الرئيسية » كلمة حرة » حكومة الدفع ..؟!

حكومة الدفع ..؟!

 

سلمان عيسى

يبدو ان الحكومة دخلت مرحلة الصمت .. ليس قانونا، وليس قناعة .. انها المرحلة الاخطر في تاريخ هذه الحكومة تحديدا .. ان تعجز عن قول اي شئ للمواطن .. ليس تطنيشا، بل عجزا .. فهي لا تملك حتى القدرة على ان تفائل مواطنيها او تدغدغ احلامه .. يبدو انه من كثرة ما وعدت واخلفت .. ووعدت واخلفت .. فقد صارت تخجل .. وهذا هو الانقلاب الحقيقي في اداء هذه الحكومة .. الخجل ..

نقول الخجل، لأنه اهون بكثير من القول: من الفشل .. انها منفصلة عن الواقع .. وهذا حقيقة .. من تابع الاجتماعين الأخيرين للحكومة التي لم تتطرق فيهما الى الوضع المعيشي لمواطنيها .. ان يخلو جدول اعمالها من اي بند تناقش فيه واقع مؤسسة الاعلاف و عدم توفر الاعلاف وانعكاس ذلك على اسعار البيض والفروج كمواد غذائية مهمة .. ان لا تناقش حالة موسم الشوندر السكري وعدم التزام وزارة الصناعة بالعقود التي وقعها معمل سكر تل سلحب مع الفلاحين ثم نكل بها .. مما يعني خسارة عشرات مليارات الليرات من الخزينة .. ودعم الانتاج الزراعي وتوفير السماد والمحروقات وتخفيض اسعار البذار والادوية .. نحن نتحدث هنا عن امثلة، قد يبدو غيرها اكثر اهمية منها بالنسبة لمعيشة المواطن وحياته اليومية ..

لو تحدثت عن اداء اللجنة الاقتصادية وسألتها لماذا كادت الاسواق تفرغ من المواد الاساسية كالسكر والارز والزيوت النباتية وكيف ان المحتكرين يدفعون بالقليل منها الى الاسواق .. لماذا لا تسأل وزارة التجارة الداخلية لماذا اكتفت بتجارة المياه المعبأة والمرملات وبعض المعلبات البسيطة مثل الذرة .. ولماذا تقف السورية للتجارة عاجزة عن تأمين المواد الاساسية .. ولماذا اسعارها اكبر من اسعار السوق في كثير من المواد التي تعرضها في واجهة صالاتها ..؟

لم تقصر الحكومة يوما في دعم هذه المؤسسة، لكنها لم تسألها يوما عن سبب تقصيرها .. لا يتوفر في صالاتها لا السكر ولا الارز ولا الزيت .. وكأن تناغما ما بينها وبين المحتكرين .. هل هذا لا يشغل بال الحكومة حتي تغيب عن جداول اعمالها؟ .. اليست هي زراعها الطويلة والضاربة .. للتدخل الايجابي ..؟

الكهرباء وصلت الى مرحلة الفصل العام .. اي مرحلة التعتيم التام .. وهي في احسن الحالات تصل الى اربع ساعات وصل خلال ٢٤ ساعة، منها ساعة واحدة ضمن الدوام الرسمي .. ورغم ذلك فان هذه الحكومة المنفصلة عن الواقع والناس واوجاع الناس تناقش وتقر موضوع الدفع الالكتروني والانترنت بأسوأ حالاته.. ؟!
السرافيس تلعب على الحكومة رغم مشروع Gps وتمتنع عن نقل الطلاب والفلاحين والعمال .. وكل اصحاب الحاجات الى المدينة .. وهذه الحكومة تطلب من طلاب الجامعات الحكومية ( المفتوح والافتراضية ) والجامعات الخاصة .. وطلاب المدارس الخاصة فتح حسابات بنكية لتسديد اقساط هذه الجامعات من هذه الحسابات .. وهل تركت هذه الحكومة الحكيمة اموالا عند اولياء امور هؤلاء الطلاب حتى يفتحوا لهم حسابات بنكية .. هل تغطي المصارف العامة والخاصة كل المدن والمناطق لتسهل فتح حسابات ولا تخلق ازدحامات وطوابير اثناء التسجيل ..؟!
نعيش هذه الايام اسوأ مرحلة بتاريخ الحكومات السورية .. وافشلها على الاطلاق .. ورغم ذلك تتجرأ وتصدر صكوكا غير قابلة للتنفيذ بسبب عدم قدرة الحكومة على تحقيق اي انجاز مهما كان بسيطا ..
بسبب هذا الفشل كان من الطبيعي ان تغيب الجولات الوزارية لتفقد مشاريع وانجازات يمكن ان تسجل في ميزان حسناتها .. لكن الزيارات الفردية للسادة اعضاء الحكومة لم تتوقف .. سيارات للسادة واخرى للعائلة وثالثة للأولاد .. والاخيرة للمرافقة ..

بعد حوالي شهر سيكون هناك دورة جديدة لمجلس الشعب .. وكما كل دورة ( سيتلو ) رئيس الحكومة بيان حكومته متضمنا مشروع وانجاز كل وزارة .. لا نعتقد ان السيد رئيس الحكومة سيجافي الحقيقه في بيانه .. وإن فعلها .. اعتقد ان للكثير من اعضاء المجلس السنة تشظت الى ( سبع شطلات ) .. وكل شطلة قد تتكفل بوزير او وزارة .. ما اسوأ ما حدث ويحدث ..؟!
(سيرياهوم نيوز4-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فلسطين في كل مكان..

  مالك صقور   لم يخطئ الذي قال إن “إسرائيل ” احتلت معظم بلدان العالم الإسلامي وحتى أغلب الأنظمة العربية ؛ ولم تستطع أن تحتل ...