أعلنت روسيا، اليوم الثلاثاء، أنّها مُستعدة لتنظيم مفاوضات من أجل الوصول إلى معاهدة سلام بين أرمينيا وأذربيجان.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمرٍ صحافي في العاصمة الأذربيجانية، تعليقاً على الاجتماع بين وزارتي الخارجية الأذربيجانية والأرمينية بشأن معاهدة سلام: “مستعدون مجدداً لإتاحة الفرص للاجتماع بين البلدين”.
وأوضح لافروف أنّ “الجانب الأذربيجاني مستعدٌ للاجتماع، وأنّ الجانب الأرميني قال إنّه أيضاً لا يُمانع لكنّه حتى الآن لم يُعطي موافقته النهائية”.
وفي وقتٍ سابق، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، القضايا المتعلّقة بالأمن على الحدود الأذربيجانية الأرمينية، معرباً عن “أمله بأن تتوصل يريفان وباكو إلى اتفاق سلام”.
وصرّح لافروف، اليوم، بأنّ قوات حفظ السلام الروسية على اتصالٍ مع يريفان وباكو، وتحاول ضمان حركة المرور دون عوائق على طول ممر لاتشين.
وقال: “يجب ضمان تشغيل ممر لاتشين وبشكلٍ رئيسي من خلال قوات حفظ السلام الروسية”.
خط سكة حديد “أذربيجان – ناخيتشيفان”
وأمل وزير الخارجية الروسي في التوصّل قريباً إلى اتفاقٍ حول خط سكة حديد “أذربيجان – ناخيتشيفان”.
وقال لافروف، عقب المؤتمر الذي جمعه مع نظيره الأذربيجاني، جيهون بيراموف: “تحدّثنا عن مسار عملية التفاوض لفتح خطوط النقل، والعلاقات الاقتصادية في جنوب القوقاز”.
أذربيجان: هناك تقدم في إعداد معاهدة سلام بين باكو ويريفان
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأذربيجاني، جيهون بيراموف، اليوم، أنّ هناك بعض التقدّم في إعداد معاهدة سلام بين باكو ويريفان.
وقال بايراموف: “ربما يكون من الخطأ القول إننا لم نحرز أيّ تقدمٍ خلال الأشهر الـ6 الماضية، هناك بعض التقدم فقط”.
وخلّفت حرب خريف العام 2020 بين أرمينيا وأذربيجان أكثر من 6 آلاف و500 قتيل من الجانبين، وانتهت بهزيمة عسكرية أرمينية، واتفاق سلام برعاية موسكو، إذ نشرت روسيا نحو ألفي عنصر من قوات حفظ السلام في المنطقة في أعقاب الحرب.
وتضمّن الاتفاق، بقاء قوات الجانبين في مواقعهم الحالية، وانتشار قوات حفظ السلام الروسية على امتداد خط التماس في كاراباخ، والممر الواصل بين أراضي أرمينيا وكاراباخ (ممر لاتشين).
وتعود جذور النزاع في كاراباخ إلى شباط/فبراير 1988، عندما أعلنت مقاطعة كاراباخ المتمتعة بالحكم الذاتي، انفصالها عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفيتية.
وفي سياق المواجهة المسلحة، التي جرت في الفترة بين 1992 – 1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على إقليم كاراباخ ومناطق أخرى متاخمة له.
يُذكر أنّ روسيا وأذربيجان، ترتبطان بعلاقة تاريخية تمتد من عهد الاتحاد السوفياتي السابق؛ والبلدان عضوان في رابطة الدول المستقلة.
وتُعتبر معاهدة الصداقة والتعاون والأمن المتبادل بين روسيا الاتحادية وجمهورية أذربيجان، الموقعة في 3 تموز/يوليو 1997، وثيقة أساسية للإطار القانوني للعلاقات الثنائية.
زيادة التبادل التجاري بين روسيا وأذربيجان
وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّه من المتوقع، في العام 2023، أن يتخطى التجاري بين روسيا وأذربيجان رقم قياسياً ويبلغ 4 مليارات دولار.
وقال لافروف: “أكدنا على دعمنا لتطوير التعاون العملي، للقيام بمشاريعٍ ضخمة”.
وأشار الوزير الروسي، إلى أنّه من بين هذه المشاريع تطوير المسار الدولي “شمال-جنوب” للنقل، التعاون في مجال الوقود والطاقة والتفاعل في مجال الصناعة.
وأضاف لافروف بأنّ المشغلين الاقتصاديين الروس مُستعدون لمواصلة المشاركة في ترميم الأراضي الأذربيجانية المتضررة من النزاع (مع أرمينيا بسبب كاراباخ).
لافروف: بروكسل تسيء استخدام العلاقات مع باكو ويريفان
وصرّح لافروف، بأنّ الاتحاد الأوروبي يستغل علاقاته مع باكو ويريفان، بما في ذلك المضي قدماً بمسألة إرسال بعثته إلى أراضي أرمينيا، الأمر الذي يُثير العديد من التساؤلات.
وقال لافروف من أذربيجان: “نرى كيف يسيء الاتحاد الأوروبي علناً استخدام علاقاته مع أرمينيا وأذربيجان، بما في ذلك المضي قدماً ببعثته في أراضي أرمينيا، التي تثير شكوكاً جدية فيما يتعلق بالشرعية”.
ولفت إلى أنّ إساءة الاتحاد الأوروبي تتعلق “بتفويضها ومهامها ومدتها وقيمتها المضافة التي يمكن أن تجلبها هذه البعثة لجهود تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا”.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين