آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » رجل الفكر والتنوير .. جورج طرابيشي

رجل الفكر والتنوير .. جورج طرابيشي

 

من الأهمية بمكان إعادة إحياء ذكرى رجال كان لهم دور فاعل في نهضة الأمة، والكاتب جورج طرابيشي هو واحد من هؤلاء الذين حملوا مشروعاً ثقافياً تنويرياً حقيقياً ولكنه وبسبب بعده عن الوطن الأم وإقامته في فرنسا أربعين عاماً، لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه.
وفي كتابه” جورج طرابيشي، رجل الفكر والتنوير” الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب، بين د. غسان بديع السيد أن طرابيشي تميز بكثرة ترجماته ومؤلفاته، فقد ترجم لفرويد وهيغل وسارتر وماركس وغيرهم، وبلغت ترجماته ما يزيد على مئة كتاب في الفلسفة والأيديولوجيا والتحليل النفسي والرواية، وله مؤلفات مهمة في الماركسية والنظرية القومية والنقد الأدبي للرواية العربية التي طبق عليها منهج التحليل النفسي مثل” عقدة أوديب في الرواية العربية..”
وأوضح السيد أن هدفه من الكتاب عن جورج طرابيشي هو إعادة إحياء ذكرى الرجل في وجدان كل من يهتم بنهوض هذه الأمة من كبوتها، بعد أن تجاهله الناس مدة على الرغم من غزارة إنتاجه تأليفاً وترجمة، بالإضافة إلى عمق هذا الإنتاج لأن صاحبه كان يحمل هماً كبيراً ولديه مشروع ثقافي تنويري.
والكتاب قسم إلى قسمين، تناول القسم الأول منه دراسة بعض أعماله وعرضها ولا سيما المتعلق منها بالتراث الذي كان شغله الشاغل بسبب أهميته في حاضرنا ومستقبلنا، وعمل على بيان التناقض الكبير الذي وقع فيه المشتغلون بالتراث ولا سيما عابد الجابري في كتابه” تكوين العقل العربي” فقدم طرابيشي مجموعة مهمة من الكتب في هذا المجال منها” مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة، وهرطقات وغيرها من الكتب الهامة” بالإضافة إلى مشروعه الضخم الذي عمل عليه ربع قرن وصدر منه خمسة مجلدات تحت عنوان” نقد نقد العقل العربي”.
وخصص القسم الثاني من الكتاب لعدد من الأبحاث التي نشرها طرابيشي سابقاً ولا تزال مؤثرة وضرورية في الوقت الراهن، وأكثر من أي وقت مضى.
وفي صفحات الكتاب التي بلغت 336 نتلمس الطريقة المنهجية في طرح الدراسات والنصوص المختارة، بعد أن توقف الكاتب عند أهم محطات في حياة طرابيشي التي صاغت حياته وشكلتها، منذ ولادته في حلب للعام 1939 ورحيله في باريس عام 2016 بعد أن ترك ثروة ضخمة في مجالي الترجمة والتأليف.
ومن هذه المحطات مرحلة الطفولة والمراهقة ضمن أسرة كان فيها متديناً بشدة، ومحطته في السجن، ومن ثم علاقته بفرويد، وعلاقته بمحمد عابد الجابري التي يقول عنها” أقر وأعترف أنه أفادني إفادة كبيرة وأنه أرغمني على إعادة بناء ثقافتي التراثية.
ومن نصوصه وتحت عنوان” أسئلة في النهضة والتقدم” نقتطف:”
السمة الأكثر تمييزاً لأيديولوجيا التقدم هذه أنها إنسانية النزعة، فهي لا تقبل بأي وسيط بين الإنسان والطبيعة أو الإنسان والمجتمع، سوى الإنسان نفسه. فالإنسان بما هو إنسان وبقدراته وبملكاته العقلية، يستطيع أن ينجز بمفرده، وبدون تدخل من عالم الغيب، كل التحولات المطلوب إدخالها على ملكوت الطبيعة والفضاء الاجتماعي..”

فاتن أحمد دعبول

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة أون لاين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وإنّما أولادُنا بيننا.. أكبادُنا تمشي على الأرضِ … في يوم الطفل العالمي.. شعراء تغنوا بالطفولة

  قد تجف أقلام الأدباء وتنضب أبيات الشعراء ولا ينتهي الحديث عن جمال الأطفال وذكريات الطفولة في عمر الإنسان؛ فالطفولة عالم مملوء بالحب والضحك والسعادة، ...