف ليرة، بعد أن كان سعره 151 ألف ليرة، أي بنسبة تزيد على 100%.
ووصل سعر طن “اليوريا” (سماد عضوي)، إلى 248 ألف ليرة، بعد أن كان بـ 175 ألفًا، وكذلك سعر طن نترات الأمونيوم إلى 206 آلاف ليرة، بعد أن كان بـ 108 آلاف ليرة، والسبب كما تعزوه الجهات المعنية هو ارتفاع تكاليف الإنتاج، أما بالسوق الخاص (السوداء) فالسعر يصبح ضعفين.
أثره كبير على الفلاح
بدوره اعتبر رئيس مكتب الشؤون الزراعية في اتحاد فلاحي درعا أحمد حجازي، أن ارتفاع أسعار الأسمدة له أثر كبير على الفلاحين بعد رفع تكاليف الإنتاج وعدم قدرة الفلاحين على مجاراة التكاليف الباهظة، وبالتالي سيكون هناك تراجع بمعدلات الإنتاج الزراعي، وهذا سيكون له تأثير على دعم القطاع الزراعي ورفع سوية الإنتاج.
ونوه حجازي أن سماد سوبر فوسفات (الترابة) المادة الأساسية للزراعة غير متوفرة بالمصرف الزراعي بالشكل المطلوب، ويشتري الفلاح طن هذا النوع من السماد بنحو مليون ليرة من السوق الخاص ونوعيات ليست بالفعالية المطلوبة، مؤكداً أن حاجة الفلاحين بدرعا تصل لنحو عشرة آلاف طن للقمح فقط و ١٢ ألف طن من سوبر فوسفات ومثلها من سماد اليوريا، أي أن حاجة المحافظة تصل لحوالي ٢٤ ألف طن للخضار والحاصلات الأخرى والقمح ١٠ آلاف طن، ولا يوجد بالمحافظة سوى ٧٠٠ طن من سماد اليوريا.
رفع غير متوقع
لا تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها رفع سعر الأسمدة الضرورية، إذ تم رفع قيمة الأسمدة في عام 2018 بنسبة لابأس بها، أما القرار الجديد، فقد رفع سعر “السوبر فوسفات” 102%، وسعر “اليوريا” 46%، وسعر نترات الأمونيوم 91% كما أشار بعض الفلاحين وأصحاب محال بيع المستلزمات الزراعية .
غلاء أسعار المنتجات الزراعية
وبذات السياق يقول تجار سوق الهال بدرعا وطفس ونوى وحيط إن جميع المحاصيل الزراعية بحاجة للأسمدة من حبوب وخضار وأشجار مثمرة، وارتفاع تكاليف الإنتاج سيجبر الفلاح على بيع إنتاجه بسعر يتماشى مع عدم خسارته، وبالتالي رفع أسعار الخضار والحاصلات الزراعية بما يتناسب مع رفع أسعار السماد ويبقى الخاسر الأساسي في هذه العملية هو المواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود والموظفين. ونتيجة ذلك، سيدفع المستهلك ثمنًا مرتفعًا لشراء مستلزماته من الخضار والفواكه.
ونوه التاجر محمد ابراهيم أن الفلاحين أصبحوا يستدينون من تجار سوق الهال من أجل توفير وشراء مستلزمات العملية الزراعية، ويتم سداد الديون عند نضوج الموسم وتسويق الإنتاج عند نفس التاجر من أجل حسم المبالغ عن الفلاح على أقساط.
لا غنى عن الأسمدة
لا يستطيع المزارع الاستغناء عن الأسمدة، لأهميتها في زيادة الإنتاج ونوعية المحصول الزراعي، حيث تدخل الأسمدة بشكل رئيسي في عمليات الزراعة، بحسب ما قاله رئيس دائرة الإرشاد الزراعي بدرعا المهندس محمد الشحادات، إذ لابد من دعم المحصول بمادة “السوبر فوسفات” في بداية الموسم، ويحتاج كل دونم بحد أدنى إلى 25 كيلوغرامًا.
كما أن لسماد “اليوريا” الذي يحتوي على 46% من الآزوت، تأثيرًا إيجابيًا على المجموع الخضري ويعطي جودة عالية للثمار.
وقال المهندس وسيم محمود صاحب صيدلية زراعية ، إن تغذية الأرض عن طريق الأسمدة، يختلف باختلاف نوع الخضراوات أو الثمار، فمثلا، دونم البطاطا يحتاج إلى 50 كيلوغراماً من “السوبر فوسفات”، و75 كيلوغراماً من “اليوريا”، وهذا أصبح مكلفاً جداً بعد رفع سعر الأسمدة.
وأسعار العضوية ارتفعت
ولا تتوقف معاناة المزارعين في درعا على ارتفاع سعر الأسمدة المصنعة، بل أيضاً هناك ارتفاع في سعر المتر المكعب الواحد من الأسمدة العضوية (مخلفات الحيوانات) إلى 20 ألف ليرة، وهو ما يعني أزمة إضافية للمزارعين.
رأي المصرف الزراعي
وبذات السياق فقد أشار مدير فرع المصرف الزراعي بدرعا المهندس عبد الله عياش أن سماد سوبر فوسفات شبه مفقود بمستودعات المصرف، ويتم حالياً شحن كميات لابأس بها من باقي أنواع السماد لتوفير قسم من حاجة المزارعين عبر الجمعيات الفلاحية، وهناك وعود بزيادة كميات السماد المخصصة للمحافظة لسد ولو نسبة ٥٠% من الحاجة.
وحول أسعار السماد نوه عياش أن الاسعار محددة رسمياً وأسعارها قليلة مقارنة مع أسعار القطاع الخاص، بحيث يكون الفارق بدعم طن السماد بنحو كبير، لافتاً أن سعر طن سوبر فوسفات يصل لحوالي ٢٣٧ ألف من المصرف، بينما يتم بيعه بالسوق الخاص بأكثر من مليون ليرة أي أن الدولة تدعم طن هذا النوع من السماد بنحو ٦٥٠ ألف ليرة.
وأخيراً
هذا هو واقع حال الفلاحين بعد رفع أسعار مبيع الأسمدة .. فهل يتم التدخل بشكل إيجابي وإعادة النظر بأسعار السماد وتوفيره بالكميات الكافية للفلاحين؟

(سيرياهوم نيوز-الثورة11-12-2020)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

على هامش قمة المناخ.. مباحثات سورية عراقية لتعزيز العمل والتنسيق في ‏مجال حماية البيئة‏

تركزت لقاءات وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس لؤي خريطة على هامش مشاركته في أعمال الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية ‏الأمم ‏المتحدة الإطارية لتغير المناخ ...