آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » تفاؤل إسرائيلي – مصري بـ«المسار الجديد»: نتنياهو على تعنّته… والأميركيون يتحايلون

تفاؤل إسرائيلي – مصري بـ«المسار الجديد»: نتنياهو على تعنّته… والأميركيون يتحايلون

 

على الرغم من الأجواء «الإيجابية» التي أعقبت زيارة وفد أمني مصري، لتل أبيب، لبحث مسار جديد لصفقة تبادل بين العدو الإسرائيلي وحركة «حماس»، إلا أنه لا يزال من الصعب التأكد من مدى إمكانية التوصّل إلى صفقة، خصوصاً أن الحركة لم يصدر عنها بعد أي موقف تفصيلي حول ما هو معروض، فيما كل التعليقات «المتفائلة» تأتي من إسرائيل ومصر، وأحياناً الولايات المتحدة. على أن الواضح إلى الآن أن إسرائيل تريد وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، يمتدّ على عدد أيام مطابق لعدد الأسرى الذين ستستعيدهم من المقاومة، أو يقاربه، بينما تريد «حماس» انتزاع تعهّد بوقف الحرب بشكل كامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وما يتبع ذلك من إعادة النازحين وإعادة الإعمار وغيرهما، ولو على مراحل.ووفق مصادر مصرية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن «المقترح الذي جرى نقاشه بشكل تفصيلي مع الإسرائيليين، لقيَ صدىً إيجابياً لناحية إطاره العام، لكن ثمة مخاوف من عرقلته من قبل المتطرّفين في الحكومة الإسرائيلية». وكان قد وصل، أمس، إلى تل أبيب، وفد أمني مصري ضمّ مسؤولي الملف الفلسطيني في «المخابرات العامة المصرية»، بهدف بحث المقترح الجديد مع الإسرائيليين. وبحسب ما نقلته «القناة 13» العبرية، عن مسؤول كبير، فإن «الإسرائيليين قالوا للوفد المصري إن إسرائيل لن تسمح لحماس بالتلكّؤ في المفاوضات»، لكنهم أشاروا إلى أن «اليد ممدودة إلى اتفاق يتّسم بقدر كبير من المرونة»، وحتى إلى «تسويات بعيدة المدى». وذكرت قناة «كان» العبرية، بدورها، أن «مسؤولين سياسيين وأمنيين، بينهم بني غانتس ويوآف غالانت وغادي آيزنكوت، يدعمون التوصّل إلى صفقة مع حماس، بينما يعارض نتنياهو ذلك، على الرغم من أن المؤسسة العسكرية ترى في المقترحات الجديدة، خاصّة من مصر، الفرصة الأخيرة لإعادة الأسرى من غزة قبل تنفيذ أي عملية في رفح». كما أشارت القناة إلى «انعدام خطير للثقة بين أعضاء حكومة الحرب ورئيس الوزراء»، في حين نقلت عن عضو في «كابينت الحرب» قوله إن «نتنياهو لا يريد صفقة تبادل بتاتاً، وهو يضع العراقيل أمامها».

يأمل الأميركيون في التوصّل إلى اتفاق سريعاً، بما يضمن لهم تهدئة توترات وأزمات لا تفتأ تتفاقم يوماً بعد آخر

 

ويبدو سعي نتنياهو إلى عرقلة أي صفقة محتملة، «مفهوماً»، إذ إن «صفقة التبادل السابقة، والتي استُقبلت بالسرور والرضى من قبل الجمهور، هزّت ائتلاف نتنياهو»، وفق ما رأى الصحافي الإسرائيلي، أوري مسغاف، في مقال في «هآرتس». وأشار مسغاف إلى أن «نتنياهو هو من قام عملياً بتخريب النبضة السادسة والأخيرة في الصفقة (الماضية) مع إلقاء التهمة على حماس، وبعد ذلك صمّم على عدم السماح بإجراء أي صفقة أخرى تتضمن وقف القتال في غزة»، مضيفاً أنه «هكذا تمّت التضحية بالمخطوفين على مذبح حكمه». والآن أيضاً، يبدو أن نتنياهو سيستمرّ في عرقلة الوصول إلى صفقة، لأنها ستلزمه بإنهاء الحرب – وهو ما يتجنّبه بكل حيلة ممكنة -، وستهزّ ائتلاف حكومته، حيث يرفض حلفاؤه من المتطرّفين، وخصوصاً وزيرَي المالية والأمن القومي، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أي صفقة، ويلوّحان بفرط عقد الائتلاف كلّما لاح تقدّم في أفق المفاوضات. كما أن عدم الذهاب نحو صفقة، يزيد من الشرخ القائم بين أعضاء «كابينت الحرب»، الذين باتوا جميعهم يسعون إلى تفادي تهمة العرقلة، وخصوصاً أمام تصاعد تحرّكات عائلات الأسرى والمتضامنين معها، ويفضّلون أن يتحمّل نتنياهو وحده عبء تفجير المفاوضات. لكن نتنياهو لا يزال يؤثر اهتزازاً عميقاً في «كابينت الحرب»، على انهيار الائتلاف الحكومي، وهو بهذه الطريقة يحتفظ لنفسه برئاسة الحكومة، ويضعف خصمه بني غانتس، الذي يظهر أكثر فأكثر، كشخص ضعيف يحمل عقدة جلوسه في «كابينت الحرب»، من دون أن يكون له تأثير كافٍ هناك، وإذا ما خرج منه أضحى بلا تأثيرٍ أبداً.

من ناحيتهم، يأمل الأميركيون في التوصّل إلى اتفاق سريعاً، بما يضمن لهم تهدئة توترات وأزمات لا تفتأ تتفاقم يوماً بعد آخر، وخصوصاً داخل الولايات المتحدة، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. وعلى رغم أن الأميركيين لا يمانعون شكلاً من أشكال العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، إلا أنهم يخشون تداعياتها على الرأي العام العالمي، والأميركي بشكل خاص، وعلى الوضع الأمني في المنطقة بشكل عام. ولذا، قرّر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تقريب موعد زيارته لإسرائيل، والتي كانت مقرّرة نهاية الأسبوع المقبل، إلى يوم الثلاثاء. وفي هذا السياق، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إلى «الجهود الجديدة من قبل مصر وقطر وإسرائيل لإيجاد طريقة للمضي قدماً في المحادثات». وأعرب سوليفان عن «قلقه العميق» بشأن اقتراب عملية عسكرية كبيرة في رفح، قائلاً: «ليس من الواضح لنا ما إذا كانت هناك خطة إسرائيلية ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ بشأن رفح».

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

استعراض إسرائيلي مكشوف في رفح | مفاوضات القاهرة: دفع أميركي لإتمام الاتفاق

    على وقع وصول الدبابات الإسرائيلية إلى معبر رفح، عند الحدود مع مصر، وصلت، أمس، الوفود المفاوضة إلى القاهرة. وبتفويض محدود، ومستوى متوسّط، أرسلت ...