| موفق محمد
الإثنين, 20-09-2021
أكد عضو مجلس الشعب، صفوان قربي، أمس، أن «الأجواء في موسكو تهمس كثيراً بأن إدلب، ربما ستشهد في الفترة القصيرة القادمة تحولات مهمة لمصلحة الدولة السورية»، وأن «روسيا تستعد إلى دور أكبر في المنطقة الشرقية، إن كان هذا الكلام بتوافق معلن أو صامت هادئ مع الإدارة الأميركية».
وشارك وفد من مجلس الشعب في عملية مراقبة انتخابات نواب مجلس الدوما للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية في موسكو وعدد من البلدات الروسية التي استمرت ثلاثة أيام وانتهت مساء أمس. وترأس الوفد رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السورية الروسية باسم سودان وضم في عضويته نائبه قربي إضافة إلى مقرر لجنة الخدمات في المجلس خليل الخليل.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح قربي، أن الوفد ذهب بناء على دعوة رسمية من «الدوما»، مشيراً إلى أنه «كان لنا لقاء سياسي موسع مع نائب رئيس مجلس الدوما، بيتر تولستوي، ولقاء مع رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الروسية السورية في «الدوما»، ديمتري سابلين، إضافة إلى جولات قام بها الوفد ومشاركته في مؤتمر صحفي كبير نظمه «الدوما»، طرح خلاله الوفد تساؤلات كثيرة حول آلية عمل الانتخابات إضافة إلى قيامه بجولات موسعة على مراكز الاقتراع والمراقبة.
وذكر، أنه يوجد مركز قيادة للانتخابات ومراكز تحكم يوجد فيها شاشات كبيرة، إذ يوجد في كل مركز كاميرتان، وكان هناك بث مباشر على مدى أيام الانتخابات الثلاثة ومراقبة عبر الكاميرات الموضوعة في قاعات خاصة مجهزة بشكل حضاري جداً.
ووصف القربي الاستعدادات التي اتخذتها الحكومة الروسية للانتخابات بأنها «جيدة جداً» سواء للناحيتين الإدارية والتقنية أم لناحية مراعاة الحالة الصحية. وأضاف: «الحالة حضارية جداً، فهناك شفافية مطلقة ووضوح، ولم نلحظ أي حالة اعتراض من مواطن أو مرشح والأمور تسير بشكل جيد جداً»، معتبراً أن الحالة الانتخابية في روسيا «نموذجية».
ولفت إلى أن «الانتخاب الإلكتروني هو حالة جديدة تتوسع في روسيا، فأكثر من مليوني شخص سجلوا بأنهم يريدون الانتخاب إلكترونياً وليس بالانتخاب المباشر».
وأشار إلى أن هناك مراقبين من 55 دولة و15 منظمة دولية تشارك في مراقبة الانتخابات، لافتاً إلى أن «يوم أمس الأحد هو الأخير، حيث سيتم فرز الأصوات بشكل إلكتروني، ونتوقع فور انتهاء عملية التصويت أن تكون قائمة النتائج جاهزة»، وموضحاً أن هناك مجموعة أحزاب تتنافس في هذه الانتخابات يعتقد أن عددها نحو 14 حزباً، منها حزب روسيا الموحدة وهو الأكثر حضوراً.
وتابع: «يجب أن نقول: إن هناك دستوراً جديداً في روسيا أعطى صلاحيات إضافية لـ«الدوما» لم تكن موجودة سابقا، خاصة ما يخص اختيار الوزراء والتصويت عليهم ومتابعتهم»، متوقعاً أن تكون هناك قفزة إيجابية وتطور إيجابي في أداء مجلس «الدوما» في المرحلة القادمة وفق الدستور الجديد الذي تجري عليه الانتخابات لأول مرة».
وحول مضمون اللقاء السياسي الموسع مع نائب رئيس مجلس «الدوما»، قال قربي: «ربما يكون من حسن حظنا أن وجودنا في روسيا حالياً، أتى بعد زيارة كريمة وكبيرة للرئيس بشار الأسد وصفت هنا في موسكو بأنها منعطف، وربما يتوقع أنها تؤشر إلى حالة جديدة في سورية سيكون فيها جديد فيما يخص الدعم الاقتصادي والتكامل السياسي، ونتمنى أيضاً أن يكون هناك زخم عسكري لمناطق مازالت خارجة عن سيطرة الدولة السورية».
وأضاف: «كل التوقعات تشير هنا في موسكو إلى أن نهاية هذا العام سيكون هناك الجديد والمفيد والجميل فيما يخص الحالة السورية».
وحول مصير منطقة «خفض التصعيد» التي يواصل الطيران الحربي السوري والروسي غاراته المكثفة على مواقع التنظيمات الإرهابية الموالية للاحتلال التركي ورأى مراقبون أنها ذاهبة نحو مزيد التصعيد بسبب عدم التزام النظام التركي بتطبيق الاتفاقيات المبرمة مع موسكو، قال قربي: «ربما العمل يجري حالياً على تسريع استكمال المصالحات والتسويات في المنطقة الجنوبية وإغلاق ملف درعا إلى حد ما بشكل كامل وهو أولوية حالياً وهناك جهد سوري – روسي كبير بهذا الاتجاه».
وأضاف: «في إدلب يجري حالياً تحمية، وهي عبارة عن رسائل عسكرية قوية صادمة سورية – روسية، خاصة الغارات الجوية اليومية وجزء منها أصاب المجموعات المسلحة في مقتل خاصة السبت الماضي».
وبعد أن لفت قربي إلى أنه «كانت هناك عمليات خرق كثيرة لوقف إطلاق النار من هذه المجموعات»، قال: «يبقى الملف حالياً في طور الرسائل السياسية ولكن بلون عسكري قوي»، مضيفاً: «الأجواء في موسكو تهمس كثيراً بأن الساحة في إدلب، ربما ستشهد في الفترة القصيرة القادمة تحولات مهمة لمصلحة الدولة السورية».
ومضى قائلا: «المناطق التي يتوقع أن تشهد زخماً عسكرياً كبيراً في جبل الزاوية، فهناك حالة انسحاب وحركة شعبية باتجاه الداخل في المحافظة، والمجموعات المسلحة تقوم بسرقة بعض المعدات وتفكيك بعض البنى التحتية خاصة ما يخص الكهرباء والمياه ونقلها باتجاه مدينة إدلب أو أقرب ما يكون إلى الحدود التركية»، ورأى أن هذه الملاحظات تنبئ بأن المشهد القادم سيكون مختلفاً خاصة أن الصبر السوري – الروسي كان أطول مما توقع الجميع على العنجهية والمماطلة والتأخير والتتريك والتغيير الديموغرافي الذي يحصل في الشمال السوري».
وفيما يتعلق بالوضع في شمال شرق سورية ووجود الاحتلال الأميركي والزيارة التي قام بها وفد مما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية – مسد» إلى موسكو الأسبوع الماضي وزيارته المرتقبة إلى واشنطن والتقارير التي تحدثت عن دفع المسؤول الأميركي عن ملف الشرق الأوسط بريت ماكغورك باتجاه حث «مسد» على «التوجه أكثر سياسياً وعبر الطاقة» نحو الحكومة السورية وروسيا، قال قربي: «قراءة الجميع وبالذات هنا في موسكو، أن على كل الفعاليات في المنطقة الاستعداد لانسحاب أميركي من الشرق، إن لم يكن على المدى القصير جداً فهو سيكون على المدى القصير».
وأضاف: «هو انسحاب جزء منه يجري بصمت من بعض المناطق، حيث جرت بعض الانسحابات بشكل صامت بعيداً عن الإضاءة والإعلام»، مشيراً إلى أن النصح الروسي كان دائماً نصحاً مكرراً بلهجة ربما تكون إلى حد ما حاجة إلى ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» بأن الوجود الأميركي وهذا الغطاء لن يطول وأنه غطاء قصير ولابد من العودة إلى الحوار مع الدولة السورية»، معربا عن أسفه لأن الحوارات السابقة كانت غير مشجعة، حيث كان هناك دائماً محاولات التفاف على الحوار الذي يجري مع دمشق وتوزيع الأدوار بتصريحات متناقضة هنا وهناك».
وتابع «حالياً أتمنى أن يكون هناك عقلانية سياسية وواقعية لدى ما تسمى «الإدارة الذاتية وإحساس أكثر بالمسوؤلية افتقدناها في المرحلة الماضية»، مؤكداً أن أبواب دمشق بقيت مفتوحة وإن كانت بشكل موارب أحياناً نتيجة التعنت والمسايرة لسياسة العقوبات الأميركية حيث كانت «قسد» و«مسد» إحدى أدوات الضغط الاقتصادي على الدولة السورية وهي حالة مؤلمة تجاوزت كل ما توقعناه».
ومضى قربي قائلا: «نحن الآن في مرحلة مخاض والعاقل والواعي من يستعد لمرحلة منطقة شرقية من دون الوجود الأميركي وأظن أن هذا الموضوع بدأ في حسابات الجميع».
واعتبر أن «إعادة التموضع وإعادة التحالفات وإعادة قراءة الواقع، هي مسؤولية الجميع وأي أحد يفترض أن يكون لديه هذا الحس والمسؤولون يجب أن يكونوا أكثر وعياً وأكثر حكمة وهذه رسالتي للإخوة في المنطقة الشرقية بمختلف أطيافهم ومسمياتهم السياسية».
وإن كان الوفد لمس من أحاديث المسؤولين الروس، بأن هناك رسائل أميركية لموسكو بأن أميركا ستنسحب من شمال شرق سورية، قال قربي «لم نسمع هذا الكلام بشكل مباشر وبالتأكيد وإن حصل لن يقوله الأصدقاء الروس بهذه الطريقة، ولكن كل ما قرأناه واستمعنا إليه بشكل هادئ يؤشر إلى أن روسيا تستعد لدور أكبر في المنطقة الشرقية إن كان هذا الكلام بتوافق معلن أو صامت هادئ مع الإدارة الأميركية».
(سيرياهوم نيوز-الوطن)