جرائم مزدوجة.. الحرب الأخرى

د. مازن سليم خضور
تحدثنا كثيراً ضمن سلسلة الحرب الأخرى في صحيفة الثورة عن موضوع الجرائم التي نشهدها في المجتمع واليوم نتحدث عن نوعية مختلفة من الجرائم والذي نسميه الجرائم المزدوجة وهنا لا نعني المجموعة القصصية التي نُشرت لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1961 للكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي بل نعني القيام بفعلين جرميين في جريمة واحدة، فعلى سبيل المثال جريمة سرقة المركبات تكون جريمة مزدوجة، عندما يتم سرقة المركبة لاستخدامها في ارتكاب جرائم أخرى مثل جرائم القتل وغيرها.
وفي هذا المقال نريد التأكيد والتركيز اجتماعيا من خلال الجرائم المزدوجة التي هي على الشكل التالي:
* أولا جرائم القتل العائلية ( القاتل والمقتول من نفس العائلة) أي الجرائم بحق أفراد الأسرة الواحدة وهو ما أشرنا عنه سابقا عن اختلاف نوعية الجريمة المرتكبة فأصبحت الجريمة تقع من قبل أحد أفراد الأسرة بحق الأفراد الآخرين والبعض يقول أن هذا الموضوع قديم منذ قابيل وهابيل فالأخ قتل أخاه وهذا صحيح لكن هنا نتحدث عن ارتفاع عدد هذه الجرائم في المجتمع السوري وهنا عينة عن ما تم نشره على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية خلال فترة محدودة فقط عن عمليات القتل والخطف والتعذيب ضمن الأسرة الواحدة خلال شهر آب فقط من العام ٢٠٢٢:
* أقدمت على طـعن خالتها عدة طعنات بالسكين وقـتلها بالاشتراك مع ابنة المغدورة بحجة طرد الجن بريف دمشق.
* القبض على امرأة في حلب تقوم بتعذيب وحرق ابنة زوجها.
-أقدم على تعذيب ولده وحرق جسده ولسانه ومركز شرطة القطيفة يلقي القبض عليه.
* أقدم على قتل شقيقه وابن شقيقه نتيجة خلافات عائلية بحلب.
* أقدمت على تعـنيف ابن زوجها الطفل ذو الثلاثة أعوام و رميه من سطح المنزل في ريف دمشق
* كشف جريمة قتل وقعت منذ عام ٢٠١٩ في محافظة حماة وتوقيف جميع المتورطين بها والقاتل من نفس العائلة.
الجريمة المزدوجة الثانية عمليات السطو والسرقة الذي تتم من قبل أحد أفراد الأسرة لشخص من نفس العائلة وأيضاً هذه عينة لما تم نشره على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية أيضاً خلال فترة زمنية محدودة ومنهم ثلاث جرائم خلال فقط (١٠ أيام) فقط :
* سرق عمه بالاتفاق مع صديقه في دمشق.
* سرق منزل خالته في اللاذقية مرتين.
* في حلب يلقي القبض على سارق أقمشة بالتعاون مع ولده.
* أقدم على سرقة مبالغ مالية ومصاغ ذهبي من منزل خاله بريف دمشق.
* حدث يسرق مبالغ مالية من منزل ذويه برفقة صديقه وبتحريض من قريبه في دمشق.
* أقدمت بالاشتراك مع زوج ابنة شقيقتها على سرقة أكثر من مئة مليون ليرة سورية من منزل زوجها في حلب.
النوع الثالث من أنواع الجريمة المزدوجة فهي عمليات الاغتصاب المرتكب من قبل أحد أفراد الأسرة وهنا المصيبة المركبة و بعض هذه الجرائم التي تتم لا يتم إبلاغ الجهات المعنية عنها لأسباب مختلفة ومن أهمها أنها جرائم عائلية وبالتالي المطلوب هو ( السترة) والبعض الأخر يقول خسرت أحد أبنائي لا أريد أن أخسر الثاني وكذلك تشكيل عصابات الأسرار غالبا ما تكون مؤلفة من أفراد عائلة واحدة أو تربطهم صلة قرابة .
كانت تلك مجرد عينات مطروحة على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية وما خفي كان أعظم.
كل هذا يقودنا أيضا إلى ما تحدثنا به عن الأسرة وعن المشكلات التي تلحق بها وبالتالي يجب البحث عن الحلول المناسبة والتي لا تتم إلا بالتشخيص الصحيح .
لنعتبر مجتمعنا هو جسد.. وهذا الجسد متعب مثقل بالهموم والمشاكل وبحاجة للعلاج.. العلاج أولا سيكون بتشخيص المرض بدقة ليكون وصف الدواء والعلاج مفيد فمن غير المعقول أن يكون علاج مرض السرطان المسكنات فقط!
ومن ثم المعالجة حسب الأولوية فلا يمكن أن أجري عملية تجميل للأنف قبل معالجة مشاكل الرئتين!
بعض الأجزاء من هذا الجسد يكون علاجها وفق مراحل وفي حالات إسعافية أو تكون ميدانية.. العلاج يخضع للتقبل من المريض للدواء وفي بعض الحالات قد يضطر الطبيب لتغيير الدواء أو تعديل التركيبة الدوائية بما يتناسب مع التطورات العلاجية.. بعض الأجزاء من هذا الجسد يكون الزمن سبق العلاج واستشرى المرض وبالتالي لا دواء نافع سوى البتر!
بعض الأحيان قد يضطر المعالج الاستعانة بخبرات غير موجودة لديه أو أدوات غير متوافرة لأسباب مختلفة وقد يحتاج المريض لنقاهة مؤقتة.. لكن في النهاية سنكون بعد كل العلاج بانتظار خروج المريض من العمليات وسماع جملة الحمد الله على السلامة.. العملية نجحت أو للأسف المريض مات.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة