آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » “رأس الكتان” القرية النموذجية… تدوّر نفاياتها بنفسها وتنتج السماد العضوي

“رأس الكتان” القرية النموذجية… تدوّر نفاياتها بنفسها وتنتج السماد العضوي

طرطوس- وداد محفوض:
لقبت قرية “رأس الكتان” التابعة لبلدة السودا بالقرية النموذجية، نتيجة الوعي البيئي الذي يتمتع به سكانها، الذين جعلوا قريتهم أنموذجاً رائعاً للنظافة، وذلك من خلال تدوير النفايات المنزلية من بقايا الطعام “خضار بأنواعها وفواكه”، إذ تقوم سيدات قرية القرية بجمعها و وضعها في براميل محكمة الإغلاق مفتوحة من الأسفل ولمدة شهر، لتتحول أخيراً إلى سماد عضوي مفيد لجميع أنواع الأشجار والمزروعات.
“تشرين” زارت القرية والتقت بعض ربّات البيوت، اللّواتي ينتمين إلى هذه المبادرة التي انطلقت عام 2019 والمستمرة حتى اليوم .
السيدة أم محمد ربة منزل، أكدت أنها تجمع كل ما يتوفر لديها من بقايا الأطعمة والقشور، تأخذها إلى المكان المحدد في القرية، حيث يتم وضع النفايات في براميل معدّة لهذا الغرض وتغطّى بأطباق البيض أو التبن لعدم تعرضها للحشرات، ويتم تخميرها لتصبح سماداً عضوياً، يستخدم لجميع المزروعات.

أم محمود في العقد السابع من عمرها، نوّهت بأنها فخورة بانتمائها إلى هذه المبادرة، فهي منذ الصباح الباكر تجمع نفايات المنزل وتضعها داخل البرميل وتغطيها بالتبن أو أطباق البيض لكيلا ينتشر البعوض والذباب فتبقى القرية نظيفة.
بدورها، لفتت المدرّسة أمل إلى أن السماد العضوي غير متوفر، وإن توفر فأسعاره مرتفعة. من هنا تأتي أهمية هذه المبادرة من خلال تأمين السماد العضوي من دون أي تكاليف مادية، لأن( بقايا الطعام والقشور وأوراق النبات، ماعدا “الثوم والبصل” لأنه يفسد التخمير -حسب قولها- فيها مالا يقل عن 65 بالمئة من السماد العضوي)، وأكدت أن هذه الطريقة لها فوائد كبيرة في تقليل كمية النفايات “القمامة” في القرية وتخفيف عدد مرات ترحيلها، وعدم تكاثر الجراثيم والبعوض المسبّب للأمراض، وبذلك تكون القرية صديقة للبيئة .
كما بيّنت أن هذا المشروع وُجد باجتهاد مجتمعي محلّي وعلى نفقتهن الخاصة، مؤكدة أنهن يحمين البيئة من كل ما يلوّثها، لأنه سلوك بيئي تميّزت به قريتهن “رأس الكتان”بعاداتها الصحية والسليمة فوصفت”بالنموذجية”.
بدوره، أكد الدكتور عهد حمود اختصاصي تغذية ضرورة نشر الوعي والإرشاد البيئي في المجتمع، لما له دور في الحفاظ على صحة أبناء المجتمع، وتوفير مواد صديقة للبيئة بأقل تكاليف، وتمنّى أن تنتشر مثل هذه المبادرة لتعمّ المحافظة ريفاً ومدينة، لأنه بهذا السلوك السوي التعاوني تنهض البلاد وترتقي.

 

 

 

سيرياهوم نيوز٣_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«الآدمي»!

د. بسام أبو عبد الله   تحفل مفرداتنا السياسية بخليط غريب عجيب من المصطلحات التي تحمل طابعاً اجتماعياً وتصلح للزواج، والعلاقات الاجتماعية، أكثر مما تصلح ...