آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » “حرق ضريح حافظ الأسد” يُعيد طرح الأسئلة المسكوت عنها في التاريخ الإسلامي: ما دلالة انتقام الأحياء من الأموات؟ من الظالم ومن المظلوم؟ ومن اللائم ومن الملوم؟

“حرق ضريح حافظ الأسد” يُعيد طرح الأسئلة المسكوت عنها في التاريخ الإسلامي: ما دلالة انتقام الأحياء من الأموات؟ من الظالم ومن المظلوم؟ ومن اللائم ومن الملوم؟

أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي لضريح الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في مسقط رأسه بمحافظة اللاذقية وقد أضرمت فيه النيران عاصفة من الجدل عن الفعلة التي أثارت استياء قوم، وشفت صدور قوم آخرين.

المشهد المثير

لم يُعرف حتى كتابة هذه السطور من المسؤول عن إضرام النيران فيه، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة عن الأسباب وراء ذلك.

ما حدث لقبر الأسد الأب لم يكن شيئا غريبا، وسبقته حوادث مشابهة.

الناقد محمد عبد الباسط عيد قال إن عملية انتقام الأحياء من الموتى تكررت في التاريخ الإسلامى، مشيرا إلى أن العباسيين في دمشق انتقلوا من الأمويين، و أخرجوا رفات الخلفاء وأحرقوه.

ويضيف أن هذه ليست مسألة رمزية فحسب، لافتا إلى أنه في التصور الإسلامي هناك تأكيد على حرمة الموتى، حتى إننا نتوقف عن ذكر معايب من انتقل إلى رحاب ربه، ونجعل أمره لله.

وينبه على أن إقدام إنسان على حرق قبر ويتعمد إهانة الرفات فيه، لهو أمر عظيم، خاصة حين يكون قبرا قد بنته السلطة ليكون رمزا على أشياء جليلة من وجهة نظرها.

ويتابع “عيد” تحليله للواقعة قائلا: “لكنك لست سوريا بالتأكيد، ولم تتعرض لعذاب الزبانية في مسالخ النظام الذي شيده صاحب القبر، هناك آلام لا تشفى وجراح لا تلتئم… وماذا يفعل الجريح الذي انتهكت كرامته ومزقت روحه بوحشية تفوق الخيال..؟!”.

ويقول إن الحجاج بن يوسف الثقفي طاغية العراق وسفاح الأمويين- كما قيل- أدرك هذا المعنى باكرا، فوصّى أن يدفن في مدينته (واسط) بالعراق، وأن يكون ذلك في قبر غير معروف، حتى لا يصل إليه المظلومون الذين آذاهم، وأنت تعلم تفنن الحجاج في التمثيل بالقتلى حتى إنه أبقى رفات ابن الزبير- رحمه- الله فوق الصليب أياما طويلة.

ويوضح أن الحجاج كان ذكيا، وكان يدرك فداحة جرمه، هذا واضح، ولكن الأمويين الذين كان يدين بالولاء لهم، لم يكونوا بمثل ذكائه، فجعلوا قبورهم معالم مشهرة، فنبشها الثائرون.

وخلص إلى أنه لا أحد يتعظ.

من جهته قال أحمد السيد النجار رئيس مؤسسة الأهرام الأسبق إنه يؤيد وبشدة عدم التسامح مع من قاموا بالتعذيب، وعدم القيام بمثل ما قاموا به أيضا، مشيرا إلى أن جسد الإنسان بما في ذلك الإرهابيين، له حرمته.

وأضاف قائلا: “حاكمهم بالقانون، حتى لو حكم بالإعدام، لكن لا تعذبهم فهذا فعل إجرامي حقير. لكن في الوقت نفسه، الموت له جلاله، والمدافن لها حرمتها، والقيام بحرق مقبرة حافظ الأسد، فعل إجرامي دنيء يستحق المحاكمة أيضا”.

واختتم مؤكدا أن مدافن العائلة المالكة في مصر لم يمسها عبد الناصر ونظامه، مشيرا إلى أن هذا هو الفارق بين التحضر والهمجية.

من جهته قال الإعلامي مصطفى بكري إنه ‏ليس غريبا علي من أحرقوا سورية، أن يحرقوا قبر الرئيس حافظ الأسد.

ويضيف أنه ليس غريبا علي من فتحوا الباب للصهاينة وسمحوا لهم بتدمير الأسلحة والمعدات ، أن يحرقوا قبر الرئيس حافظ الأسد.

وتابع بكري متسائلا: عن أي إسلام تتحدثون؟

وعن أي قيم وأي ديكتاتوية تتكلمون؟

واختتم مؤكدا أن الإسلام بريء من أمثالهم، لافتا إلى أن بعض الذين يهللون لكم اليوم سيكتوون بنارهم.

واختتم صابا جام لعناته على كل من أعطي الأوامر، أو شارك في نبش القبور.

وأردف: “والله إنكم أسوأ من الصهاينة، ومن كفار قريش”.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

25 مدرسة في طرطوس لاستقبال الأهالي المهجرين من الإرهاب

      تتابع محافظة طرطوس اتخاذ الإجراءات اللوجستية الضرورية لاستقبال وتأمين الأسر وأبنائهم الطلاب المهجرين من المحافظات جراء الإرهاب.   وبين نائب رئيس المكتب ...