آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » “حرب باردة” في القطب الشمالي.. فهل تنفجر عسكرياً بين “الناتو” وروسيا؟

“حرب باردة” في القطب الشمالي.. فهل تنفجر عسكرياً بين “الناتو” وروسيا؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفت إلى أهمية جبهة القطب الشمالي عندما قال إنّه قد جرى تطوير طريق البحر الشمالي كأهم ممرات النقل لروسيا من أجل إنشاء طرقٍ لوجستيةٍ فعّالةٍ تصل الى جنوب شرقي آسيا.

 

ينفّذ الجيش الروسي مناورات قتالية واسعة في القطب الشمالي بالتزامن مع ازدياد أهمية المنطقة بنحوٍ متسارع ولا سيّما مع تهافت الدول الاسكندنافية لنيل عضوية “الناتو”، وارتفاع سخونة هذه الجبهة الباردة مع اكتشاف كثير من الثروات الاستراتيجية فيها.

 

ولفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أهمية هذه الجبهة عندما قال إنّه قد جرى تطوير طريق البحر الشمالي كأهم ممرات النقل لروسيا من أجل تعزيز إمكاناتها التصديرية وإنشاء طرقٍ لوجستيةٍ فعّالةٍ تصل الى جنوب شرقي آسيا.

 

وتسعى موسكو إلى تنمية هذا الطريق لتأمين شريان حياةٍ اقتصادي بعد فرض العقوبات الغربية، حيث إنّ أكثر من نصف سواحل القطب الشمالي أراضٍ روسية يعيش فيها مليونا شخص، أي نصف سكان هذه المنطقة التي تعوم على ثرواتٍ ضخمةٍ تُقدَّر بخمسةٍ وثلاثين تريليون دولار، وتُطلّ عليها دول النرويج والسويد وأيسلندا في اوروبا، وكندا وجزءٌ من ألاسكا في الولايات المتّحدة.

 

يأتي ذلك مع تصاعد المخاوف من أن تكون قد أصبحت هذه المنطقة فعلاً جبهة في الأزمة بين روسيا والأطلسي، إذ تشهد المنطقة ودائرتها التي تدخل دولها في “الناتو” تدريجياً تسارعاً ملحوظاً من الغرب لاستغلال انهماك روسيا في الحرب الأوكرانية لفرض سياسات أمر الواقع من أجل تطويق مساع موسكو وبكين للتعاون في المنطقة.

 

ماذا يجري في القطب الشمالي؟

قال محلل الميادين للشؤون الأوراسية والدولية مسلم شعيتو لبرنامج “التحليلية” إنّ ما يجري في القطب الشمالي هو مسألة استراتيجية للأمن الروسي، ليس فقط الاقتصادي منه، بل الأمني أيضاً، وما تقوم به روسيا هناك يؤشّر على أنها بالفعل مستعدة لمواجهة “الناتو” ومواجهة كل مَن يحاول أن يتدخل في شؤونها.

 

ولفت شعيتو إلى أنّ فنلندا تُعتبَر من الدول المشاطئة للقطب الشمالي، وانضمامها إلى “الناتو” يشكل خطراً وهاجساً على الأمن الروسي لأنها تصل إلى منطقة شمال غرب روسيا المهمة التي تصل روسيا ببحر البلطيق ومن ثمّ إلى منطقة كاليننغراد.

 

ما هي القيمة العسكرية التي تكتسبها الدول من خلال انتشار أو تمركز وحداتها في القطب الشمالي؟

أكد محلل الميادين للشؤون الاقليمية والعسكرية شارل أبي نادر أنّ الميزة الجغرافية هي التي تعطي القطب الشمالي هذه القيمة العسكرية، انطلاقاً من أنّ قدرات الردع اليوم تقوم على الصواريخ الفرط صوتية، وعلى الدرع الصاروخية بعيدة المدى، والصواريخ الحاملة للرؤوس النووية، والغواصات النووية.

 

وتابع أنّ طبيعة الجغرافيا في القطب الشمالي تسمح لأي تمركز معيّن صاروخي عابر للقارات في القطب الشمالي أن يستهدف كل الدول انطلاقاً من أن جنوب القطب الشمالي في كافة الاتّجاهات ويلامس كل القارات تقريباً، ومناطقها البرية والبحرية.

 

وأضاف أنّ منطقة القطب الشمالي هي منطقة مناسبة لإجراء تجارب نووية تحت الجليد، والدول اليوم في سباقها نحو التسلح واكتساب قدرات نووية واستراتيجية تحتاج لمناطق آمنة، بعيدة عن المناطق المدنية الآهلة، وكل هذه النقاط تستطيع أن تؤمنها من الناحية العسكرية مناطق القطب الشمالي.

 

واستطرد قائلاً: “التجارب أثبتت أن الردع الصاروخي في القطب الشمالي أكثر فعالية من أن يكون في مناطق فوق مدن آهلة وفوق مناطق مكشوفة وفوق سواحل”.

كيف يحقق الممر الشمالي الشرقي المحاذي للقطب الشمالي طريقاً بديلاً للتجارة والشحن بين أوروبا وآسيا؟

لفت مدير مكتب الميادين في واشنطن منذر سليمان إلى أنّ التغير المناخي وذوبان الجليد كشف أنّه من الممكن أنّ يكون في منطقة القطب الشمالي طرق بحرية للتجارة مختلفة عن الطرق القائمة حالياً، والسبب في ذلك طبعاً أن الفترة الزمنية لنقل البضاعة من أوروبا ومن السواحل الغربية للولايات المتّحدة ستأخذ نحو شهر تقريباً، بينما يتم اختصارها عبر هذا الممر من القطب الشمالي بحوالى عشرة أيام أو أقل أو أكثر بقليل.

 

وتابع أنّ هذا يشكّل تغيراً استراتيجياً حقيقياً مما سيساعد الصين والدول الأخرى، وحتى اليابان وغيرها من الدول التي تصدّر من آسيا الى أوروبا.

ما دلالات المناورات المتكررة في القطب الشمالي؟

قال شعيتو إنّ التواجد الغربي المتصاعد في منطقة القطب الشمالي من فنلندا وصولاً الى ألاسكا وعبر كندا، له تأثير مباشر سلبي على روسيا، وتضطر روسيا من أجل زيادة تواجدها العسكري إلى القيام بالمناورات.

 

وتابع أنّ هذه المناورات ليست فقط عسكرية محض إنّما أيضاً نووية، مضيفاً أنّ المناورات العسكرية ضرورية من أجل إرسال رسائل للدول المحيطة لهذا القطب.

لماذا باعت روسيا ألاسكا إلى الولايات المتّحدة، وما الأهمية الاستراتيجية لهذه الولاية؟

قال سليمان إنّ روسيا كانت تملك ألاسكا، وخلال الفترة القيصرية بسبب الحرب في القرم ونفاذ الخزينة الروسية آنذاك كانت تستدين الأموال، حتى أنها كانت مستدينة من الولايات المتّحدة نحو 3 ملايين دولار في ذلك الوقت. كما أنها عرضت بيع ألاسكا بسبب المساحة الجغرافية الواسعة البعيدة عن الاهتمام بها، وعدم اكتشافها في ذلك الوقت للثروات الطبيعية فيها، كل هذه العوامل أدت الى أن يتم بيعها بنحو سبعة إلى ثمانية ملايين دولار.

 

ولفت إلى أنّ الداخل الأميركي كان معارضاً لهذا الأمر بسبب أن هذا تبذير من الولايات المتّحدة، بينما الآن تتحول ألاسكا الى مركز أساسي رغم عدم كثافتها السكانية إلا أنها تحتوي الكثير من المخزونات التي تساعد الولايات المتّحدة استراتيجياً عدا عن وجود تسع قواعد عسكرية في تلك المنطقة تقيمها الولايات المتّحدة للدفاع، وخاصةً أن الخط الأقصر للصواريخ البالستية التي يمكن أن تستهدف الولايات المتّحدة تمر في تلك المنطقة.

 

أين دور الصين في هذا الصراع؟

أكد شعيتو أنّ دور الصين أساسي حيث تحاول روسيا دفعها لأن تشارك معها في حل مسألة اقتصادية استراتيجية حيث للصين بعض القواعد، وتحاول استعمالها من أجل نقل البضائع الى أوروبا، والتواجد الصيني هو مكمّل للتواجد الروسي، أو بالأحرى يسعيان سوياً من أجل مواجهة الغرب هناك.

 

وتابع: “روسيا ترى أنّ هناك إمكانية للتنسيق مع الصين في المجال العسكري كما في المجال الاقتصادي في منطقة القطب الشمالي”.

 

هل يمكن أن يشهد القطب الشمالي نزاعاً عسكرياً بين “الناتو” وروسيا؟

قال سليمان إنّ حلف “الناتو” زاد من مناوراته في القطب الشمالي بدعوة من الولايات المتّحدة الأميركية، لذا فإن هناك إمكانية حدوث حوادث بحرية أو حتى جوية في تلك المنطقة، بسبب أن روسيا وحتى الصين أصبحتا أكثر استعداداً للتواجد العسكري والتركيز الاستراتيجي في تلك المنطقة، خاصةً مع توسيع حلف “الناتو” على حدودهما، ما يجعل إمكانية حدوث حوادث أمراًَ قائماً.

 

سيرياهوم نيوز1-الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رفض الابادة الصهيونية رغم الضغوط ومحاولات القمع: الجبهة الطلابية مستمرّة في جامعات أميركا

    رفض الابادة الصهيونية رغم الضغوط ومحاولات القمع: الجبهة الطلابية مستمرّة في جامعات أميركا   مدفوعة بمشاهد الموت والدمار الآتية من غزة والمنتشرة على ...