| عبد الله ذبيان
وسائل إعلام ومواقع تواصل تتحدث عن “دمار شامل” لحق ببلدة سمراء التي صوّر فيها المسلسل الشهير “ضيعة ضايعة”، و”الميادين نت” يكشف حقيقة الأمر و “الواقع كما هو” في القرية السورية الجميلة الواقعة قرب الحدود التركية.
بعد تنفّس معظم المناطق السورية الصعداء وعودتها إلى كنف الأمان رغم محاولات الجماعات المسلحة استباحتها، نشطت العزيمة السورية في إعادة وتين الحياة إليها.
ولم يكن يعنّ على بال أهالي قرية “السمراء” السورية الحدودية مع تركيا أن قريتهم الصغيرة ستصبح في يومٍ من الأيام، واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في الساحل السوري.
فـ “السمراء” التي تبعد عن بلدة “كسب الشهيرة قرب تركيا 1 كم فقط، أصبحت مقصداً للسواح من مختلف دول العالم بعد تصوير مسلسل “ضيعة ضايعة” الذي وضع القرية على خارطة السياحة السورية.
جغرافياً، تقع في محافظة اللاذقية وتبعد حوالى ساعة عن مدينة اللاذقية ..وهي إلى ذلك تشكّل آخر نقطة حدود على ساحل البحر الأبيض المتوسط مع تركيا في شمال غرب سوريا.
وتعتبر “حارة الصلبة” أعلى نقطة فيها حيث ترتفع 763 متراً عن سطح البحر.
القرية الريفية “تتميز ببيوتها التراثية القديمة التي تزداد جمالاً بمجاورة الفيلات والبيوت الحديثة لها وهذا ما أعطى المنطقة رونقاً خاصاً نظراً لتمازج الحضارة مع عبق التاريخ وتتكون القرية من عدة تجمعات سكنية أو حارات تمتد على جانبي الطريق وهي: “الصلبة – قلم دريان -منجكيان – صاغدجيان – صوليان – البحر”.
المختار للميادين نت: لا ضحايا و لا دمار
ها هو الزلزال المدمّر يحيل 4 محافظات سورية إلى منكوبة، وكأن هول الحرب والعقوبات الأميركية لم يكفيا السوريين منذ عام 1973.
“الميادين نت” تواصل مع مختار البلدة أبراهام غازاريان الذي واكب شؤون بلدته بحذافيرها منذ وقوع الزلزال المدّمر.
وكما مع كلّ حدث، خاصة في سوريا، يذهب الإعلام ووسائل التواصل بعيداً في تضخيم بعض الحقائق، دون الرجوع إلى أرض الواقع، وقد تكون لبعضها غاية مؤداها بثّ المزيد من اليأس وتثبيط النفوس، وسد إيّ كوّة للأمل.
من هنا، تحدثت هذه الوسائل عن “دمار شامل” لم يبقِ ولم يذرّ لبلدة السمراء الجميلة فكانت العناوين على شاكلة: (“الزلزال يدمّر منازل ضيعة ضايعة”، “السمرا باتت مدمرة بعد الزلزال”، هذا ما حلّ بـ “ضيعة ضايعة”؟، “لم ينجُ أحد اليوم.. انهيار منازل المسلسل السوري “ضيعة ضايعة”).
وبالرغم من وقوعها في شمال غرب سوريا وقربها من الحدود التركية إلا أن القرية كانت الأقل تاثراً بالزلزال المدمر أو ما يُعرف بزلزال السادس من شباط، فبيوت القرية القديمة المبنية من الحجارة والطين والسقف المبني من الحطب نجت من الكارثة الطبيعية ولم تسجّل إصابات بشرية بين سكانها .
مختار البلدة شكر أولاً “الميادين نت” على التواصل لتبيان الحقيقة، مؤكداً أن البلدة “كويسة”، وليس فيها ضحايا وخراب، حتى أن المنازل التي شهدت تصوير المسلسل الشهير لم تشهد سوى سقوط بعض جدران منزل “جودي” (الصورة مرفقة).
وإذّ يؤكد أن بيوتاً ترابية قديمة هي التي تضررت بشكل جزئي، يقول غازاريان إن عدد منازل القرية هو 50 منزلاً، أمّا عدد السكان فهو 250 شخصاً.
وضع المنازل ودعوة لزيارة القرية
-منزل المختار عبدالسلام بيسة بحالة جيدة، ولم يتعرّض لاي ضرر أو انهيار بسبب الزلزال.
– بيت اسعد الخرشوف الذي تم تصوير مسلسل ضيعة ضايعة في الجزء الأول، بوضع جيد ولم يتعرّض لاي ضرر بفعل الهزة الارضية.
– منزل جاره جودة ابوخميس انهار جزء من أحد جدرانه.
– بيت “سلينغو”: هدم درج البيت والواجهة الجانبية المقابلة للدرج.
– منزلا أسعد وجودة في الجزء الثاني من مسلسل ضيعة ضايعة لم يتعرضا للأذى.
– بيت “الافوكاتو” سليم تعرّض للانهيار (لأنه منزل ترابي ومشغول من الحطب) وأصبح غير صالح للسكن او السياحة، وستقوم طواقم بلدية كسب باللازم لدرء الخطر وترميمه.
ويدعو المختار الساهر على راحة الآهلين بمشاركة السلطات المعنية عبر الميادين، السوريين والعرب لزيارة “السمراء” فالسياحة تنتظرهم، بعد الخروج من تداعيات الزلزال المدمّر ورفع الأنقاض وعودة الحياة إلى شرايين سوريا التي لا تعرف اليأس على مدى السنين، رغم الحروب والكوارث.
وكانت آخر كارثة طبيعية تعرضت لها قرية السمراء في العام 1942 بعد حدوث انهيار صخري كبير أدى لتدمير منازلها.
من رحم الموت يولد بعض الأمل…. ورغم الألم يبقى هنالك أمل”!
بدوره، شدد ابن المنطقة الكاتب السوري سامر عوض على “أن سوريا لم ولن تسقط لتقوم، (ولو سقطت سوريا لانسحقت المنطقة) كما قال لي يوماً وزير الخارجية اللبناني الأسبق عدنان د. منصور. وإذّ يؤكد أن “المسيرة لن تكون سهلة”، لكنه “مؤمن بطائر الفينيق الذي يجدد كالنسر شبابه”.
ويحرص الكاتب الشاب على بثّ جرعة أمل فيقول “البلاد ستعود، فمنطقة الساحل السوري بصورة عامة ومنطقة السمراء بشكلٍ خاص، تعرضّت لشتى صنوف الزلازل، وها قد مات نيرون وبقيت روما، ورغم الزلازل ستعود هذه المنطقة للمجد الأول”.
ويرى أن الزلزال بحد ذاته كارثة بشرية، لكنه قدر لا مهرب منه، و قد يرتّب آثاراً ايجابية إن فهمنا كيف رتّب آثاراً ايجابية إنسانية، حيث لمسنا ذلك بأم العين عندما تشابكت الأيادي وتآلفت الأفئدة من أجل مواجهة هذا الحدث الجلل”.
رفع الحصار حاجة ملّحة
“لو زال كل شيء يجب أن يبقى الأمل، فهو وحده القادر على مجابهة الكوارث المتلاحقة التي تمر بها المنطقة واحدة تلو الاخرى. ليس لنا سوى الوطن وما علينا سوى الامل بهـ والأهم أن نقوم، رغم ان الدرب لن يكون سهلاً، “يردف معقّباً.
وإذ يؤكد أن “منطقة تصوير “ضيعة ضايعة” صمدت في وجه الزلزال، فإن التصدّعات وسقوط بعض الجدران بعد الزلزال بسيطة”، وهنالك تهدّم (طبيعي بسبب طبيعتها الترابية) لجدران بعض المنازل القديمة.
ويختم بالقول إن رفع الحصار عن سوريا بات حاجة ملحة، حيث أثبت أنه وسيلة لتدمير السوريين والتضييق عليهم وكسر إرادتهم وتجهيلهم”.
وتم عرض مسلسل “ضيعة ضايعة” بين عامي 2008 و2010، وهو من تأليف الكاتب السوري ممدوح حمادة، وإخراج الليث حجو، وتمثيل نضال سيجري، آمال سعد الدين، أندريه سكاف، الليث حجو، باسم ياخور، تولاي هارون، جمال العلي، جائزة تايكي، جرجس جبارة، حسين عباس، رواد عليو، رنا الحريري، رافي وهبي، زهير رمضان، فادي صبيح، غادة بشور… وغيرهم من ممثلي الدراما السورية.
وبعد الزلزال، لم يتردد نجما مسلسل “ضيعة ضايعة”، الفنانان فادي صبيح وباسم ياخور، في المساعدة ورفد الأهالي عبر إرسال قافلة مساعدات إلى منطقتي جبلة واللاذقية، للمتضررين من الزلزال الذي ضرب سوريا.
وأكد صبيح أن “المبادرة تعود للشعور بالانتماء، وضرورة الوقوف إلى جانب الأهالي الذين أصبحوا دون مأوى أو طعام من جرّاء الزلزال المدّمر”.
وتفقّد وفد من الفنانين السوريين أحد مراكز ايواء منكوبي الزلزال في حماه، وأكد النقيب محسن غازي إطلاق النقابة حملة تبرعات لمساعدة المتضررين في المحافظات السورية.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين