syriahomenews أخبار سورية الوطن
أنس جوده
“الحوار الوطني” مسار تفاوضي حواري وطني يجمع مختلف الأطراف والتوجهات السياسية للوصول إلى توافقات وطنية عن هوية البلاد وشكل الحكم والسلطات وصلاحياتها والحقوق والحريات وينتج عنه مبادئ تأسيسية يتم صياغة الدستور على اساسها.
ماجرى البارحة لايخرج عن كونه ورشة عمل محلية انتجت توصيات رديئة يعرفها أي ناشط في الشأن العام ولامعنى لعقدها ولاقيمة مضافة لها إلا اخراج صورة مسرحية عن حضور وحوار وتيسير رديء لم يعكس حتى ماجرى من مداولات.
سخّف النظام السابق كل المصطلحات والأفكار المهمة فتحولت المصالحة الوطنية لتسويات عسكرية، وتحول المسار السياسي لجلسات عناد، واقتصر الحوار الوطني على مسرحية هزلية في سوتشي، واليوم تعود نفس الصورة ليتحول الحوار الوطني لورشة عمل، والانتقال السياسي لتوافق المنتصرين من الفصائل، وتستمر ادانة العدوان والاحتلال من الرسائل المتطابقة لمخرجات ورشة العمل، والعدو يرد على كل ذلك معربدا جنوب دمشق.
لايمكن أن تستهبلوا الناس ولا الدول، ومن شبه المستحيل الخروج من مصيدة العقوبات ومن مصيدة التصنيف على لوائح الارهاب، ومن خطر التقسيم وتوسع الاحتلال بدون انتقال سياسي تشاركي عبر التفاوض مع الجميع دون إقصاء أحد، وكل تأجيل لذلك هو زيادة في الخراب، أما ورشات العمل فلا تتجاوز قيمة مخرجاتها ثمن الأوراق التي كتبت عليها.
لم نكن نقبل أن نكون ضمن مشهدية النظام المزورة، ولن نكون ضمن أي مشهدية تتقصد اختصار الإرادة العامة بما تقوله هي لوحدها، وسنبقى ضمن المشهد العام للتعبير عن مطالب السوريين.
انتهى شهر العسل، ولم يعد هناك مجال للتسويف والمماطلة، توضحت المواقف والنوايا والغايات، وتوضحت خطورة الاستمرار بهذا المنهج وعلينا الاستمرار بالعمل فالمسار طويل والتحديات كبيرة وليس للسوريين إلا أنفسهم ووحدتهم الوطنية.
(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)
