أكد مكتب رئيس جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت، أنّ قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وافق على وقف إطلاق النار، ووقف الأعمال العدائية في السودان.
وفي أعقاب لقائه برئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، في العاصمة جوبا، قال المبعوث الخاص لقوات “الدعم السريع”، يوسف عزت، في مؤتمر صحافي إنّ “دقلو يدعم بشكل كامل عملية السلام التي يقودها ميارديت من خلال منظمة إيغاد”، معتبراً أنّ “جوبا مكان مثالي لمحادثات السلام السودانية”.
من جهته، قال مايكل دانفورد، المدير الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للغذاء، إنّ “الناس يغادرون الخرطوم لأنه لا ماء ولا طعام ولا كهرباء”، مضيفاً أيضاً أنه “لا يوجد أمان هناك”.
وتابع دانفورد: “كنت في مركز استقبال للاجئين، أمس الأربعاء، حيث وصل أشخاص مشوا لخمسة وستة أيام، بحثاً عن الأمان”.
من جهتها، نشرت الوكالة السودانية الرسمية للمرة الأولى، لقطات تظهر قائد الجيش السوداني الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، محاطاً بجنود وهو يتفقد مبنى متفحماً تابعاً للقيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وقالت الأمم المتحدة بحسب تقديراتها، إنّ “ما يقارب 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في السودان، ونحو 3.03 مليارات دولار هي حجم المساعدات الطارئة الضرورية للبلاد والفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة، والذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام”.
وأشارت إلى أنّ “القتال عمّق الأزمة الإنسانية في السودان، حيث كان شخص من كل ثلاثة، يعتمد على المساعدات الإنسانية وذلك قبل اندلاع الحرب”.
الأمم المتحدة: أكثر من مليون سوداني سيغادرون البلاد هذا العام
من جهته، قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، راميش راجاسينغهام، للصحافيين، أمس الأربعاء: “يحتاج اليوم 25 مليون شخص – أي أكثر من نصف سكان السودان – لمساعدات إنسانية وللحماية”، موضحاً أنّ هذا العدد “هو أكبر عدد محتاجين لمساعدات إنسانية تسجله الوكالة الأممية في هذا البلد على الإطلاق”.
ونبّه راجاسينغهام أيضاً إلى “تقارير مقلقة حول ازدياد العنف الجنسي”، محذّراً من أنّ “الأطفال ضعفاء بشكل خاص في هذه الفوضى التي تتكشف”.
وعبّر المسؤول الأممي عن أسفه لتعرض العاملين الإنسانيين لعدة هجمات، منهم من قتل، فيما نُهبت مكاتب ومخزونات.
كما أعرب عن أمله بأن يلتزم الطرفان المتحاربان بقواعد إنسانية توصلا إليها الأسبوع الماضي، بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية.
وقال المسؤول الأممي أيضاً إنّ المقاتلين انسحبوا من بعض المرافق الصحية التي كانت محتلة في السابق، مشيراً إلى زيادة في تسليم المساعدات، لكنه شدّد على الرغم من ذلك على “الحاجة إلى المزيد”، متابعاً: “الأزمة في السودان بدأت تتحول بسرعة إلى أزمة إقليمية”.
وأفادت الأمم المتحدة أيضاً بأنها “تتوقع حاجتها إلى 2.56 مليار دولار، لتقديم مساعدات داخل الأراضي السودانية، مقابل 1.75 مليار دولار”، وفق تقديرات نهاية العام 2022.
وبحسب راجاسينغهام، ستسمح هذه الأموال لهيئات الإغاثة بالوصول إلى 18 مليون شخص يعدّون الأكثر عرضة للخطر داخل البلاد.
وأشارت الوكالة الأممية إلى حاجتها إلى مبلغ 470.4 مليون دولار إضافي، لمساعدة الأشخاص الذين فرّوا من البلاد، مضيفةً أنها “تستعد حالياً لتأمين احتياجات ما يصل إلى 1.1 مليون شخص يتوقع أن يفرّوا من السودان خلال العام الحالي وحده”.
وقبل أسبوعين، ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أنها ستحتاج إلى 445 مليون دولار إلى غاية تشرين الأول/أكتوبر المقبل، لسد احتياجات ما يصل إلى 860 ألف شخص قد يفرّون من البلاد”.
وفرّ قرابة 200 ألف شخص من السودان إلى دول الجوار منذ اندلاع القتال الشهر الماضي، من بينهم أطفال كثيرون يعانون سوء التغذية وصلوا إلى تشاد في الأيام القليلة الماضية.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية “سونا” عن وزارة الخارجية بياناً قالت فيه إنّ “حماية وتطوير حقوق الإنسان بالنسبة للسودان هي أجندة وطنية عالية الأهمية وفي مقدمة أولويات الدولة، وليست مجرد إجراءات تقوم بها الحكومة تنفيذاً لمطالب خارجية”.
وأعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أنّ “مسلّحين دخلوا، الثلاثاء الماضي، مستودعها في الخرطوم ونهبوا على الأقل سيارتين مليئتين بالمواد الغذائية”.
وكان مجلس الوزراء السوداني، أعلن قبل نحو أسبوع، جاهزية مطار الخرطوم الدولي ومطار وميناء بورتسودان ومطار وادي سيدنا، لاستقبال المساعدات الإنسانية القادمة للسودان الذي جاء بعد إعلان جدة، للشأن الإنساني، الموقّع بين قوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الخميس.
جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب العبثية
وفي السياق، تستضيف السعودية، غداً الجمعة، قمة جامعة الدول العربية، وسيتطرق خلالها وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والسعودي، فيصل بن فرحان، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى مسألة النزاع في السودان.
ودعت الرياض، رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول الركن، عبد الفتاح البرهان، إلى القمة العربية المقرر عقدها في جدة في 19 أيار/مايو.
ويواصل الطرفان السودانيان في جدة بالسعودية، محادثاتهما حول وقف إطلاق نار “إنساني” للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات.
وكان دبلوماسي سعودي كبير، قد قال إنّ ممثلي طرفي الصراع في السودان سيستأنفان المحادثات الأحد الماضي، حول كيفية تنفيذ خطط إيصال المساعدات الإنسانية وسحب القوات من المناطق المدنية.
وقبل أيام، وقّع الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” على “اتفاق مبادئ” أولياً في جدة، لتجنيب المدنيين أي ضرر.
من جهته، دعا رئيس كينيا وليام روتو، أمس الأربعاء، الجنرالَين (البرهان ودقلو) إلى وقف “الحرب العبثية”.
وتتزايد الجهود الدبلوماسية في جميع الاتجاهات في ظل عدم نجاح أحد حتى الآن في فرض وقف القتال على الجنرالَين، وسط مخاوف في الدول المجاورة للسودان من انتقال عدوى النزاع.
وحذّر معهد “ريفت فالي” للأبحاث في تقرير من “صعوبة تصور كيفية إرغام (الجنرالَين) على وقف العنف” على الرغم من انطلاق المحادثات في جدة. وأكد المعهد أنّ “كلَيهما ينظر إلى وجود الآخر كتهديد”، مشيراً إلى أنه “إذا استمر النزاع، ستزداد فرص تورط أطراف خارجية”.
ويذكر أن المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان قد خلفت ما يقرب من ألف قتيل ونحو 840 ألف نازح و220 ألف لاجئ.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين