بلهجة لا تخلو من التهديد والتحذير، ادعى وزير الدفاع في النظام التركي خلوصي آكار، أنه إذا أرادت أميركا أن تكون في الشرق الأوسط، فعليها أن تتعاون مع نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، في حين أكد ما يسمى المبعوث الأميركي الأسبق إلى سورية جيمس جيفري، أن وضع الاحتلال الأميركي في سورية «مقلق».
وفي مقال نشره «مركز ويلسون للأبحاث» ومقره في واشنطن، أكد جيفري أن الوضع العسكري للولايات المتحدة في سورية يعد «مقلقاً»، لكنه استبعد انسحاب الاحتلال الأميركي من سورية في ضوء الانسحاب الأميركي من أفغانستان، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
كما أكد جيفري أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواجه أزمة مصداقية فيما يتعلق بالتزاماتها نحو الشرق الأوسط على نطاق واسع، خصوصاً بعد انسحابها من أفغانستان، واعتبر أن إدارة بايدن تعاملت بشكل سلبي مع سورية مقارنة بالإدارتين السابقتين، ما ترك شركاء واشنطن بحيرة من أمرهم، وعزز الشكوك في أن قوات الاحتلال الأميركية قد تنسحب من سورية.
ورأى جيفري أن زيارة ملك الأردن عبد اللـه الثاني إلى واشنطن في 19 تموز الماضي منحت إدارة بايدن فرصة، حيث اقترح عبد اللـه الثاني جهداً عالمياً جديداً يضم مجموعة من الدول المعنية لتقديم تسوية وسطية من خلال روسيا، وهو ما أشاد به قادة أميركا من حيث المبدأ.
وأشار جيفري إلى أن فكرة ملك الأردن من شأنها المساعدة في استقرار الوضع في سورية من دون دور مركزي مفرط للولايات المتحدة، ولكنها بحاجة لدعم واضح وصريح من البيت الأبيض.
على خط موازٍ، زعم وزير الدفاع في النظام التركي، أن مصالح تركيا ومجال نفوذها يتسع يوماً بعد يوم في العلاقات الدولية، وأنها الدولة التي ستتعاون معها الولايات المتحدة في المنطقة، مشيراً إلى أن تركيا حليف قوي وفعال وموثوق للولايات المتحدة في المنطقة، وإذا ما أرادت أميركا أن تكون في الشرق الأوسط، فعليها أن تتعاون مع تركيا، حسبما ذكرت جريدة «حريت».
وقال آكار بشيء من التهديد والوعيد: « رأينا ما حدث حين رفضت أميركا التعاون معنا، في 2011، أردنا العمل معاً وخصوصاً في سورية، ولم نفعل شيئاً في الخفاء، وتعاونا في محاربة داعش بموجب اتفاقية تفاهم في عام 2015، لكن في اللحظة الأخيرة غيروا رأيهم وقرروا التعاون مع «وحدات حماية الشعب (الكردية) YPG»، وقلنا أيضاً إننا نستطيع العمل معاً ضد داعش في الرقة، لم يوافقوا على ذلك أيضاً، وأخيراً، في ليبيا، لكن لم نتلق رداً إيجابياً بشأن هذه المسألة، وعندما لم تتعاون أميركا معنا، شاهدنا جميعاً ما حدث».
وأوضح أنه مادامت الولايات المتحدة تتعاون مع «وحدات حماية الشعب» التي تشكل العمود الفقري لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الانفصالية ستكون لدى النظام التركي مشكلات جدية في العلاقات مع أميركا، مؤكداً أن هذا هو الموقف التركي الأساسي في العلاقات مع الولايات المتحدة، ويجب وصف «وحدات حماية الشعب» بأنها «منظمة إرهابية».
وبين آكار أنه يمكن بطريقة ما حل مشكلات «S 400 أو F 35» مع الولايات المتحدة التي تحتاج إلى التفكير بعناية في هذا الأمر.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)