تصاعدت حدة الاشتباكات العنيفة لليوم الرابع على التوالي في مدن وبلدات ريف دير الزور الشمالي والشمالي الشرقي بين مسلحي ما يسمى «مجلس دير الزور العسكري» وأبناء بعض العشائر العربية من جهة وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» من جهة ثانية، على خلفية اعتقال الأخيرة منذ عدة أيام متزعم «المجلس» التابع لها المدعو أحمد الخبيل الملقب «أبو خولة»، حيث ارتفع عدد الضحايا المدنيين والمسلحين من كلا الطرفين إلى 28.
وتضاربت الأنباء حول التغييرات في خريطة سيطرة الطرفين، فبينما أعلن مسلحو أبناء العشائر طرد «قسد» من مدينة الشحيل، أعلنت الأخيرة سيطرتها على بلدة العزبة وإقالة «أبو خولة».
وحسب الأنباء الواردة من ريفي دير الزور الشمالي والشمالي الشرقي، فقد ارتفعت وتيرة ووحدة الاشتباكات العنيفة بين مسلحي أبناء بعض العشائر العربية و«مجلس دير الزور العسكري» من جهة ومسلحي «قسد» من جهة ثانية وتركزت في مدينة الشحيل وبلدات أبو حمام والعزبة والبصيرة والحصان وإبريهة ودوار المعامل وجديد بكارة وجديد عكيدات وأبو حمام والشعفة ومويلح والصور وزغيير جزيرة وذيبان والجرذي ودرنج وسويدان جزيرة وضمان وأبو حردوب.
وأكد أحد مقاتلي أبناء العشائر العربية في شريط فيديو مصور بثته صفحة «فرات بوست» على موقع فيسبوك أن مسلحي أبناء العشائر «حرروا مدينة الشحيل من قسد» وطرودا مسلحيها.
كما أكدت الصفحة أن مسلحي «مجلس دير الزور العسكري» ومقــاتلي العشــائر سيطــروا على حاجــز «الصنور» في بلدة أبو حمام بعد اشتبـاكات عنــيفة مع «قسد».
من جانبها نقلت وكالة «سانا» عن مصادر محلية وإعلامية متطابقة أن الاشتباكات شملت معظم مدن وبلدات ريف دير الزور، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة في بعض المناطق، وأدت إلى سقوط قتلى ومصابين واعتقالات متبادلة من الطرفين، وتنفيذ عمليات إعدام ميدانية وإعطاب عدة آليات لـ«قسد» في كل من العزبة والبصيرة والحصان ودوار المعامل وجديد بكارة وجديد عكيدات وأبو حمام والشعفة ومويلح والصور وزغيير جزيرة وذيبان والجرذي ودرنج وسويدان جزيرة وضمان وأبو حردوب وسط إعلان عدد من أبناء العشائر رفضهم لممارسات «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي ومطالبتهم بطردها من المنطقة.
بدوره ذكر موقع «أثر برس» أن اشتباكات عنيفة في بلدة إبريهة، حيث حاصرت «قسد» بلدة العزبة، وقطعت شبكة الإنترنت، في عموم مناطق الجزيرة الفراتية بدير الزور، وتوسعت الاشتباكات باتجاه بلدة ذيبان.
وبينما ذكر الموقع أن متزعم قوات ما يسمى «حماة الجزيرة» زوبع الزوبع، وهو من قبيلة «شمّر» استعداده للمشاركة في الاشتباكات إلى جانب «قسد» إضافة لمشاركة قوات ما يُسمى «الشمال الديمقراطي» في مصلحة «قسد» أيضاً، أصدرت عشائر عربية عدة حسب الموقع، بيانات أكدت فيها تأييدها مسلحي «المجلس»، كما أصدر أبناء محافظة الرقة في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، بياناً أكدوا فيه وقوفهم إلى جانب أبناء محافظة دير الزور في مواجهة «قسد».
ووفق مصادر إعلامية معارضة استهدف مقاتلو العشائر ومسلحو «المجلس» مقر القيادة العامة التابع «لقسد» في الجبل المطل على مدينة البصيرة بريف دير الزور وسيطروا على حاجزين عسكريين بالقرب من المقر.
في المقابل، ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن «قسد «سيطرت على بلدة العزبة بشكل كامل بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «مجلس دير الزور العسكري» ومقاتلين عشائريين، ومنحت مهلة للمسلحين للاستسلام والخروج من البلدة.
وأشارت المصادر إلى أنه نتج عن المعارك مقتل 3 من المسلحين واعتقال 16 منهم في حين فر الآخرون خارج البلدة، وبدأت «قسد» بحملة تمشيط في بلدة المعيزيلة على حين استهدف مسلحو «المجلس» سيارتين لـ«قسد» على أطراف بلدة ضمان.
وبذلك، يرتفع عدد ضحايا الاشتباكات منذ بدايتها الأحد الماضي حسب المصادر إلى 28، هم: 3مدنيين (طفلتين وسيدة)، و19 من مسلحي العشائر، و6 من مسلحي «قسد»، في حين أصيب مالا يقل عن 15، هم: 8 من مسلحي العشائر، و7 من «قسد»، نتيجة تلك الاشتباكات.
كما أعلنت «قسد»، عزل «أبو خولة»، من مهامه بقيادة «مجلس دير الزور العسكري»، بالإضافة لأربعة آخرين من قيادات «المجلس».
وقال المركز الإعلامي لـ «قسد»: إن «المجلس العسكري لمجلس دير الزور وبموافقة المجلس العسكري لـ «قسد»، قرر عزل «أحمد الخبيل» من مهامه.
وأضاف: إن قرار العزل جاء بعد «النظر في العديد من التقارير وشكاوى الأهالي، وبناء على أمر اعتقال من النيابة العامة في شمال وشرق سورية، وذلك بسبب ارتكابه العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله والتنسيق مع جهات خارجية».
وأشار البيان إلى أن قرار العزل جاء بعد فترة من المتابعة، وارتكاب جرائم جنائية بحق الأهالي والاتجار بالمخدرات، وبسبب سوء إدارته للوضع الأمني ودوره السلبي في زيادة نشاط خلايا تنظيم داعش واستغلال منصبه في مصالحه الخاصة والعائلية بما يخالف النظام الداخلي لـ«قسد».
وبالإضافة لعزل «أبو خولة»، قرر «المجلس العسكري» لـ«قسد» و«مجلس دير الزور العسكري»، إنهاء مهام أربعة أشخاص آخرين ضمن «المجلس» على علاقة مباشرة بـ«تلك الجرائم والتجاوزات»، وفقاً للمركز الإعلامي.
واندلع الاقتتال بين الطرفين الأحد الماضي على خلفية قيام ميليشيات «قسد» باعتقال الخبيل وعدد من المتزعمين في المجلس بعد استدراجهم إلى مدينة الحسكة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن