آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » جعجعة فقط .. !؟

جعجعة فقط .. !؟

 

سلمان عيسى

انا على يقين، ان الحكومة لن تمزق ثيابها حزنا على خسائر الفلاحين في سهل عكار والنكبات التي يتعرض لها كل المزارعين في مختلف المناطق الزراعية في سورية – وذات الشيئ، لن تدمع عيونها لخسائر مربي الدواجن ان كان البياض او اللحم .. على العكس تماما، فالحكومة تحتفل بفرحتها بهذه النكبات بطريقتين (اصدار القرارت، وغض الطرف عن التهريب ).. مثلا : عندما حدث ( الطوفان ) في سهل عكار سارعت الحكومة الى اصدار قرار السماح باستيراد ٣٠ الف طنا من بطاطا المائدة، وهي تعادل تقريبا نصف انتاج السهل سنويا .. وهذا الأكثر ايلاما للفلاحين – اذ كان من الممكن الاسراع بتحويل جزء من بذار البطاطا الى الفلاحين الذين يزرعونها في العروة الربيعية اي في سهل عكار، لكنها كانت اكثر ( تشبثا ) بالعمل وفق جداول وزارة الزراعة التي قضت بتوزيع ٣٠ % من كمية البذار المكتتب عليها في الساحل و ٦٠ % للداخل في مفارقة عجيبة غريبة ولا تخطر على بال ..؟! حيث كان بأمكانها معاودة شراء البذار للعروات اللاحقة
هذا الاجراء دفع الكثير من الفلاحين لشراء اطنان من البذار تهريبا بأكثر من ٢٥ مليون ليرة للطن في مغامرة قد تقود الى خسائر اضافية لحالة ما بعد الطوفان ..
اما الطريق الثاني الذي يريح الحكومة هو التهريب .. نعم فقد تغنت بانخفاض اسعار البيض دون ان تقدم اية خدمة للمربين .. فهي لم تحاول تخفيض اسعار مستلزمات التربية بدءا من اسعار الصوص الى العلف واللقاحات والادوية وغيرها .. لأن التهريب قد خدم توجهاتها بتخفيض اسعار البيض والفروج آنيا، ليقع المربون بخسائر كبيرة تخرجهم من دائرة الانتاج .. صحيح هذا التخفيض كان آنيا ولوقت قصير .. لكن الحقيقة سيعاود المهربون وحتى المستوردين مضاعفة الاسعار وبالتالي يكون المنتج والمستهلك هما من اكلا المقلب ..
من هنا نرى كيف تستسهل الحكومة معالجة ازمات الفلاحين حيث انه من المفترض دعم مستلزمات الانتاج من بذار واسمدة ومبيدات ومحروقات وتقديم قروض بدون فوائد تسهل على الفلاحين الاسراع في اعادة عجلة الانتاج وليس تعقيدها برفع اسعار هذه المستلزمات و دفع الفلاح الى الحصول عليها من السوق السوداء باسعار كاوية .. ليست المرة الاولى التي تعالج فيها الحكومة نتائج الكوارث بهذه الطريقة.. قبلها كانت كارثة الحرائق وكارثة الحمضيات وكلها اثمرت وعودا .. جعجعة بدون طحن .. ولا ادل على ذلك من وضع حجر الاساس لمعمل العصائر الذي ( تفسخت حجر الاساس ) بفعل الامطار والحرارة .. وتعويضات المتضررين في سهل عكار التي لم تصل لأكثر من ٨% من حجم الاضرار الحقيقي .. ما دفع الكثيرين ( للتعاطف ) مع وزيري الموارد المائية والزراعة بسبب الجهد الكبير الذي قدماه .. وانتج تعويض ( قزم ) ..؟!

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...