أدّى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم السبت، اليمين الدستورية رئيساً للدولة بعد فوزه في دورة ثانية غير مسبوقة للانتخابات بولاية جديدة ثالثة من خمس سنوات بعد حكمه المستمر منذ عقدين.
وبث التلفزيون التركي الرسمي، مراسم تسلم مضبطة الرئاسة وأداء اليمين الدستورية، على أن تقام مساء اليوم السبت، مراسم تنصيبه رئيساً للبلاد في القصر الرئاسي، ممّا يخول له الإعلان عن تشكيل الحكومة.
واجتمعت الجمعية العامة للبرلمان التركي في العاصمة أنقرة من أجل مراسم أداء إردوغان القسم، لولاية رئاسية جديدة.
وأدّى إردوغان القسم عقب تسلمه وثيقة التنصيب من الرئيس الموقت للبرلمان دولت باهتشلي.
وفاز الرئيس الذي أحدث تغيرات ولكنه يثير الانقسام في الدورة الثانية للانتخابات التي جرت في 28 أيار/مايو أمام تحالف للمعارضة، ورغم أزمة اقتصادية وانتقادات حادة أعقبت الزلزال المدمر الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص.
وفاز إردوغان بنسبة 52.8% من الأصوات مقابل 47.82% لمنافسه العلماني كمال كليجدار أوغلو.
ويواجه إردوغان تحديات فورية وكبيرة في ولايته الثالثة على وقع اقتصاد متراجع وتوترات في السياسة الخارجية مع الغرب.
وفي السياق، قال كبير الباحثين الجيوسياسيين الاستراتيجيين لدى مؤسسة “بي سي إيه” للأبحاث، مارت غيرتكن، إنه “من وجهة نظر جيوسياسية ستعزز الانتخابات سعي تركيا الأخير نحو سياسة خارجية مستقلة”.
وأضاف: “تهدف هذه السياسة إلى انتزاع أقصى قدر من الفوائد الاقتصادية والاستراتيجية من دول شرقية، مع استمرار منع حدوث قطيعة دائمة في العلاقات مع الديمقراطيات الغربية”.
وتابع أنه “من المرجح أن يتفاقم التوتر مع الغرب مجدداً، وضمن هذا الإطار، بعد أن حصل إردوغان على ولاية جديدة”.
أزمة اقتصادية
ستكون معالجة المشكلات الاقتصادية للبلاد على رأس أولويات إردوغان مع بلوغ نسبة التضخم 43.70%، لأسباب من بينها سياساته غير التقليدية المتمثلة بخفض معدلات الفائدة لتحفيز النمو.
ومن المقرر أن يعلن الرئيس في ساعة متأخرة السبت عن حكومته الجديدة وسط تكهنات وسائل الإعلام بدور لوزير المال السابق محمد شيمشك، وهو شخصية تحظى بمكانة دولية.
وشيمشك معروف بمعارضته سياسات إردوغان غير التقليدية. وهو تولى وزارة المال بين 2009 و2015، وكان نائباً لرئيس الوزراء مكلفاً الاقتصاد حتى 2018، ثم استقال قبل تدهور الليرة عدة مرات ذلك العام.
وبدأ أعضاء البرلمان الجديد في تركيا أداء اليمين، الجمعة، في جلسة أولى بعد انتخابات 14 أيار/مايو، حضرها أيضاً إردوغان. ويحظى تحالفه بأغلبية في البرلمان المؤلف من 600 مقعد.
زيارة ستولتنبرغ
ويرغب أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أن تعطي أنقرة الضوء الأخضر لمساعي السويد للانضمام إلى التحالف الدفاعي بقيادة الولايات المتحدة، قبل قمة في تموز/يوليو.
وماطل إردوغان في الموافقة على الطلب، متهماً ستوكهولم بإيواء “إرهابيين” من حزب العمال الكردستاني المحظور الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على قوائم الإرهاب.
وكان “الناتو”، أعلن الجمعة، أنّ أمينه العام، ينس ستولتنبرغ، سيحضر حفل تنصيب إردوغان في عطلة نهاية الأسبوع وسيجري محادثات معه.
بدوره، قال وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، عبر “تويتر” إنّ “رسالة واضحة” ظهرت في اجتماع حلف شمال الأطلسي في أوسلو لتركيا والمجر لبدء عملية المصادقة.
ورد نظيره التركي مولود جاويش أوغلو قائلاً: “رسالة واضحة وضوح الشمس لأصدقائنا السويديين! أوفوا بالتزاماتكم المتعلقة بالمذكرة الثلاثية، واتخذوا خطوات ملموسة في مكافحة الإرهاب …والباقي سيتبع”.