غصوب عبود – بشرى برهوم
بركة ميمونة…وموسم وفير.. عبارة اختصر بها المزارع محمد حسون رحلة اللآلئ الذهبية في موسم حصاد مبشر لمحصولي القمح والشعير التي بدأت بقرية شقحب التابعة لبلدة الكسوة بريف دمشق هذا العام.
الأجواء الباردة دفعت مزارعي القرية للبدء بحصاد محصول الشعير البعلي وسط تباين واضح في الإنتاج وجودة المحصول من أرض لأخرى حيث اعتبر أغلبيتهم الموسم هذا العام مقارنة بالموسم الفائت شبيهاً بالإنتاج فقد جادت السماء هذه السنة بالأمطار وقابلتها الأرض بالكرم والجود نفسه.
كاميرا سانا رصدت عملية حصاد محصول الشعير في بلدة الكسوة وفرحة الأهالي بالغلال الوفيرة ورافقت الفلاحين في أحد الحقول حيث أجمعوا على ضرورة أن تعمل الجهات المعنية على تأمين كل المستلزمات الضرورية للحصاد والتسويق مؤكدين في الوقت ذاته أنه ورغم ما يواجهونه من صعوبات تقف عائقاً في وجه عملهم وتزيد عليهم تكاليف الإنتاج إلا أن إصرارهم على الإنتاج في الوقت الراهن أقوى من هذه الصعوبات.
المزارع جمعة القباني وصف المساحات المزروعة بمحصولي الشعير والقمح بالجيدة والمستقرة نظراً لتوافر الظروف المناخية الملائمة والمؤشرات الأولية تبشر بموسم وفير بينما أشار خالد الشب مزارع من بلدة زاكية إلى أن كل المساحات المزروعة بالشعير بعلية تعتمد على مياه الأمطار وتتوزع في كل بلدات الكسوة فيما هناك مساحات واسعة جداً من القمح تزرع مروية وسيبدأ حصادها بعد أسبوعين من الآن مبينا أنه خلال الموسم هذا تم تأمين حاجة المزارعين من الأسمدة عبر المصرف الزراعي والجمعية الفلاحية حسب الإمكانات المتوافرة.
خروج الفلاحين والمزارعين إلى حقولهم وأرضهم في الوقت الراهن وفي ظل انتشار فيروس كورونا المستجد بات نوعاً من التحدي بحسب ما قال الفلاح أبو محمد فهو تحد للظروف والحرب الاقتصادية وإجراءاتها القسرية على سورية ولإرسال رسالة للعالم أجمع بأن بلدنا قادر على الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
أبو محمد نوه بالتسهيلات التي تم تقديمها للفلاحين لتأمين مستلزمات الإنتاج ومنها البذار والسماد إضافة إلى تسهيلات استلام وتسويق المحصول داعياً إلى زيادة كميات المحروقات ولا سيما المازوت والإسراع في تفريغ واستلام حمولات الفلاحين في مراكز الاستلام لتخفيف النفقات عنهم.
أما عن آلية الحصاد فيبين ميسر النادر من قرية الزريقية أن عدد مركبات الحصاد في المنطقة كاف لعمليات الحصاد ولكن حصة الحصادة الواحدة من المازوت التي حددتها لجنة المحروقات لهذا الموسم غير كافية ما يضطر صاحب الحصادة إلى تأمين ما يحتاجه من المازوت من أماكن أخرى وبأسعار عالية.
وعن إجراءات استلام محصولهم بين النادر أنها تتم بكل يسر وسهولة إلى صوامع الكسوة مطالباً بتسهيل إجراءات الحصول على شهادة المنشأ لمحصول القمح من قبل مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في المحافظة.
وعن الأسعار التي يتم فيها بيع المحصول أكد الفلاحون أن قرار مجلس الوزراء الأخير برفع سعر استلام محصول القمح منهم للموسم الحالي من 225 ليرة سورية إلى 400 ليرة للكيلو غرام الواحد صائب ويشجع الفلاحين على الاستمرار بتنفيذ الخطة الزراعية آملين بمراعاة الأعباء التي تقع على عاتق المزارع مثل ارتفاع اسعار المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج والتغيرات المناخية المفاجئة.
ويبدأ موسم الحصاد عادة كما يوضح رئيس رابطة فلاحي دمشق ناصر الهبود في تصريح لمندوبة سانا خلال شهر أيار من كل عام حيث تنضج حبات القمح والشعير بشكل كامل من خلال اصفرار سنابلها فيحصدها المزارعون إما بالحصادات الآلية أو بالمناجل اليدوية ويساعدهم آخرون بجمع السنابل المحصودة وهو ما يعرف بعملية الغمار حيث يعملون على تكديسها على شكل تلال صغيرة ليتم نقلها إلى البيادر ومن ثم درسها بالدراسات الآلية التي تعمل على فرز مادتي القمح والشعير عن مادة التبن.
وبين الهبود أن هناك جولات ميدانية على حقول القمح والشعير لمتابعة عملية الحصاد والاطلاع على الصعوبات التي يواجهها الفلاحون خلال موسم الحصاد لتلبية متطلباتهم.
رئيس جمعية شقحب عدنان طعمة يوضح أن معاناة الفلاحين تكمن بشكل أساسي في ارتفاع أسعار المواد الأولية من بذار واسمدة رغم توافرها ما اضطر الكثيرين لشراء كميات قليلة جداً من الأسمدة التي يحتاجها الموسم معتبراً أن الموسم الحالي وحسب التقديرات يمكن أن يحقق اكتفاءً ذاتياً إذ أن مساحة الاراضي المزروعة في شقحب تبلغ نحو 15 ألف دونم وكل دونم مزروع يعطي من 140 إلى 400 كيلو قمح.
وبلغت المساحات المزروعة بمحصول الشعير بحسب رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها محمد خلوف لهذا الموسم 9 آلاف هكتار بتقديرات إنتاج تبلغ نحو 15 ألف طن بينما تبلغ المساحات المزروعة بالقمح 16 ألف هكتار وتقديرات الإنتاج 48 ألف طن.
(سيرياهوم نيوز 5 – سانا )