آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ترامب مهووس بالحرب وتأييده للضم ليس موضع نقاش

ترامب مهووس بالحرب وتأييده للضم ليس موضع نقاش

بسام ابو شريف

يتعلق البعض بحبال الهوى عندما يأتي الأمر لمواجهة ماينفذ لاستيلاء اسرائيل على كل فلسطين من البحر للنهر، فقرار ترامب وادارته (وهي ادارة موظفة بأموال روتشيلد وشريكه ادلسون والى حد ما بيل غيتس)، ينفذان ما كلف به ترامب أثناء حملته الانتخابية الاولى

واذا عادت بكم الذاكرة الى تلك الحملة، واعلانات ترامب خلالها ستجدون أن ترامب كرر أكثر من مرة تعهداته لأولياء أمره : سوف أخدم اسرائيل أكثر مما تحلم به اسرائيل، وسأكون أكثر رؤساء اميركا عطاء ودعما لاسرائيل.

لقد كانت تلك الوعود جزء أساسيا من الأسباب التي أدت الى نجاحه، وفوزه في الانتخابات واذا عادت بنا الذاكرة مرة اخرى لتلك الأيام “الحملة الاولى”، سنجد أنه التقى بالمليارديرشلدون ادلسون أكثر من مرة، وادلسون متزوج من اسرائيلية اسمها مريم، وهي من حيفا وأنهت دراستها في التخنيون – وهي صاحبة اطروحة “التخلص من الفلسطينيين”، في كل مرة كان يلتقي فيها ترامب مع ادلسون كان يخرج ليقول بالحرف “أنا لست بحاجة الى ماله “، لماذا كان يزوره اذا؟

 لقد سبق أن كتبنا حول زيارة بومبيو السريعة والمفاجئة لاسرائيل في ظل رزمة الأزمات التي تواجه ادارة ترامب، فقد شعر ترامب أن ورقة ضم الضفة يمكن له أن يستخدمها بشكل أفضل ان تأجل الضم، وان أصرت واشنطن على مناقشة الأمر تفصيلا مع الحكومة الاسرائيلية وليس كما سبق لبومبيو أن أعلن ” ومازال يعلن “، أن قرار توقيت الضم يعود للحكومة الاسرائيلية ليس هذا فحسب بل حجم الأرض التي ستستولي اسرائيل عليها، فالموقف الذي طرحه بومبيو يناقض هذا الكلام، فقد أبلغ نتنياهو وغاتس بأن الظروف لاتلائم الاستيلاء على الضفة الغربية أو البدء بذلك في أول تموز، ورأينا تراجعا تدريجيا في تصريحات نتنياهو الذي تحدث عن الاستيلاء على الأغوار وكامل الضفة ليتراجع، ويتحدث عن الاستيلاء على 30% من الضفة وهذا لايشمل المستوطنات التي أنشئت في محافظتي نابلس والخليل خارج السور الفاصل، وأثار هذا حفيظة جمعية المستعمرين التي تطالب بالاستيلاء على كل الأرض وحتما بسط سيادة اسرائيل على كافة المستوطنات لضمان أمن واستقرار المستوطنين، وتطور موقف فرقاء حكومة الطوارئ، وتوازى تصلب موقف غاتس رفضا لمشروع نتنياهو “كما طرحه”، مع ازدياد حجم رزمة المآزق التي يعيشها عراب الصفقة ترامب، وتشير بعض المعلومات الى أن فضائح ترامب ستتراكم، ليس من خلال مانشره بولتون في كتابه فقط بل من خلال الادلاء بشهادته وموافقته على المثول أمام الكونغرس في جلسة للادلاء بالشهادة والاجابة على الاستفسارات، وستعزز فضيحة ترامب الكبرى في معرفة كيفية استعمال ابنته وزوجها لجني الأموال من صفقات السلاح والعقود التي وقعها مع آل سعود وآل الراضخين لواشنطن وتل ابيب.

ترامب في مأزق، وأوقعه ذلك في فوضى المتناقضات مع نفسه ومع مستشاريه، ودفع للعلن الفاظه العنصرية، واصراره على عنصريته أملا بأن يستميل التيار العنصري كله للتصويت له انه يبحث عن الأصوات الانتخابية في ظل فوضى المتناقضات وتصاعد الاحتجاجات وفوق هذا كله نضيف ما سينتج من آثار لانتشار الفيروس في الولايات المتحدة كما لم يسبق له مثيل، فأمس مثلا سجلت فلوريدا اربعة آلاف اصابة جديدة، وتخطى عدد الوفيات ماسبق لترامب أن توقعه كأرقام حتى نهاية العام، واصراره على عقد المهرجانات وفي أماكن مغلقة قد يزيد من هذه الأزمة، وفي ظل توقعات منظمة الصحة العالمية لعودة الفيروس في موجة انتشار جديدة يصبح وضع ترامب محشورا جدا لايترك له خيارات سوى خيار واحد هو: “حرب”، حرب تشغل الاميركيين وحلفاء اميركا، وتغطي على فضائحه .

وتشير المقدمات الى أن ترامب ورغم حدة الأزمات يبني تدريجيا جو الحرب في الشرق الأوسط ( تركيزه على سوريا)، وخنقها وخنق لبنان التي سماها رئة سوريا، والتحكم بالعراق ودفع تركيا لشن عدوان على الأراضي العراقية، وتأجيل القمة الايرانية التركية الروسية، وتشجيع غير معلن لدور تركيا في ليبيا.

ويحاول نتنياهو، الذي أصابه هو الآخر فزع فوضى المتناقضات أن تؤدي هذه العوامل الى تأخير مشروع الضم، وأن يتعرض من حليفه غاتس لضغط شديد للتركيز على محاربة الكورونا، ولذلك قد تكون “الحرب”، هي افضل خيارات نتنياهو وقبل انفراط عقد حكومة الطوارئ، والتوجه لانتخابات رابعة.

مقابل ذلك يقف العاجزون في الساحات العربية، وفي الساحة الفلسطينية ليتعلقوا بحبال الهوى والمراهنة على دور اميركي ضد استيلاء اسرائيل على الضفة، ويظنون أن تأجيل الاستيلاء سيتم مقابل الشروع في مفاوضات مع اسرائيل فان المفاوضات قد تغير مجرى الصفقة؟!

كفاكم حلما وتعلقا بحبال الهوى…. واشنطن لن تتوقف أو تتردد في خدمة اسرائيل واستخدامها لمصلحتها، ولن تقف اسرائيل عند هذا الحد بل ستسعى للاستيلاء على فلسطين ولاحل الا المواجهة والتصدي والمقاومة، واشعار العدو بالملموس أن شعبنا وأمتنا سيقاتلون وليس الرفض فقط، ولن يستسلم شعبنا أبدا، الشروع في مفاوضات “علنية أو سرية”، مع حكومة العدو وبرعاية اميركية ليس خطأ كبيرا فقط، بل جريمة ترتكب ضد شعبنا وقضيتنا وأهدافنا السامية.

ولابد لشعبنا من ابقاء يده على الحجر والزناد ليس لمواجهة العدو والتصدي للاحتلال والاستيلاء على أرضنا، بل أيضا للتصدي لكل من تسول له نفسه ( أو هزيمته الداخلية وخضوعه لسطوة واشنطن وتل ابيب )، أن يجر قضيتنا مرة اخرى الى كوريدورات الذل والخنوع، اميركا والبيت الأبيض يعاديان شعبنا ويشكلان عقبة كبيرة في طريق شعبنا نحو الاستقلال والحرية، لذلك البيت الأبيض هو عدو كما هي حكومة اسرائيل، ولن يسمح شعبنا للعابثين بقضيته وهم الذين على رصيف تاريخنا بأن يبيعوا وطننا.

 

سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 24/6/2020

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...