آخر الأخبار
الرئيسية » مواهب أدبية وخواطر » تصالحوا …وتسامحوا 

تصالحوا …وتسامحوا 

 

*مرام ونوس

 

– لن يُحمّلك الله شيئًا لا تقوى عليه لذلك أنت دومًا تستطيع

كثيرًا ما أخاف أن أرحل فجأة، قبل أن أُرتِّب كل ما أود قوله، واحتضن أحبائي، وأكتب رسالة طويلة لأحدهم

 

تصالحوا فقد ينام أحدكم إلى الأبد ..

تغشى روحك رحمات الرب

 

– تخيل جلوسك على أنهار الجنة، أنت ومن تحب متحدثين عن أيام الدنيا المحزنة ضاحكين..

يارب

أأُهديك سورة وتعاهدني أن تقرأها؟!

لعلك تقرأ فيها آية ترى فيها جبرًا لخاطرك

 

لقد سئمتُ من تدوين الألآم على هيئة نصوص، هل أعرفكم بنفسي؟!

لا أُبالغ حين أقول أنني الفتاة الأقسى حظًا في العالم، رغم تأكيد البعض لي أنني لست كذلك..

يُخبرونني: لم ترِ شيئًا بعد، لازال العمر يخفي لكِ من المصائب أكبرها، أقف حينها ويبتلعني الصمت؛ إذا كان ما رأيت لا شيء يُحسبُ، فَماذا عن ما أخفيَّ لي؟!

إليكم الفتاة التي تُحوّل آلامها الشنيعة إلى نصوص تنال إعجابكم، لا أحد يعلم كيف تنهش تلك الحروف جوفي..

فكرة ان حياتك مرهونه بالعقاقير مؤذية، مؤذية جدًا

إنجرح حلقي من كثرة الصراخ، لذا لم تعُد قوايَّ تسمح للبوح، فَبتُ أكتُب/أنزف..

ذات سجود ستعرفين أنك ستكونين بأضعف حالاتك أمام الله وسيحبك حين نكون حقيقيين تماما حين نخبر الله عن لحظات الضعف التي لم يرها أحد ..

والمخاوف التي لم يهتم بها أحد ..

عن الأسرار التي لطالما خبأناها ، و الأوجاع التي اصطحبناها واحدودب بها ظهر العمر ..

عن القصص الأولى التي امتلأنا بها بريقاً و أطفئت معها بقايا الصبر ، عن دموعنا التي رسمت خطوطاً حولنا لن نسمح بتعديها …

عن الذين يتصيدون الأخطاء وهم لايعرفون أن الخطأ الأكبر يقبع داخل الروح

أن عيوبنا قد حظت بالستر، و أن أقوى مشاعر الفقد والشوق لا يعرفها أحد ..

و إن سألتني ماالذي أدركته بعد كل هذا العمر لا أخفيك سراً هو أمر واحد : (( أن الله أكبر ألا أحد يعين إلا الله، وألا أحد يغفر إلا الله، وألا أحد يرحم إلا الله،

وأن القوة الحقيقة تكمن في المسامحة وأن الطاقة التي يحتاجها العفو أعظم من الطاقة التي تحتاجها رد الإساءة))

 

عندما تخليتُ عن ظلام غرفتي لأواجه الحياة خارجها، لم يُخبرني أحد أن الظلام الذي سأراه أكثر بكثير مما واجهت طيلة سنواتي..

لازالوا مَن حولي يأبون نجاحي، لا أحد يرى كم أجاهد كل يوم لأنهض حتى من الفراش!

لا أحد يعلم كم كلفني الأمر من خسائر..

إذا كان هذا شبابي فَلِما أنا الآن مليئة بالخذلان، ، الندوب التي لا حصر لها وأجهل كيف كان مصدرها!

أهذهِ هي نسختي السعيدة والأفضل على الإطلاق؟ هل الفتاة التي تراني وأراها بالمرآة كل يوم.. هي ذاتها مَن سأنظر اليها بعد بضعة سنوات وأقول ليتني عدتُ لها!

بل ليتها لم تكُن.

 

أنا هالكٌة

فما الداعي إلى تأجيل موتي

جسدي يشيخُ

ومثله لغتي وصوتي

ذهبَ الذين أحبهم

وفقدتُ أسئلتي ووقتي

أنا سائرٌة في الحياة مقتولة

بكم تبيع الدنيا بكل ماعليها؟

هل تبيعها بظلال شجرة بجوار المقابر

أنا أبيعها بكل ما فيها وبأقل من ذلك بجلسة واحدة تحت هذه الشجرة، وبحديث طيب …

” عارف هاد شو بيحكوا عليه؟ ”

 

– لا، ما بعرف غير حديث الرسول ﷺ :

” مَن ردَّ عن عرضِ أخيه ردَّ اللهُ عن وجههِ النّارَ يومَ القيامة ”

 

” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ “؛

 

طبيْعي شو دقِيق وَصف زياد بُرجي لحالة الحُبّ لمّا قال: وبطير من كتر الفرحْ لبعيد !!

 

‏واللهِ؛ ما طمِعنا يومًا في حقِ أحد، ولا حسدنا أحدًا على شيءٍ سقى اللّٰه قلوبنا بحُبِّ الخير للجميع، حتى في أحلكِ الأزمات، وأسوأ الفترات التي كانت تنقُصنا فيها أشياءٌ نُحبها، كنا ندعو الله أن يُتم على غيرنا نعمته، وأن لا يحرمهُم، وهكذا تربينا.

يا الله أناجيك بقلبي المفطور…

عزيزي السيد “ي، م”

أنا لا أستحق كل هذا الكَم الوافر من القسوة، وكل ما في الأمر أنني فقط أريد أن يتم انقاذي، من بركة دموعي. سيكون كافٍ جدًا لو حصل كل إنسان على حُبٍ مُقابل ما يقدمه. وقد تكون أرواحنا حينها أخفّ حِملًا، والقُلُوب أكثر رحابة، والعالم مكانًا ألّطف.

(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتبة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فوضى الحواس

  غنوة مصطفى   ماذا أقول وهذا القلب يحتضرُ وسطوة العشق في الأوصال تعتمرُ   ماذا أقول وصمتٌ باتَ محتكما يَفنى انتحاباً بنار الشّوق ينفطرُ ...