أيدا المولي:
أثبتت المرأة السورية مرةً تاسعة وعاشرة أنها سوف تبني وتزرع لأنها هي المرأة التي لاتوقفها الإحباطات.
المهندسة الزراعية رشا الشعار التي تملك أفكاراً وترسم استراتيجيات تتحدى فيها الظروف، وتسعى لإقامة مشاريع تستطيع من خلالها تشغيل يد عاملة إضافية، تعمل لتكون حافزاً لكل من لايعمل، ويبرر لنفسه أن الظروف لاتسمح! تستضيفها “الثورة” لتشكل نقطة ضوء في هذا الزمن الصعب.
* بدايات رشا..
عندما تعرفت على رشا كان عبر مشروعها: نشر زراعة شجرة تناسب البيئة للاستفادة من خشبها المتميز بهدف الاستغناء المحلي من الأخشاب، ولسبب ما توقف المشروع، ولكن هذا ليس نهاية المشاريع، في بيتها غرفة غير مستثمرة فقررت زراعة الفطر المحاري ونجحت في ذلك واكتفت ذاتياً واستطاعت البيع منه بنجاح.
في مرحلة لاحقة استثمرت خبرتها في زراعة الشجر القزمي واستطاعت استجرار كميات منه وعملت بيديها على هذا النوع لكن التنوع كان يشكل هاجساً لها، تقدمت بأوراقها خلال الفترة الماضية على منحة مالية من مؤسسة الآغا خان لإقامة مشروع بيت بلاستيكي لزراعة الخضار، وبعد استيفاء كافة شروط المنحة استطاعت الحصول عليها وإقامة بيت بلاستيكي في أرض زراعية بمساعدة من ذويها.
فكيف أرادت التميز في هذا المشروع خاصةً وأن فكرة البيت البلاستيكي ليست جديدة؟.
تقول رشا: البيوت البلاستيكية ليست فكرة جديدة إلا أني أردت إنتاج خضار عضوية خالية من الأسمدة الكيماوية، والاعتماد على الأسمدة العضوية حيث قمت بتخميرها وتحضيرها، وإضافة الكميات المناسبة للبذور و تضيف:
رافقت العمال في بناء البيت البلاستيكي، وعملت بمساعدة بعض الأصدقاء في عملية البناء إلى أن أصبح جاهزاً لغرس البذور في تربة خالية من الأسمدة الكيميائية. وتقول رشا: كنت أتابع يومياً عملية الإنبات، وكنت أقلق جداً عندما تهب الرياح وتأثرت ببعض الأضرار لدى هبوب الرياح الشديدة التي مزقت جزءاً من الغطاء لكن كل ذلك لم يزعزع ثقتي بما آمنت به من عمل.
في منزل المهندسة الزراعية رشا معروف في الحي الذي تسكن فيه، أمامه مشتل مصغر من الورود والشجيرات الصغيرة معروضة للبيع تسكن فيه مع طفلتها الصغيرة وتقول: المرأة تستطيع أن تعمل إن أرادت ذلك، و بإمكانها أن تزرع في منزلها بكميات قليلة، يمكن أن تكفي حاجة أسرتها، إضافة إلى أن المرأة المتعلمة يمكن أن تتابع تدريس الأطفال الصغار عندما تكون أمهاتهم مشغولات بالعمل الوظيفي، وبإمكان المرأة أن تعمل في مجال خدمة كبار السن في ظل سفر الأبناء الخ.
* بعد نضج الموسم
غمرتني السعادة..
عندما انحنت رشا عند شتلات النبات وقالت: انظري هذا أول إنتاجي من هذه التجربة، لقد نجحت.
إنه موسم الخيار والكوسا على امتداد دونم واحد فقط من الأرض الزراعية خالياً من الأمراض والمبيدات والآفات الزراعية. وتقول رشا: يعنيني جداً أني سأبيع الموسم لكن سعادتي الأكبر بنجاح المشروع الذي خططت له وأنجزته على أرض الواقع وأيقنت ان الفكرة ملكة النجاح، وإنني عندما أسعى للنجاح سوف أجده.
* مشاريع قادمة..
في المشتل الصغير الذي يغزو مدخل بيتها يوجد شجيرات من جوري دمشق قالت بهذا الشان: قطفت الجوري وأردت تحضير شراب الورد لكن أسعار السكر عالية فتم تأجيل المشروع واكتفيت بتجفيفه والاكتفاء منه منزلياً، إضافة إلى مشروع التقطير في مرحلة لاحقة أيضاً.
أرغب أيضا بإقامة الصناعة الزراعية حيث تحتاج هذه المشاريع أيضاً إلى إمكانيات جديدة حيث أزرع وأصنع وبالتالي يزداد المشروع اتساعاً، وهنا لابد من وجود ورشة عمل، وأيدي عاملة تستطيع القيام بالزراعة والصناعة من أرض المزرعة إلى أجهزة التصنيع والتقطير.
ختاماً.. لابد أن أذكر في نهاية المقال أن السيدة رشا الشعار ابنة مدينة سلمية تحضر لرسالة الماجستير وهي زوجة شهيد وتتمنى أن تحفز المرأة ذاتها وتعتمد على نفسها في العمل لأن الظروف التي تمر بها ظروف قاسية وصعبة جداً و لابد أن تؤمن أن لديها طاقات كبيرة في التحمل والعمل، وهي قادرة على تحدي الظروف والإنكسارات.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة