آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » خلاصة حياة.. كيف تعيش سعيدا؟

خلاصة حياة.. كيف تعيش سعيدا؟

أن تعرف ما الذي يجعل الناس سعداء شيء، لكن أن تعيش حياة سعيدة هو شيء آخر، وفقا لما ذكره الأكاديمي المخضرم كريستوفر بويس، الباحث الفخري في مركز العلوم السلوكية بجامعة ستيرلنغ في اسكتلندا.

يقول بويس، في مقالته التي نشرها موقع Positive.News، إنه يساء فهم السعادة بأنها الابتسام والضحك طوال الوقت، مضيفًا أنه لم يحصل على طعم حقيقي للسعادة حتى ترك مسيرته المهنية، التي دامت عقدًا من الزمن كأكاديمي متخصص في أبحاث حول السعادة، وقام بحزم كل ما يحتاجه من أمتعة وعتاد يكفيه لرحلة امتدت لعدة أشهر على ظهر دراجة متجولًا حول العالم وصولًا إلى بوتان، وهي مملكة صغيرة في جبال الهيمالايا، تشتهر ببناء جميع قرارات سياستها الوطنية على السعادة.

يمضي بويس قائلًا: “إنها الوجهة تمامًا، حيث عرف المزيد عن السعادة أكثر مما تعلمه كأكاديمي، وإن كان هذا لا يعني رفض المعرفة المكتسبة من خلال الكتب والرسائل العلمية. ولكن هناك الكثير مما يمكن قوله عن اكتساب خبرة مباشرة في الحياة. ويلخص بويس فيما يلي بعض الأشياء التي تعلمها خلال رحلته إلى السعادة:

  1. العمق والواقعية

عندما يتحدث الناس عن السعادة، فإن البعض يرفضها كهدف مجتمعي قابل للتطبيق لأن سياسة السعادة يمكن أن يساء فهمها على أنها تتعلق بالناس الذين يبتسمون ويضحكون طوال الوقت.

وعلى الرغم من أنه بقدر المتعة عند الابتسام والضحك، فإن القيام بهما طوال الوقت ليس أمرًا واقعيًا ولا مرغوبًا فيه. إن المشاعر الصعبة هي جزء طبيعي من الحياة. إن البكاء أو القلق هي أعراض مهمة وجزء واقعي في الحياة ويجب التعايش معه ومواجهته بدلاً من الاختباء منه.

إن التعمق والواقعية عند التفكير في نوع السعادة المنشودة يجب أن يرتكز على الترابط والهدف والأمل، وفي الوقت نفسه يمكن أن يتسع للحزن والقلق أيضًا. في الواقع، إن هذا هو النوع من السعادة الذي يطمح إليه بلد مثل بوتان، والذي يعتقد بويس أن المزيد من البلدان (والأشخاص) يجب عليهم القيام بذلك أيضًا.

  1. تحديد الأهداف مهم ولكن

يمكن أن تكون الأهداف مفيدة. تعطي التوجيه في حياتنا اليومية. لكن من السهل الانغماس في تحقيق نتيجة، معتقدين أن سعادتنا تعتمد عليها. وبدلاً من أن يقع المرء في فخ ما يسميه علماء النفس “التدفق” وهو عبارة عن حالة غامرة لحظية الوجود، يمكن تدفع الشخص بإصرار نحو هدف، على الرغم من أن تحقيق أهدافه لن يجلب له السعادة دائمًا. وينصح بويس بأنه إذا لم يكن المرء سعيدًا بما يقوم به على طول الطريق، فعليه أن يتساءل عما إذا كان الأمر يستحق مواصلة السعي لتحقيق هدف ما على الإطلاق.

  1. قصص خادعة

إن هناك العديد من القصص حول ما تنطوي عليه الحياة السعيدة، لكنها ليست دائمًا مدعومة بأدلة موثوقة. من الأمثلة على ذلك قصة “عندما أحقق [هدفا ما]، سأكون سعيدًا” أو القصة الشائعة الأخرى التي تقول إن المال يشتري السعادة. يوضح بويس قائلًا إن ما هو واضح هو أن امتلاك المزيد من المال (بما يتجاوز نقطة تلبية الاحتياجات الأساسية) غير مهم عند مقارنته بعلاقات جيدة النوعية والاعتناء بالصحة العقلية والجسدية والعيش بشكل هادف بما يتماشى مع معتقدات الإنسان وقيمه. إنها قصص يمكن أن تدعم الاقتصاد في البلدان أو على كوكب الأرض ولكن لا يشترط أن تجلب السعادة الكاملة للأفراد.

  1. المحبة ودفء العلاقات

إن العلاقات الدافئة والمحبة ضروريات لعيش حياة سعيدة. ولكن لا يكون من السهل الحصول عليها. ويشرح بويس، بصفته أكاديميًا، انه رأى مدى أهمية العلاقات من أجل السعادة في البيانات. لكن مثله مثل الكثيرين، واجه صعوبة في إدراكها في حياته الخاصة، حيث أنه غالبًا ما يعتقد الكثيرون أنهم سينالون حب الآخرين فقط عندما يلبون معايير معينة، وليس دون قيد أو شرط لمن هم أنفسهم عليه.

ويقول بويس أنه اندهش أثناء رحلته على الدراجة من مدى لطف الناس وكرمهم، مضيفًا أنه كان يتم دعوته لتناول الطعام أو لمكان للإقامة، حتى لو كان أصحاب الدعوات يملكون القليل. ويوضح بويس أنه عندما انطلق في بداية الرحلة كان إما متشككًا في هذا الكرم أو يتسابق بسرعة كبيرة للغاية بحسب لم يتوقف للتفكير مليًا في الأمر. لكن مع مرور الوقت، تعلم السماح بمزيد من التواصل مع الآخرين مما أدى إلى الفوز بعلاقات أعمق ومزيد من السعادة.

  1. الصمود أمام الأزمات

يستطرد بويس قائلًا إنه لم يكن ليتمكن من الوصول إلى بوتان على دراجة هوائية دون مواجهة أزمة أو اثنتين، مشيرًا إلى أن الجميع يمكن أن يواجه أزمة في مرحلة ما. ومن المنطقي أن نلعق جراحنا ونعود إلى السرج، ويمكن أن يحتاج المرء إلى دعم من الآخرين إذا مر بأزمة نفسية. ويمكن أن يحتاج أيضًا إلى منح نفسه الوقت لفهم ما حدث ولضمان المضي قدمًا بشكل هادف. إنها كلها عوامل ضرورية للصمود، وهو ما ساعده في رحلته.

  1. فندق المليون نجمة

يختتم بويس مقالته قائلًا إنه لا شيء أفضل من الاستلقاء تحت النجوم بعد دورة ليوم كامل عبر الجبال. إن البشر من الطبيعة، ولكنهم يقضون الكثير من أوقاتهم بالداخل في مساحات اجتماعية مبنية، وغالبًا ما تكون مفتعلة، ولا تلبي الاحتياجات الأساسية الإنسانية. إن الطبيعة ضرورية لرفاهية البشر وليس لمجرد الشعور بالهدوء والسكينة في الوقت الحاضر، ولكن للحفاظ على حياة الإنسان لأجيال قادمة.

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...