كشف مدير الآثار والمتاحف محمود حمود في تصريح خاص لـ«الوطن» اليوم الإثنين، عن تعرض المزيد من التلال الأثرية في مناطق ريف الرقة الشمالي وريف القامشلي المحتلة من قوات الاحتلال التركي للتدمير والنهب الممنهج.
وأشار حمود إلى قيام الاحتلال التركي ومرتزقته بتنفيذ عمليات تنقيب غير شرعية في ريف رأس العين، حيث تعرضت المواقع والتلال الأثرية في تلك المنطقة لتدمير كبير، مبيناً أن هذه العمليات الممنهجة للآثار السورية تتم بقصد تدمير التراث الثقافي السوري، وموارد الشعب السوري وكل ما يمكن أن يوحد السوريين.
ولفت حمود إلى أن الاحتلال التركي ومرتزقته يسعون من خلال ممارساتهم وجرائمهم إلى قطع السوريين عن جذورهم ومحو هويتهم، واصفاً ما يجري بحق الآثار السورية اليوم بأنه «يدمي القلب» لأن التراث يذهب من غير رجعة.
وأكد حمود إقدام قوات الاحتلال التركي ومرتزقته على تجريف عدد من التلال الأثرية في حوض البليخ بمحافظة الرقة، والعائدة إلى عصور تاريخية مختلفة منذ الألف الثامن قبل الميلاد وحتى العصور البرونزية، حيث شمل التدمير تل أسود وحمام التركمان وتل جطل وتل صهيلان، إضافة إلى مواقع أخرى تعرضت لتدمير كبير ونهب لمحتوياتها، وتدمير طبقاتها الأثرية وجعل بعضها حصوناً تتمركز فيها بعض قوات الاحتلال التركية.
ولفت حمود إلى أن عمليات التدمير التركية للآثار السورية امتدت من الرقة باتجاه الشمال على الحدود، ووصلت حتى القامشلي شرقاً، من دون أن ننسى ما جرى بمدينة عفرين، التي لم يبق الاحتلال التركي أي شيء من آثارها، وتم تدميرها بـ«البلدوزرات»، بينما العالم يقف متفرجاً على هذه الانتهاكات التي تطول تراث سورية الوطني.
وأكد مدير الآثار والمتاحف أنه حيثما يمشِ جيش الاحتلال التركي تتحول المنطقة إلى خراب، وقال: «يدمرون كل شيء بما فيها الآثار، من دون أي اكتراث بالقوانين الدولية التي تفرض على المحتل عدم نهب المواقع الأثرية والاعتداء عليها».
وأضاف: «لا يمكن أن نعيد الكرامة لمواقعنا الأثرية إلا بعد استعادة أراضينا بهمة الجيش العربي السوري».
ويعمل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على تدمير ونهب كل المواقع الأثرية التي يسيطر عليها، وناشدت المديرية العامة للآثار والمتاحف مرات عديدة المنظمات الدولية التدخل لحماية التراث الثقافي السوري، ووضع حد «للعدوان الجائر من تركيا على المواقع الأثرية السورية».
سيلفا رزوق
سيرياهوم نيوز 5 – الوطن 28/9/2020