إعتبر الفنان اللبناني رفيق علي أحمد في الكلمة الطويلة التي سيلقيها في إمارة الشارقة بمناسبة اليوم العربي للمسرح، في 10 كانون الثاني/ يناير الجاري تحت عنوان: الحياة مسرح، المسرح حياة ” أننا في زمن صراع الحضارات تغدو الحاجة إلى المسرح ملحة أكثر لأن عالمنا يتعرض لمحاولة تدمير ممنهجة من خلال فرض ثقافة واحدة تحت شعار عولمة متوحشة.
وفي ظل هذا الواقع يقف المسرح في خط المواجهة الأمامي لأنه يمثل المختبر الأهم للتفاعل بين الأفراد والجماعات ويشكل مكان تعارف وإلتقاء لأجل سلام البشر” أضاف”ومع تعثر الحوار أو إنعدامه بين الأنظمة السياسية والحكومات يبرز دور اللعبة المسرحية برمتها فما هي إلا عبارة عن حوار متعدد الأشكال والإتجاهات وداماً في سبيل الإنسان وحقه في حياة أفضل”.
ثم تناول واقع المسرح في العالم كله، معتبراً أنه يمر بأزمة حادة، وإستنتج ” أن الأزمة مضاعفة مع المسرح العربي لأنها تأتي ضمن أزمات أعم وأشمل في السياسة والإقتصاد والإجتماع.
وهنا أسترجع التوصيات التي خلص إليها أول مهرجان مسرحي عقد في دمشق قبل 40 عاماً”، ووجد “أنه من يومها وحتى الآن لا شيء تغير،الأزمة نفسها، النقاشات نفسها، وواقع الحال نفسه”.
وتحدث رفيق في كلمته عن غربة بين المسرح والجمهور والسبب “أن أبناء مجتمعاتنا لا يرون أنفسهم ولا واقعهم في الأعمال التي تقدم لهم، ومن أهم أسباب هذه الغربة هو التغريب الذي وقع فيه الكثيرون منا”، وأشارت الكلمة في السياق إلى “دور المهرجانات من خلال ظاهرة تشجيع ظاهرة تقليد الأساليب الغربية لبعض المسرحيين طمعاً في جوائز عالمية وتمتلئ القاعات بالمسرحيين المشاركين في أعمال يسمونها نخبوية في ظل غياب مؤسف للجمهور”.
ولحظت الكلمة رأياً في موضوع “هجرة مسرحيين إلى التلفزيون كسباً للرزق والشهرة وغياب إهتمام وزارات الثقافة العربية عن دعم التربية الفنية والمسرحية في المناهج المدرسية”، ثم عرّج على “الرقابة من قبل رجال السياسة والدين والأمن يقفون في وجه رجل واحد هو رجل المسرح” ووصف الرقابة على الإبداع بأنها الموت نفسه، وبعدها إنتقل إلى ضعف الميزانيات المادية الموظفة للمسرح .
وعن واقع بيروت الثقافي أشار إلى “أنه رغم قساوة الزمن فإن هذه المدينة العصيّة على الموت لا تزال تنتج سنوياً ما بين 30 إلى 40 مسرحية” وإستنتج رفيق هنا ” أن المسرح رغم كل معاناته ما زال فاعلاً ومؤثراً وجاذباً للجمهور” وخلص الفنان رفيق علي أحمد في كلمته بإسم المسرحيين العرب إلى “أن السؤال الأكثر إلحاحاً الذي يواجهنا كمسرحيين عرب هو كيف نعيد وصل ما إنقطع مع أجيالنا الشابة التي تتطلع لمشاركتنا هذه المسؤولية” ثم إستشهد بكلمات للمهاتما غاندي تقول: أُشرّع نوافذي لكل ثقافات العالم شرط ألاّ تقتلعني من جذوري. ثم ختم قائلاً” لن يتسنى للمسرح تحقيق ما يصبو إليه إلاّ إذا كان حراً لا يعترف برقابة ولا تحده حدود لينتج ويقدم ما يعبر عن هويتنا الثقافية والإنسانية التي تشكل مكوّناً عضوياً من هوية العالم برمته”.
(سيرياهوم نيوز-الميادين2-1-2022)