كشفت دراسة بحثية تركية عن ارتفاع وتيرة الهجمات المنفذة ضد قوات الاحتلال التركي المتمركزة في إدلب، منذ إعلان التوصل لاتفاق موسكو بين الجانب الروسي والنظام التركي في آذار العام الفائت.
وحسب الدراسة التي نشرها «مركز محاربة الإرهاب والتطرف للأبحاث» والتي حملت عنوان: «الهجمات على تركيا في إدلب، الحقائق، والأسباب، والمستقبل القريب»، فقد تعرضت قوات الاحتلال التركي إلى 36 هجوماً، منذ الاتفاق الروسي- التركي قبل عام ونصف العام.
وتظهر الدراسة، التي نقلتها مواقع إعلامية معارضة، وقوف أربع مجموعات مجهولة التبعية خلف الهجمات، والتي تسببت حسب الدراسة بمقتل 12 جندياً تركياً، وإصابة 21 آخرين، ونفذ نصف تلك الهجمات بوساطة عبوات ناسفة، بينما توزع النصف الآخر على الصواريخ، وإطلاق النار، والهجوم بالأسلحة وغيرها، إضافة إلى هجوم واحد بسيارة مفخخة.
الدراسة لفتت إلى أن هذه الهجمات تركّز معظمها على الطريق الدولية اللاذقية- حلب والمعروفة بـ«M4» وجواره، وفي مركز وشمال مدينة إدلب.
الدراسة التي زعمت بأن المجموعات المنفّذة قد تكون مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، توقعت ارتباطها بجهة واحدة مع اتخاذها أسماءً مختلفة لتشتيت جيش الاحتلال التركي.
ووُقِّع اتفاق موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في الـ5 من آذار عام 2020، ونص على إنشاء «ممر آمن» على الطريق الدولية حلب- اللاذقية، لكن هذا الاتفاق لم يتم تنفيذه حتى الآن نتيجة عدم التزام النظام التركي به شأنه شأن باقي التفاهمات والاتفاقيات التي وقعها مع روسيا.
وأعلن الكرملين، أول من أمس، أنه يجري التحضير لزيارة عمل مرتقبة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا وسيناقش خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معه العلاقات الثنائية والملف السوري، في حين رأت مصادر متابعة لملف منطقة «خفض التصعيد» لـ«الوطن»، أن لدى الجيش العربي السوري وروسيا من أوراق القوة القادرة على إرغام نظام أردوغان على النزول عن شجرة صلفه وتعنته وإحجامه عن الاستجابة لالتزاماته التي فرضتها الاتفاقيات الثنائية مع روسيا بشأن المنطقة.
واعتبرت المصادر، أن «الظرف مناسب الآن لفرض تسوية شاملة في إدلب، وعلى الأقل في المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولية حلب- اللاذقية، تقضي بانسحاب الإرهابيين منه إلى طرفه الشمالي وبعمق ستة كيلو مترات تمهيداً لفتحه أمام حركة المرور والترانزيت بعد عجز النظام التركي عن ضمان أمن الدوريات المشتركة الروسية- التركية على طول الطريق وامتناعه عن فصل التنظيمات الإرهابية عن الميليشيات الموالية له والممولة منه، على الرغم من مضي فترة طويلة وكافية على توقيع الاتفاقيات.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)