آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » تاريخ سوري: الأمم الثلاث في دساتير الدولة السورية.

تاريخ سوري: الأمم الثلاث في دساتير الدولة السورية.

الدكتور جورج جبور
>
> ثمة في الرسائل التي وردتني اليوم انتقاد لوزير الأوقاف لأنه استهجن تعبير الأمة السورية.
>
> التعبير الذي استهجن كان شائعا منذ بداية الدولة السورية يتجاور أحيانا مع تعبيري الأمة الإسلامية والأمة العربية.
>
> في محاضر المجلس التأسيسي عام 1928 كانت كلمة أمة تشير في أغلب الحالات إلى الأمة السورية . وفي الأغلب كانت تشير إلى كل سوريا الطبيعية
>
> في أوائل ثلاثبنات القرن الماضي أحتدم الصراع  الفكري بين تعبيري الأمة السورية والأمة العربية. الحزب السوري القومي الاجتماعي من جهة وعصبة العمل القومي ثم حزب البعث العربي من جهة ثانية
>
> في 1950 كان الدستور السوري أول دستور عربي يرد فيه تعبير الأمة العربية وقد اقتدت به غالبية دساتير الدولة العربية إلى أن حصل التراجع عن التعبير في العراق بعد عام من الاجتياح.ألغى قانون تنظيم الدولة تعبير الأمة العربية.
>
> بعد عام 1950 لم يعد دستوريا في سورية القول بأمة سورية . لكن التعبير استمر مستعملاً دون قمع حقيقي حتى اغتيال الشهيد المالكي عام 1955.  غاب التعبير في وسائل الإعلام والثقافة السورية منذئذ وبالطبع استمر التعبير منتعشا في لبنان وغيره.
>
> وبدءا من عهد الوحدة أخذ يزداد ورود ثلاثة تعابير لم تكن غائبة بالكلية سابقا:
> الأمة العربية الإسلامية
>
> والأمة الإسلامية
> والأمتان العربية والإسلامية
> وبالطبع في عهد البعث كانت واضحة وحدانية تعبير الأمة العربية.
>
> عاد تعبير الأمة السورية إلى التداول المحدود مع توسيع الجبهة ودخول الحزب السوري القومي الإجتماعي إليها  ثم مع توقف دعوة سورية إلى إجتماعات الجامعة.
>
> في كل حال تحسن العودة إلى كلمة السيد رئيس الجمهورية يوم 7 الجاري في جامع العثمان فقد أوضح ما يجب أن يوضح بشأن الهوية.
>
> نقطة شبه فكاهية. حين أعطيت اول —  وربما اخر— مقرر في الحقوق الدستورية عن :’ العروبة في الدساتير العربية’ وكان ذلك في القاهرة على طلاب أغلبهم مصريون كان ثمة تعجب  من حقيقة أن مصر اقتدت بسورية دستوريا في استعمال تعبير الأمة العربية . كيف؟ السنا ألسنا الأوائل في ذلك؟ هل من المعقول أن تسبقنا سورية وأن نكون في موقع الاقتداء بها.
> في كتب الحقوق الدستورية التي اطلعت عليها أثناء تأليف كتابي:’العروبة في الدساتير العربية’ لم يشر أي من أساتذة الحقوق في مصر أن تعبير الأمة العربية في الدستور المصري أتى من سورية.
>
> تبقى كلمة ختامية. ما نعاني منه يوحدنا ويصوغ هويتنا ولنبتعد قاصدين عما يباعد بيننا.
>
> دمشق مساء الخميس 10 ك الأول 2020 اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
> (سيرياهوم نيوز10-12-2020)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سفسطة وجدل بيزنطي!

د. بسام أبو عبد الله   نشأ أيام الإمبراطورية البيزنطية نقاش عبثي يُعرف تاريخياً بالجدل البيزنطي، حيث أدمن مواطنو بيزنطة الجدل اللاهوتي، والنقاش حول طبيعة ...