واشنطن-سانا
سياسة التضليل التي مارستها الإدارة الأمريكية ضد الدول التي لا تأتمر بإمرتها دخلت حتى إلى داخل أروقة صناعة القرار لديها حيث أقر جيمس جيفري بأن فريقه ضلل بشكل متعمد كبار القادة الأمريكيين حول حقيقة عدد قوات الاحتلال الأمريكية في سورية.
وقال جيفري الذي استقال مؤخراً من مهمته كمبعوث أمريكي إلى سورية في مقابلة مع موقع (ديفنس وان) الأمريكي إن فريقه “تعمد بشكل روتيني” تضليل كبار القادة الأمريكيين حول حقيقة عدد القوات الأمريكية في سورية.
وأشار إلى أن الرقم الحقيقي للجنود الأمريكيين في شمال شرق سورية أكبر بكثير من العدد الذي وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الإبقاء عليه هناك في 2019 والمقدر بنحو مئتي جندي وقال “كنا نمارس ألعاب مقامرة بعدم الإفصاح الصريح لقادتنا عن عدد القوات الأمريكية في سورية”.
وكشف جيفري أنه استطاع بمساعدة مسؤولين أمريكيين ثني ترامب عن تنفيذ وعده بسحب قواته المحتلة من سورية حيث وصف جيفري الأمر “بقصة نجاح انتهت ببقاء القوات الأمريكية في سورية” وقال “كان ترامب يميل إلى الانسحاب وعندها قررنا استنباط خمس حجج أفضل لتبرير بقائنا هناك ونجحنا في كلتا الحالتين وهذه هي القصة”.
وكان ترامب أعلن في كانون الأول عام 2018 نيته سحب القوات الأمريكية من سورية كما كرر إعلانه في عام 2019 معترفاً بأن الوجود العسكري الأمريكي “مكلف ويفيد دولاً أخرى أكثر” إلا أنه لم يف بوعوده تلك ويبدو أن التضليل والحجج التي اخترعها جيفري ومسؤولون آخرون هي السبب.
وفي سياق آخر أشار جيفري إلى أن إدارة ترامب نظرت إلى الشرق الأوسط عبر عدسات جيوستراتيجية وركزت على إيران وروسيا والصين مع الإبقاء على “مرض الإرهاب تحت السيطرة”.
سيرياهوم نيوز 5 – الوطن 14/11/2020