| خلدون عليا
الخميس, 19-08-2021
خمسون عاماً أتمها النجم السوري باسم ياخور.. أمضى سنوات طويلة منها على الشاشة وأمام عدسات الكاميرات في مواقع التصوير.. مسيرة فنية حافلة وأدوار طبعت في الذاكرة قدّمها باسم عبر أعمال عديدة.
ممثل من طراز متكامل قادر على التنويع وتأدية مختلف أنماط وصنوف الأدوار من التاريخي إلى الكوميدي إلى التراجيدي وحتى البيئة الشامية التي دخلها وأثبت وجوده فيها.
ما يميز باسم عبر هذه المسيرة هو الأدوار التي لا تغيب ولا تنفك من ذهن المشاهد وحتى من ذاكرة صناع الفن أنفسهم، فالرجل هو صاحب «جودي أبو خميس» و«أبو نبال» و«هلال» و«هاشم» و«توفيق» وغيرها من الأدوار التي لا تنسى في لوحات «بقعة ضوء» و«ببساطة» بموسميه.
هكذا نسج باسم خيوط حضوره متكئاً على شخصية تنساب بسهولة وتتمازج مع الواقع يخدمها مخزون بصري رهيب، فباسم دائماً قريب من الناس وقريب أيضاً من المجتمع ما يجعله يبدع في تقديم شخصيات تمثل إسقاطاً حقيقياً للواقع وببراعة.
يتكئ باسم في حضوره على مخزون كبير من الموهبة والكاريزما والقدرة على التنويع في الأداء فيخدم شخصياته ويمررها بطريقة السهل الممتنع لتكون شخصيات بصرية من لحم ودم.
وربما سر نجاح باسم ياخور الأساسي عدا عن موهبته وقدراته الكبيرة هو الشغف فالرجل يبحث ويصنع ويقدم أدواره بعناية بحثاً عن تفرد لا عن حضور عابر.
يسير النجم السوري في أي شارع عربي فكل الناس تعرفه وتحبه، ما ميزه هو المحبة المتبادلة فعلى الرغم من نجوميته الواسعة له محبته وحضوره في الشارع والناس تستحضر أدواره عند رؤيته.
أما على الصعيد الصحفي فهو من الأشخاص القلائل والذي ما إن تنتقده حتى يناقشك ويحاورك ويقدم وجهة نظره، فباسم لا يضع نفسه في برج عاجي هو الممثل الشغوف الباحث عن كل شاردة وواردة في هذه المهنة ويستفيد من أي خطأ يرتكبه لتقديم الأفضل.
مسيرة مميزة قدمها باسم عبر عدد كبير من الأعمال وما زال ينتظره الكثير، فشغفه لا يقل قيد أنملة عن ذلك الشغف الذي رافقه منذ بداية مسيرته وتخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، فذلك الكوميديان البارع لا يسلم نفسه للكوميديا فحسب بل أعلن براعته في أدوار مختلفة من زعيم العصابة إلى الرجل المظلوم وصولاً لأدوار البيئة الشامية التي قدمها بنكهة خاصة في «خاتون» و«حرملك».
أعوام باسم ياخور في مسيرته الفنية تترك بصمتها الخاصة بسجل حافل نتمنى أن يستمر طويلاً لممثل يعتبر رهاناً كبيراً للدراما السورية في كل موسم.
في عيده الخمسين لا يمكن إلا أن نقول من أسرة جريدة «الوطن»: كل عام وأنت بألف خير.
(سيرياهوم نيوز-الوطن)