آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » روسيا: ما زلنا على تواصل مع أمريكا بشأن نيو ستارت لكن احتمال استئنافها ضئيل وتصف التظاهرات في جورجيا بـ”محاولة” انقلاب..وواشنطن تتهم موسكو بزعزعة استقرار مولدافيا والإتيان بحكومة “صديقة لها”

روسيا: ما زلنا على تواصل مع أمريكا بشأن نيو ستارت لكن احتمال استئنافها ضئيل وتصف التظاهرات في جورجيا بـ”محاولة” انقلاب..وواشنطن تتهم موسكو بزعزعة استقرار مولدافيا والإتيان بحكومة “صديقة لها”

قالت روسيا اليوم الجمعة إنها ما زالت على تواصل مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بآخر معاهدة بين البلدين للحد من انتشار الأسلحة النووية على الرغم من تعليق العمل بها الشهر الماضي، لكنها لا ترى احتمالات كبيرة للعودة إليها.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله إنه ليس لديه توقعات بإحراز تقدم كبير من الاتصال بين موسكو وواشنطن بشأن معاهدة نيو ستارت.

وتحد المعاهدة الموقعة عام 2010 من عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي يمكن لكل جانب نشرها.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي تعليق مشاركة موسكو في المعاهدة متهما الولايات المتحدة بمحاولة إلحاق “هزيمة استراتيجية” بروسيا في أوكرانيا.

ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله “يمكن أن تظهر فرصة افتراضية للعودة لهذا الأمر برمته فقط عندما، وإذا، أعادت واشنطن النظر في مسار التصعيد المدمر الذي تنتهجه مع روسيا الاتحادية، فمن كل النواحي هو مسار غير مقبول وهدام لما قد تطلق عليه ما بقي من علاقات بين موسكو وواشنطن”.

وقالت روسيا إنها ستلتزم بالحدود العددية للمعاهدة فيما يتعلق بالرؤوس الحربية، لكن ريابكوف استبعد احتمال استئناف عمليات التفتيش المتبادلة التي وضعت المعاهدة أساسا لها وقال إن ذلك “مستحيل”.

ونيو ستارت هي المعاهدة الباقية الوحيدة بين البلدين للحد من انتشار الأسلحة النووية وأعقبت سلسلة من الاتفاقات يعود تاريخها لسبعينيات القرن الماضي أوقفت سباق تسلح الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

ويقول محللون في مجال الأمن إن انهيار المعاهدة أو الإخفاق في تجديدها عندما ينتهي أمدها في 2026 سيزيد من المخاطر النووية في وقت مواجهة متصاعدة بين موسكو وواشنطن بسبب الحرب في أوكرانيا.

كما وصفت روسيا الجمعة الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها جورجيا هذا الأسبوع والتي أجبرت الحكومة على التخلّي عن مشروع قانون مثير للجدل حول تصنيف المنظمات غير الحكومية “عملاء أجانب” واعتُبر منسوخاً عن قانون روسي، بأنّها “محاولة” انقلاب غربية.

بعد عدّة أيام من التظاهرات الضخمة التي شهدتها هذه الدولة القوقازية الصغيرة المجاورة لروسيا، رفض البرلمان الجورجي الجمعة مشروع القانون، وفقاً لما كانت قد أعلنته الحكومة في اليوم السابق.

واحتشد مئات الجورجيين الجمعة أمام البرلمان في تبيليسي للاحتفال بسحب مشروع القانون رافعين لافتات كتب عليها “نحن أوروبا”.

وتعكس هذه الاحتجاجات الأزمة السياسية التي تشهدها جورجيا منذ سنوات، فهذه الدولة القوقازية المرشّحة لعضوية الاتحاد الأوروبي يخشى جزء من سكّانها من الانجراف إلى الاستبداد وفق النموذج الروسي.

ويشبه المحتجون مشروع القانون الذي تمّ التخلي عنه بنص يُطبّق في روسيا على “العملاء الأجانب” ويُستخدم لإسكات المنظمات غير الحكومة ووسائل الإعلام المعارضة للكرملين.

ولكن الرئاسة الروسية اعتبرت أنّ مشروع القانون الجورجي الذي تسبّب باندلاع احتجاجات لم يكن إلّا ذريعة، مشيرة إلى أنّها رأت “يد” الولايات المتحدة وراء “المشاعر المعادية لروسيا” لدى المتظاهرين الجورجيين.

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ التظاهرات كانت “مدبّرة من الخارج”، مشبّهاً إياها بالثورة في أوكرانيا في العام 2014، التي تعتبرها موسكو محاولة انقلاب دبّرها الغرب.

وأكّد أنّ الهدف هو “تغيير النظام بالقوة”، من دون مزيد من التوضيح.

وكان مشروع القانون الذي رُفض الجمعة في البرلمان ينصّ على أنّ المنظّمات غير الحكومية ووسائل الإعلام التي تتلقّى أكثر من 20 في المئة من تمويلها من الخارج ملزمة بالتسجيل على أنّها “عملاء أجانب” تحت طائلة الغرامة.

واتهمت المعارضة الجورجية الحكومة بأنها تسعى عبر هذا النص إلى خنق أي صوت معارض كما يفعل الكرملين، وإلى تقويض التطلّعات المؤيّدة لأوروبا لدى شريحة كبيرة من السكان.

– “انتصار” –

وبعد رفض مشروع القانون في البرلمان، احتشد حوالى 300 متظاهر بشكل سلمي يرفعون الأعلام الجورجية، أمام مبنى البرلمان وسط حضور خفيف للشرطة، حسبما أفاد مراسل فرانس برس.

وقالت إيرينا شورغايا الطالبة البالغة من العمر 21 عاماً، وسط متظاهرين يرفعون لافتات كتب عليها “نحن أوروبا” من أمام البرلمان، “هذا انتصار، لقد فزنا لأننا كنّا متّحدين”.

وأضافت لوكالة فرانس برس “لقد رأى العالم كلّه أنّ الجورجيين متّحدون ومصمّمون على أن يصبحوا أعضاء في العائلة الأوروبية”.

وفي تصريح أدلت به من نيويورك الخميس، أشادت الرئيسة سالومي زورابيشفيلي المؤيدة للغرب والتي تنتقد الحكومية غير أنّ صلاحياتها محدودة، بالإعلان عن سحب مشروع القانون معتبرة أنه “انتصار”.

ولم يغب ذلك عن المتحدث باسم الكرملين دمتري بيسكوف، الذي أكد الجمعة أنّ زورابيشفيلي “تتحدث إلى شعبها ليس من جورجيا، بل من أميركا”.

واعتبر أنّ ذلك إشارة إلى أنّ “يداً مرئية” تعمل على “إثارة شعور معادٍ لروسيا”، في اتهام يستهدف واشنطن بشكل واضح.

في المقابل، رحّبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الخميس بالإعلان عن سحب مشروع القانون المثير للجدل.

ولكن بعد هذا الإعلان، تجمّع عشرات الآلاف من الأشخاص مساء الخميس في العاصمة تبيليسي لليوم الثالث على التوالي، وذلك بناء على شعور بانعدام الثقة في الحكومة.

وكانت الاحتجاجات التي جرت في اليومين السابقَين، قد شهدت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، كما اعتُقل العشرات.

تطمح جورجيا إلى الانضمام رسمياً إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وهو اتجاه اتخذ بعد “ثورة الورود” في العام 2003 التي حملت إلى السلطة ميخائيل ساكاشفيلي المؤيد للغرب وهو اليوم معارض ومسجون.

لكن عدداً من الخطوات التي اتخذتها الحكومة الحالية، مثل مشروع القانون حول “العملاء الأجانب”، أثار شكوكا حول استمرارها في الخط المؤيد للغرب، في وقت تتهمها المعارضة بأنها تؤيد موسكو.

من جهتها اتّهمت الولايات المتحدة الجمعة روسيا بمحاولة زعزعة استقرار مولدافيا، خصوصا عبر استخدام الاحتجاجات في الشوارع، للإتيان بحكومة موالية لموسكو في نهاية المطاف.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين “نعتقد أن روسيا تتبع خيارات لإضعاف حكومة مولدافيا، على الأرجح بهدف رؤية إدارة صديقة لروسيا”.

وتسعى حكومة مولدافيا إلى تعزيز العلاقات مع المؤسسات الغربية، وهي مقربة من الحكومة الموالية للغرب في أوكرانيا المجاورة التي تشهدا غزوا روسيا منذ أكثر من عام.

يسيطر انفصاليون مدعومون من روسيا على ترانسنيستريا، وهي جزء من أراضي مولدافيا، وتعتقد واشنطن أن موسكو تسعى لإثارة حالة من عدم الاستقرار على نطاق أوسع.

وأضاف كيربي “يسعى لاعبون روس، بعضهم لديه صلات حالية بالاستخبارات الروسية، لتنظيم احتجاجات في مولدافيا واستخدامها أساسا لإثارة تمرد مصطنع ضد حكومة مولدافيا”.

وتابع “نحن نثق في المؤسسات الديموقراطية والاقتصادية في مولدافيا وقدرتها على مواجهة هذه التهديدات، وبالطبع، سنواصل تقديم دعم ثابت”.

وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة تكثف عملية تبادل المعلومات حول النشاطات الروسية في البلاد مع مولدافيا “حتى تتمكّن من إجراء مزيد من التحقيقات وتعطيل الخطط الروسية”.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بوتين: واشنطن تدفع نحو صراع عالمي.. ونجحنا في اختبار صاروخ “أوريشنيك”

  الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يقول إن الولايات المتحدة تدفع العالم نحو صراع عالمي، ويؤكد أن تدمير مصنع الصواريخ الأوكراني تم بصاروخ باليستي روسي فرط ...