آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » حول الهوية والانتماء و محاربة الليبرالية الجديدة في خطاب الرئيس الأسد بمؤتمر القمة العربية

حول الهوية والانتماء و محاربة الليبرالية الجديدة في خطاب الرئيس الأسد بمؤتمر القمة العربية

| منذر يحيى عيسى

 

جاءت استعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، ضربة موجعة للسياسة الأمريكية التي حاولت لجم الاندفاع من بعض الدول العربية تجاه سورية، وإعادة العلاقات الطبيعية معها.

وهي التي قادت الحرب على بلدنا عشرة أعوام، تلاه الحصار الجائر، وتدمير الإقتصاد بمساعدة حكومات عربية، وأدواتها القوى الظلامية، والتي جهدت لتدمير البلد بالتعاون مع إسرائيل، والسعي لإسقاط الدولة السورية والرئيس، وقد استطاع السيد الرئيس أن يحقق صموداً اسطورياً، وقاد سفينة الوطن إلى بدّ الأمان والنصر ، وكانت الصفعة الأقوى حضوره مؤتمر القمة العربية.

وقد جاء ذلك رداً غير متوقع على تهديدات وتحذيرات أمريكا كلّه وإسرائيل من ورائها.

حضور السيد الرئيس جاء كرسالة إلى الإدارة الأمريكية بفشل مخططها في سورية والمنطقة.

برز في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد نقاط أساسيةخول الانتماء إلى العروبة، وضرورة العمل العربي المشترك الذي يحتاج إلى رؤى واستراتيجيات، وأهداف مشتركة، مؤكداً بذلك على أهمية الهوية العربية والفكر القومي وما يحمله من مضامين هامة لكل العرب.

كما أكد على أهمية هذه القمة التاريخية ودورها كمرحلة جديدة للعمل العربي المشترك، والتضامن بين الدول العربية، والهدف تحقيق السلام والتنمية والازدهار كبديل للحرب والدمار.

ويلاحظ في الفترة الماضية أن انقسام العرب هو إضعاف لقدرات الأمة العربية كلها، مما يفسح المجال لتدخلات القوى الخارجية، والتدخل في شؤون العرب الداخلية، وسرقة مواردها وحرمان شعوبها من التمتع بها.

يشكل ذلك ذروة الفهم والعمل لتجسيد الانتماء للعروبة فكراً وعملاً، مما يساهم في رفعة وعزة الشعوب العربية واستعادة دورها في الحضارة والعمل الإنساني المشترك.

إن الليبرالية الجديدة والتي تعني اقتصادا حراً  لا تدخل للدولة به، قد أرخت بظلالها على القضايا السياسية والإجتماعية في جميع أنحاء العالم، وهنا يبرز دورها السياسي وهيمنتها، وبالتالي لا تكون العلاقات الإجتماعية في منأى عنها، وخير دليل على ذلك هي السيطرة على أفراد المجتمع المتمردين، مثل المهاجرين والأسر وحيدة الوالد، والسجناء والمنحرفين، أو المستبعدين إجتماعياً في المجتمع، وتنظيمهم لصالح الأجندة السياسية الليبرالية الجديدة، وتحويل المواطن إلى مستهلك، وسيطرة السوق الإستهلاكية.

كما عملت على تخريب المفاهيم الديمقراطية، وتسخير المجتمع المدني وتنظيماته لصالحها.

لقد نبّه السيد الرئيس   في خطاباته ومقابلاته إلى خطورة الليبرالية الجديدة، وإلى حرب المصطلحات التي يستخدمها الغرب في مجتمعاتنا بهدف تخريبها، ودعا للتمسك بالقيم الإجتماعية والأخلاقية والتي هي الضمانة للحفاظ على سلامة مجتمعاتنا، وحمايتها من الانحراف وقضايا الشذوذ.

وهنا تبرز سياسة الدولة السورية وتوجيهات السيد الرئيس للحفاظ على قيم الأسرة والدين، والحفاظ على ترابط المجتمع وحمايته من مظاهر الانحراف التي هي نتاج الليبرالية الجديدة، وما تقوم به الحكومات الغربية والتي حوّلت مجتمعاتها إلى تجمعات فاقدة لكثير من القيم الإنسانية، وجرّدت الحضارة من بعدها الإنساني والأخلاقي.

يثبت السيد الرئيس في مشروعه الحضاري، ورؤيته الإنسانية القدرة على تشخيص مشاكل مجتمعنا، وإيجاد الحلول أو البحث عنها، وحماية منظومة القيم والأخلاق، وبالتالي الحفاظ على الإنسان.

 

  • رئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب.

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صواريخ نيسان

  رأي عامر محسن   «جون ميرشهايمر: من الضروري لإسرائيل أن تكون لها الهيمنة المطلقة في حالة التصعيد من أجل الحفاظ على الرّدع … لو ...