وليد الزعبي:
لطالما شكلت صعوبة تأمين مياه الشرب بالقدر المقبول لسكان محافظة درعا معاناة كبيرة على مدى عدة سنوات مرت، وبالتحديد خلال أشهر فصل الصيف منها، ورتب ذلك عليهم أعباء مالية كبيرة لقاء سد باقي احتياجاتهم إليها من الصهاريج الجوالة، والأسباب كما هو معلوم تتعود لتعاقب الجفاف مع قلة الهاطل المطري، والاستنزاف الجائر للمخزون الجوفي بعد أن حفرت الآبار الزراعية المخالفة بالآلاف خلال السنوات الفائتة، لكن مع بدء الشتاء الحالي عادت لتتحسن غزارات المصادر المائية بعد أن توقف ضخ تلك الآبار، وبدأ يحصل السكان على احتياجهم من مياه الشرب بالقدر المعقول، وما دعم هذا القطاع بشكل كبير هو إيلاء محافظة درعا مع العهد الجديد قطاع مياه الشرب أولوية قصوى، وتمويله من خلال “حملة أبشري حوران” التنموية التي جمعت تبرعات مالية وخصصت منها اعتمادات لصالح تعزيز مصادر مياه الشرب في مختلف المدن والبلدات التي تحتاج ذلك.
– تحسن ملموس
لمس سكان مدينة درعا تحسناً ملحوظاً في كميات المياه الواردة إلى منازلهم منذ حوالي الشهر تقريباً، ولفت عدد منهم لـ”الحرية” إلى أن دور قدوم المياه قصُر كثيراً وبات الجميع يؤمن حاجته، بعد أن كانوا يعانون في ذلك كثيراً خلال الصيف، وحتى كانت تحدث مشاجرات بين سكان البناء الواحد أثناء الدور وبدء الضخ، كما تتكرر الشكاوى المقدمة لمؤسسة المياه مطالبة بتحسين الواقع، وخاصةً أن سعر المتر المكعب الواحد من الصهاريج الجوالة فاق 40 ألف ليرة.

أبرزها ينابيع الأشعري.. غزارة المصادر المائية تحسنت بعد توقف ضخ الآبار المخالفة مع حلول الشتاء
– على المنوال نفسه
وحال عدد من المدن والبلدات الأخرى على المنوال نفسه، إذ إنه وبعد حفر وتجهيز الآبار من قبل مؤسسة مياه بتمويل من حملة أبشري حوران، تحسن واقع المياه إلى حدّ ما، وزاد من تحسنه أكثر العامل نفسه، وهو توقف ضخ الآبار الزراعية المخالفة مع حلول الشتاء، حيث زادت غزارة تلك الآبار بنسبة جيدة.
– لا يخفى على أحد
وذكر متابعون أن حال الآبار الزراعية المخالفة التي حفرت بالآلاف لا يخفى على أحد، فهي مع حالة الجفاف وقلة الهاطل المطري، تنذر بمخاطر كبيرة بدت منعكساتها تظهر وخاصة في السنوات الأخيرة، حيث جفت العديد من الينابيع والآبار المخصصة لمياه الشرب كما تراجعت غزارات أخرى، وخلال الصيف الفائت لوحظ أن عدد من تلك الآبار الزراعية المخالفة نفسها قد جف أيضاً، علماً أن محافظة درعا عممت بضرورة وقف الحفر العشوائي المخالف للآبار ومصادرة الحفارات التي تعمل بشكل مخالف، على أمل تكاتف جميع الجهود لردع هذه الظاهرة، وضبط استجرار الآبار القائمة، وحتى ردم تلك التي حفرت مخالفةً في حرم مصادر مياه الشرب عندما تتاح الظروف الملائمة لذلك.
– ازدياد الغزارات
مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بدرعا المهندس رياض المسالمة، أكد لـ”الحرية” أن غزارة ينابيع الأشعري وبالتحديد لصالح مشروعي الثورة المرحلة الأولى والمرحلة الثانية الذين يضخان منها، تحسنت غزارتها بنسبة جيدة، الأمر الذي مكّن من زيادة ساعات الضخ من 7 ساعات إلى 10 ساعات متواصلة لملء الخزان بمحطة الضخ بالمشروعين، كما أن غزارة آبار مشروع إرواء مدينة درعا ازدادت أيضاً، ومع حفر عدة آبار داعمة وتجهيزها في المشروع الأخير كل ذلك أدى إلى تحسن في وارد المياه لمدينة درعا وتغطية احتياجات أحيائها بالكميات المناسبة وحتى مكن من تقليل زمن الدور المتبع بين الأحياء.
الآبار العشوائية المخالفة مع الجفاف وضعف الهاطل عبء كبير على قطاع المياه
– حفر وتجهيز
وأشار المسالمة إلى أنه يتم العمل على حفر وتجهيز العديد من الآبار بتمويل من حملة أبشري حوران، التي أخذت ثمارها تظهر بتحسن واقع مياه الشرب على مستوى المحافظة، وقد انتهى مؤخراً حفر بئر في بلدة تل شهاب التي تعاني من نقص مياه الشرب على مدار نحو 10 سنوات، ومن خلال التجربة اتضح نجاح البئر بغزارة 40 متر مكعب بالساعة، وسيتم تجهيزها ووضعها بالاسثمار، كما ستنفذ أعمال حفر بئر ثانية في البلدة ذاتها لتأمين احتياجاتها وحل ضائقة السكان مع المياه.

– إنجاز مستمر
كذلك بيّن المسالمة أنه تم الانتهاء من حفر بئر في مساكن جلين بغزارة 30 متر مكعب بالساعة، وسيصار إلى تجهيزها ووضعها بالاستثمار، وجرى تجهيز بئر في بلدة شعارة لصالح بلدة كريم، على أن يتم ربط خط بين البئر والشبكة بطول 3 كم لتخديم السكان، إضافة لتجهيز بئر في بلدة السحيلية وستوضع بالخدمة قريباً، والحال نفسه في بلدة النعيمة حيث تجري الآن أعمال تجهيز بئر في بلدة النعيمة وبئر في بلدة غصم وبئرين اثنتين في بلدة إبطع، وبئرين اثنتين في مدينة الشيخ مسكين وبئر في بلدة المال مع تغذية الثلاث الأخيرة بالطاقة البديلة لضمان الاستدامة في عملية الضخ وتأمين حاجة السكان، علماً أنه تم في مدينة الشيخ مسكين أيضاً حفر بئر ومثلها في بلدة خبب وفي بلدة المزيريب وأثبتت النتائج نجاحها وستنضم للاستثمار في الأيام القليلة القادمة.
المسالمة: حفر وتجهيز العديد من الآبار بدعم من حملة “أبشري حوران”.. والأعمال مستمرة لتحسين واقع مياه الشرب
– شمول أخرى
كما تمت المباشرة وفق ما ذكر المسالمة بحفر بئر في بلدة العجمي، وأخرى في القنية أوشكت على الانتهاء، وبئر في بلدة جدل، وانتهى حفر بئر في محطة جباب لصالح إرواء بلدة جباب ووضعت بالخدمة، وحالياً بدأت أعمال حفر البئر التاسعة في محطات كحيل التي تغذي كلاً من مدن وبلدات بصرى وغصم ومعربة والسهوة، وذلك بعد أن كان انتهى حفر 8 آبار وجهز منها اثنتان والبقية قيد التجهيز لتوضع بالخدمة جميعها بأقرب وقت ممكن، كما ويجري حفر بئر في بلدة صماد، والبئر الخامسة في تل الجموع لصالح مدينة نوى على أن يتم تجهيزها جميعها بأقرب ما يمكن واستثمارها، وبشكل عام أوضح مدير عام المؤسسة أن ما تم حفره حتى الآن من خلال حملة أبشري والمجتمع المحلي نحو 80 بئراً.
-تأهيل محطات
وتطرق المدير العام إلى الانتهاء من أعمال إعادة تأهيل وتجهيز محطة ضخ مدينة إزرع بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، وصيانة مضختين اثنتين في محطة جباب وإعادة تأهيل أكثر من 40 بئراً في مختلف أنحاء المحافظة من خلال تركيب محركات غاطسة لها، وذلك بتمويل من حملة أبشري حوران، وبشكل عام لا تتوقف أعمال صيانة شبكات المياه وإصلاح الأعطال الطارئة بشكل فوري، بالتوازي مع استمرار حملات قمع مخالفات الاستجرار غير المشروع للمياه، وآخر تلك الحملات كانت في مدن وبلدات درعا وخربة غزالة والحراك وجاسم وغيرها.
syriahomenews أخبار سورية الوطن
