نال وزير الخزانة البريطاني السابق ريشي سوناك في وقت متقدم، أمس الجمعة، الحد الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح لمنصب زعيم حزب المحافظين بعد استقالة رئيسة الوزراء ليز تراس، وفق ما أفاد نواب مؤيدون.
وكتب النائب المحافظ البارز في مجلس العموم توبياس إلوود عبر “تويتر”: “يشرفني أن أكون النائب الـ100 عن حزب المحافظين الذي يدعم ريشي”، وتبعه مؤيدون آخرون أكدوا تجاوز سوناك حاجز الـ100.
وسيصبح سوناك تلقائياً زعيماً لحزب المحافظين ورئيساً للوزراء في حال فشل منافسيه بيني موردنت، وبوريس جونسون، في مسعاهم لنيل 100 ترشيح من زملائهم المحافظين في البرلمان.
وأعلنت وزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردنت، يوم أمس، ترشحها لخلافة تراس، فيما بدأت تتعزز فرضية عودة جونسون إلى السلطة مع تلقيه تأييداً متزايداً داخل حزب المحافظين.
وموردنت هي أول من يعلن ترشحه للمنصب رسمياً، بعد أن اضطر حزب الغالبية إلى تنظيم ثاني اقتراع داخلي في أسابيع لاختيار زعيم جديد له وللبلاد.
وقالت موردنت، التي فشلت في المرور إلى الجولة الثانية من الاقتراع السابق لاختيار خليفة جونسون، إنّ ترشحها هدفه تحقيق “بداية جديدة، وحزب موحد، وقيادة من أجل المصلحة الوطنية”.
وأعلنت تراس الخميس استقالتها بعد 44 يوماً فقط على توليها المنصب.
وأظهر استطلاع أجراه معهد “يوغوف” أنّ 79% من البريطانيين يعتقدون أنّها كانت محقة في الاستقالة، بينما وصفها 64% بأنّها رئيسة وزراء “سيئة”.
وكشف الاستطلاع أنّ ثلاثة من كل خمسة ناخبين يريدون انتخابات عامة مبكرة، تماشياً مع غضب أحزاب المعارضة، في وقت يواجه المواطنون صعوبات مع تفاقم أزمة كلفة المعيشة.
ويرى حزب العمال وأحزاب أخرى أنّ الانتخابات وحدها يمكن أن تنهي أشهراً من الفوضى السياسية، التي بدأت مع استقالة جونسون في تموز/يوليو بعد فضيحة شخصية وسياسية.
وفازت تراس في الاقتراع على خلافة جونسون بدعم يزيد قليلاً على 80 ألف عضو في حزب المحافظين، متقدمة على سوناك الذي حذّر من أن برنامجها اليميني المتشدد للتخفيضات الضريبية وزيادة المديونية من شأنه تقويض الاقتصاد.
وعاود وزير المال السابق البروز كمرشح لديه حظوظ قوية في تولي المنصب، وفق ما أظهرت استطلاعات داخل الحزب الحاكم.
لكنّ تقارير أفادت بأنّ جونسون قطع عطلته في الكاريبي للمشاركة في السباق الذي سيشهد تصويت نواب حزب المحافظين الاثنين، قبل اقتراع محتمل عبر الإنترنت لأعضاء الحزب الأسبوع المقبل.
هل يعود جونسون للرئاسة؟
كان وزير التجارة جاكوب ريس-موغ الموالي لجونسون أول مسؤول يدعمه علناً، فقد قال عبر “تويتر” إنّ “بوريس وحده يمكنه الفوز في الانتخابات المقبلة”.
وتلقى جونسون دعماً من وزير الدولة وعضو البرلمان سيمون كلارك.
أما وزير الدفاع بن والاس المدعوم من عدد كبير من أعضاء الحزب، فقال للصحافيين إنّه لا ينوي الترشح، وأنّه في الوقت الحالي يميل إلى بوريس جونسون.
ورأى والاس أنّ رئيس الوزراء السابق هو الزعيم المحتمل الوحيد الذي يتمتع بشرعية انتخابية على مستوى المملكة المتحدة، بعد أن قاد المحافظين إلى انتصار ساحق على حزب العمال في انتخابات العام 2019.
وأشار الوزير إلى أنّ “بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة” لا تزال مطروحة على جونسون بشأن الفضائح المتعددة التي أسفرت عن إعلان فتح تحقيق لم يبدأ بعد في مجلس العموم.
وإذا دين جونسون بالكذب على مجلس العموم بشأن “فضيحة الحفلات” التي أقيمت في مقر رئاسة الوزراء في انتهاك لإجراءات الإغلاق بسبب كوفيد، فيمكن حينها تعليق عضويته في البرلمان أو حتى فصله منه.
وأفاد تلفزيون “آي تي في نيوز” بأنّ لجنة التحقيق حصلت على “أدلة جديدة دامغة” من شأنّها أن تقضي على فرص جونسون في العودة إلى السلطة.
ودفعت الفضائح جونسون إلى الاستقالة مع انهيار مستوى شعبيته، فقد أظهر أحد الاستطلاعات أنّ أكثر كلمة يستعملها الناخبون لوصفه هي “كاذب”.
وأعرب محافظون آخرون عن رفضهم الشديد لاحتمال عودته، فقد حذّر النائب المخضرم روجر غيل من أنّ جونسون قد يواجه موجة استقالات لأعضاء في البرلمان يرفضون العمل تحت قيادته.
وقال النائب كريسبين بلانت لشبكة “بي بي سي” إنّ جونسون كان “محاوراً رائعاً، لكن سوناك شخصية أكثر جدية بكثير، ويمكنها أن تنقل رسالة جادة إلى البلاد”.
كذلك، اعتبر جيسي نورمان، وزير الدولة في وزارة الخارجية، إنّ اختيار جونسون مرة أخرى سيكون “قراراً كارثياً جداً”.
ولم يعلن سوناك وجونسون رسمياً بعد ترشحهما، ويُتوقع على نطاق واسع أن ينضما إلى المنافسة مع موردنت.
أمام المتنافسين حتى الساعة 14,00 (13,00 بتوقيت غرينتش) من يوم الاثنين، لتقديم 100 تزكية على الأقل من زملائهم في البرلمان من حزب المحافظين.
إذا لم يحصل أي مرشح على فارق كبير، فسيكون لأعضاء حزب المحافظين كلمتهم في اقتراع عبر الإنترنت، وسيتم إعلان النتيجة الجمعة المقبل.
وقال زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر إنّ بريطانيا “لا يمكن أن تجري تجربة أخرى” بعد فترة تراس الكارثية، مضيفاً أنّ “هذا ليس مجرد مسلسل طويل في قيادة حزب المحافظين، إنّه يلحق ضرراً كبيراً بسمعة بلدنا”.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين