تركات كثيرة وثقيلة خلّفتها سنوات الحرب على بلدنا وكانت لها منعكسات سلبية على كل مناحي الحياة المعيشية والصحية والخدمية, ولسنا في يومنا هذا بمنأى عن تبعات تلك المنعكسات, فما زلنا ننوء تحت أحمالها الثقيلة, حيث خلفت مواجع لدى الجميع قد يكون أكثرها إيلاماً العجز عن تأمين متطلبات الأسر في كثير من الأحيان وسط استفحال الغلاء الذي طال كل مفردات حياتنا المعيشية وتفصيلاتها اليومية إلى جانب ذلك برزت خلال تلك الفترة الكثير من المخالفات والتجاوزات والتعديات إن كان في الأبنية أو حتى في غش المواد الاستهلاكية بشتى أصنافها، مع ظهور بعض السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا والتي كانت من تبعات الحرب على سورية.
كل تلك التغيرات التي طالت حياتنا ومجتمعنا باتت تتطلب جهوداً مضاعفة واستثنائية من الجميع ولاسيما الإدارات المعنية كل في مجالها وضمن قطاعها .
إذ كثيراً ما تفاءلنا بتصريحات لبعض المعنيين بشأن تلمّسهم هموم المواطنين عن كثب والإلمام بكل احتياجاتهم والعمل على تذليل الصعوبات المتعلقة بها, مع وعود عن إجراءات ومشاريع تنموية وخطط مستقبلية متطورة ومستدامة, وعن محاسبة المقصرين والفاسدين وأن هناك إجراءات رادعة ستطول المخالفين في مجالات عدة, لكن للأسف في أحيانٍ كثيرة لم تكن تلك التصريحات أكثر من آنية وروتينية لم يلمس لها المواطن أي أثر إيجابي لتنتهي في وقتها ويبقى الحال كما هو عليه.
وهنا يمكن القول: لكي تكون بعض الإدارات مسؤولة بحق لابد من أن تكون قريبة من المواطنين تتلمس مواجعهم وتطلع على مشكلاتهم وتنزل إلى أرض الواقع مع المتابعة الفعلية التي تؤدي إلى النتيجة المرجوة وضمن مدد زمنية محددة, وعندها تكون فعلاً قد حققت الهدف من وجودها في مكانها ونجحت في مهمتها التي أوكلت إليها وأعطيت لها الثقة للقيام بها. فالمسؤولية أو المنصب تكليف وليس تشريفاً ولاسيما في مرحلتنا الحالية التي لا تحتمل أي تهاون أو تقصير وتتطلب النهوض بجميع القطاعات وتحدي جميع المعوقات في سباق مع الزمن لتكون بحق مرحلة إعادة الإعمار بالقول والفعل.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)