شهدت «غوغل» و«أمازون» نشاطاً قوياً في السحابية بالربع الجاري نتيجة التحول القوي نحو الذكاء الاصطناعي في أعمال المؤسسات”، كما قال آيفس. “ومن هنا تندفع حالات استخدام الذكاء الاصطناعي وتبدأ الشركات بالاستفادة بشكل كبير من حيث تحقيق الدخل الحقيقي”.
وفي الوقت الذي ستبلغ فيه “السبع الكبرى” عن إيراداتها السنوية خلال الأيام المقبلة، يفتش المستثمرون عن علامات لدى شركات التكنولوجيا الكبرى المطورة للذكاء الاصطناعي، تدل على تحقيق استثماراتها مكاسب مالية.
ودعمت «أبل، مايكروسوفت، ميتا، أمازون، ألفابيت، إنفيديا، وتسلا» مؤشر «إس آند بي» للشركات الأمريكية الممتازة مع زيادة حماس المستثمرين تجاه إمكانات الذكاء الاصطناعي، حيث حققت 62 في المئة من إجمالي عوائد المؤشر البالغة 26 في المئة في 2023، وأغلق مؤشر «إس آند بي 500 » الجمعة عند أعلى مستوياته بعد ارتفاع سريع في أسهم التكنولوجيا.
وستقود ست من بين سبع شركات – باستثناء تسلا التي من المتوقع أن تنخفض إيراداتها – الجزء الأكبر من نمو الأرباح في مؤشر إس آند بي 500 عندما تبلغ عن نتائج الربع الرابع، وفقاً للمحللين في بنك أمريكا.
وأضاف المحللون: إن أرباح الربع الرابع على أساس سنوي في المؤشر كانت ستصبح منخفضة لولا الشركات الست.
وازداد الاهتمام بأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى بسبب الضجة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي – الأنظمة التي يمكنها إنتاج نصوص وصور ورموز مثل البشر في غضون ثوان، حيث تعد التكنولوجيا المتطورة مكاسب إنتاجية ضخمة، بينما تهز صناعات بأكملها، وحققت أسهمها متوسط مكاسب بلغ 105 في المئة على مدى العام الماضي.
وخلال موسم الأرباح المقبل، سيراقب المستثمرون الثروات المتباينة بين الشركات عن كثب لرؤية أي الشركات أسرع في التحرك للاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي.
وقال دانيل آيفس، محلل أبحاث في شركة “ويدبوش سيكيوريتيز”: “سيركز جميع المستثمرين على أرباح مايكروسوفت في آخر أسبوع من كانون الثاني، لأنها ستكون بمنزلة لمحة خاطفة لما ستواجهه شركات البرامج والرقائق على مدى الـ12 والـ18 شهراً المقبلة، حيث إنها فترة مهمة ترسي الأساسات لمن سيفوز في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي”.
وتتصدر مايكروسوفت وإنفيديا ثورة الذكاء الاصطناعي حتى الآن، وبدأت مايكروسوفت سيلاً من الصفقات بين شركات التكنولوجيا الكبرى وشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة عندما أعلنت عن استثمار بقيمة عشرة مليارات دولار في شركة «أوبن إيه آي»، فأصبحت بذلك أكبر داعم لصانعي روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي”. وستراقب عن كثب إيرادات برنامج “كوبايلوت” من مايكروسوفت، وخدمة الحوسبة السحابية “أزور” – من المتوقع نمو كليهما نتيجة دمج المجموعة لتكنولوجيا أوبن إيه أي – كمقياس مبكر للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في 2024.
يبدو أن الاضطراب الأخير في “أوبن إيه آي”، حيث أقيل سام ألتمان من منصب الرئيس التنفيذي ثم أعيد تنصيبه من جديد، لم يكن له تأثير كبير في إقبال المستثمرين على مايكروسوفت، التي تجاوزت أبل مجدداً كأكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية. وفي الوقت نفسه حقق سهم إنفيديا، وهي شركة صنع رقائق الذكاء الاصطناعي الرائدة في السوق، 239 في المئة العام الماضي، حيث كانت على وشك تجاوز القيمة السوقية لأمازون التي تبلغ 1.6 مليار دولار.
وفي حين كانت مايكروسوفت وإنفيديا أولى الشركات التي أظهرت نمو إيرادات واضحاً من منتجات الذكاء الاصطناعي، سيراقب المحللون ما إذا كانت مجموعات التكنولوجيا الكبرى الأخرى ستحدث توقعاتها المالية، حيث تبدأ استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بجني ثمارها.
وأطلقت الشركات المنافسة، ومن ضمنها «ميتا» و«غوغل» اللتان تملكهما ألفابيت، موجة من الإنفاق على شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة والبحث والتطوير الداخلي حيث تسارع لدمج التكنولوجيا في منتجاتها.
كما ستكون تحت التدقيق المجموعات المضطرة لإعادة الاستثمار لمواجهة فرص النمو الأكبر في الذكاء الاصطناعي، من خلال زيادة الإنفاق على الرقائق المتطورة التي تواجه نقصاً في المعروض مثلاً.
وفي أيار، أطلقت غوغل أول منتج ذكاء اصطناعي استهلاكي مستقل لها وهو روبوت الدردشة “بارد”، متبوعاً بنموذج من الجيل الثاني يدعى “جيميناي”، لكن النقاد قالوا: إن الشركة كانت عالقة في أعمال البحث المربحة للغاية وحذرة من تقديم منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي قد تفكك نموذج عملها.
وفي الوقت نفسه، كانت أبل وأمازون أبطأ في الإعلان عن استثمارات عامة كبرى في الذكاء الاصطناعي، لكن من المتوقع أن تطرح منتجات قد ينظر إليها على أنها محاولة للحاق بالركب.
“من الواضح أن مايكروسوفت تعتلي الصدارة بدمجها تكنولوجيا “أوبن إيه آي”، والشركات مثل ألفابيت وأمازون تفعل ما بوسعها للحاق بالركب”، كما قال كولين سباستيان، كبير محللي الأبحاث في بيرد.
وستكون نتائج الربع الرابع ختامية عام صمدت فيه شركات التكنولوجيا الكبرى بعد أن أجبر تباطؤ ما بعد الجائحة الشركات على تسريح الموظفين وخفض التكاليف أكثر في بداية العام الماضي.
واستفادت “أمازون ويب سيرفيسيز” ومايكروسوفت وغوغل من النمو في إنفاق المؤسسات العالمي على الخدمات السحابية، بينما دعمت زيادة الإعلانات وإنفاق المستهلك ميتا وغوغل، حيث لم تتحقق مخاوف حدوث ركود اقتصادي في 2023.
وكانت هناك عمليات تسريح أكثر في شركات من ضمنها غوغل وأمازون هذا الشهر، لتقليل التكاليف أثناء تعزيز الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي في بعض الأحيان، لكنها كانت أقل بكثير مقارنة بكانون الثاني 2023، عندما سرّحت غوغل، ميتا، مايكروسوفت، وأمازون نحو 6 إلى 13 في المئة من الموظفين، ما يشير إلى بداية أكثر ازدهاراً في القطاع هذا العام.
ومن المتوقع أن تتباطأ الأرباح في إنفيديا، أمازون، ميتا، غوغل، مايكروسوفت، وأبل إلى نمو سنوي يبلغ 33 في المئة في الربع الأول من هذا العام، وفقاً لإجماع تقديرات المحللين، كما تراجعت أسهم تسلا هذا العام حتى الآن قبل إعلان أرباح الربع الرابع بعد أن خفض المحللون تقديرات الأرباح.
كما من المتوقع أن يتبع تدفق الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي في 2023 دمج التكنولوجيا في تطبيقات أكثر هذا العام، ما قد يغير مشهد منتجات الذكاء الاصطناعي الناجحة جذرياً.
وتوقع محللون في شركة جيفريز أن أمازون ستطلق “حملة شاملة للحاق بالركب في الذكاء الاصطناعي”، حيث أطلقت الشركة في تشرين الثاني مساعداً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لمستخدمي خدماتها السحابية يدعى “أمازون كيو”.
ويشاع أن أبل تسرع جهودها في الذكاء الاصطناعي التوليدي هذا العام، بما في ذلك احتمالية إطلاق جوال آيفون يمكنه تشغيل نماذج اللغة الكبرى على الرغم من ذاكرة الجهاز المحدودة. كما أطلقت في تشرين الأول نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر قادراً على فهم الصور يدعى “فريت”.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين