الرئيسية » كلمة حرة » ننتظر مع المنتظرين!

ننتظر مع المنتظرين!

| غانم محمد

 

يضغط علينا محيطنا كصحفيين، ويعتقد هذا المحيط أننا نملك كل مفاتيح المكاتب (المهمة) والأدراج المقفلة، وأن لدينا كلّ الأجوبة التي ينتظرونها!

في كثير من الأحيان (بتطلع روحنا) حتى نحصل على معلومة، وغالباً هذه المعلومة غير صحيحة، وإن كانت صحيحة فهي غير كاملة، وغير حيادية، لأنها تأتينا من شخص نحاول أن نتقصّى عمله وخطأه، ومن الطبيعي ألا يعطينا ما يدينه..

المهم، وبلا (طول فزلكة)، فإن حلول (الحكومة) في أي مشكلة تكاد أن (تفلجنا)…

نحن أولاد بيئة زراعية، وقريبون من المزارع، وكنّا من السبّاقين إلى التحذير مما قد يصيب محصول البطاطا، وقلنا إن الكميات المزروعة كبيرة، وهذا سيعرّض المزارعين إلى الخسارة لأن السعر لن يغطي التكاليف، وفعلاً، جاء الموسم بما خفنا منه، وقد باع قسم كبير من المزارعين محصولهم دون سعر التكلفة، وما إن أعلنت الحكومة السماح بتصدير البطاطا حتى جنّ سعرها في السوق المحلية…

هل يجب أن نفرح؟

وهل علينا أن نشكر الحكومة؟

اقرؤوني بهدوء رجاء، ولا تتشنّجون… سيستفيد قسم (وليس كلاً) من المزارعين، لأن فتح باب التصدير جاء في منتصف موسم الجني، أي أن من جنى محصوله قبل القرار (راحت عليه)، وهذا القسم لا يشكل 1% من مجموع السكان الذين سيكتوون بنار سعر البطاطا للاستهلاك المحلي..

هذه نقطة، والنقطة الأخرى، فإنّ التدخل الإيجابي لا يكون لصالح نسبة صغيرة جداً على حساب الكلّ، وهذا التدخّل (فوضوي) وغير مدروس، وكان الأصحّ أن تشتري الحكومة عبر أدواتها التنفيذية (السورية للتجارة مثلاً) محصول البطاطا من المزارعين بسعر يكفل هامش ربح لهم، وتودعه في البرادات، وتطرحه في السوق المحلية لاحقاً وفق حاجة هذه السوق، وبشكل لا يحرق جيب المواطن..

الآن، سمحت الحكومة بتصدير البطاطا، وبعد شهر أو شهرين ستسمح باستيراد البطاطا، ومن يدفع فوارق التصدير والاستيراد هو المواطن (المعتّر) المطلوب منه أن يعيش الرفاهية كاملة بـ 100 ألف ليرة.. فعلاً هزلت، ولنا في حكاية (البصل) ألف عبرة!

لو كنا كإعلام قادرين على الوصول إلى عقول من يتخذون القرارات لأفضنا في تحليل هذه القرارات، لكن القرارات غالباً ما تهبط علينا مساء، ودون أي تفسير، وكل 100 محاولة اتصال بمسؤول قد تنجح محاولة، ونحن الصحفيين، الأكثر ألماً، والأضعف في مجتمع لا يقيم لهم أي وزن.. هذه حقيقة، ومن يتضايق منها، فليعلم أن دخل الصحفي في سنة كاملة لا يصل إلى مليون ونصف المليون ليرة، فكيف لمن دخله (كل هذه الثروة الطائلة) أن يقارع حيتان الفساد؟

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أُهلِكْنا في العَذابِ مَرّتَينْ..!!

    أحمد يوسف داود   أًخيراً بِتُّ أَعتقٍدُ أَنّهُ صارَ علَينا أَنْ نَتنَبّهَ إلى أَعمارِنا المَهدورَةْ، وأًنْ نَدفِنَها بِلا أَدعِيَةٍ وَلا أَذانٍ ولا صَلَواتْ!. ...