عندما تذكر القامات الأدبية العالمية التي عبرت القارات ولم تلوث بالمال الأميركي أو موقف العدوان، فلابد أن يذكر أرنست همنغواي صاحب أروع الروايات التي تمجد الإنسان وتبعث الحرية.
همنغواي الصحفي والروائي والمقاتل علامة فارقة في تاريخ الآداب العالمية.
أجيال وأجيال تتلمذ على أدبه ومواقفه ومازالت رواياته تطبع وتترجم إلى لغات العالم .
أدب همنغواي ثوري من أجل الإنسان صاخب خصب متوثب فيه كل ما يتوق القارىء إليه.
هو صاحب المواقف التي ناهضت التوحش الأميركي وهذا ما جعل وكالة الاستخبارات الأميركية تتابعه، تترصده، تعمل على محاصرته في كل الاتجاهات ..
حتى أن بعض الروايات تذهب الى القول إنها هي التي دفعته إلى الانتحار لكثرة ما سببت له من الأذى.
وكان أن أنهى عام ١٩٦١ في شهر تموز حياته منتحرا بطلقات من بندقية صيده .
الانتحار الذي يبدو مأساويا قد لا يستوي مع صاحب رواية الشيخ والبحر ولهذا ثمة روايات كثيرة حول انتحاره …هل تم نحره أم انتحر؟
محطات
آلاف المقالات والدراسات تتناول حياته وأدبه من الموسوعة الحرة التي قدمت دراسات وافية عنه نقتطف:
نشأ همنغواي في بلدة أوك بارك في ولاية إلينوي الأمريكية. عمل بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، مراسلاً لبضعة أشهر في جريدة «ذا كانساس سيتي ستار» قبل أن يغادر إلى الجبهة الإيطالية مُجندًا بصفة سائق سيارة إسعاف في الحرب العالمية الأولى. في عام 1918، أصيب بجروح خطيرة وبعد أشهر من الاستشفاء في إيطاليا عاد إلى موطنه. شكلت تجاربه في زمن الحرب البنية الأساسية لروايته وداعًا للسلاح التي نُشرت في عام 1929.
في عام 1921، تزوج همنغواي من هادلي ريتشاردسون، وهي الأولى من بين زوجاته الأربع. انتقلا إلى باريس حيث عمل مراسلاً أجنبيًا، حيث وقعا هناك، في عشرينيات القرن العشرين، تحت تأثير الكتاب والفنانين الحداثيين من مجتمع المغتربين أو «الجيل الضائع» حسبما اصطلح عليه لاحقًا. نُشرت روايته الأولى ثم تشرق الشمس في عام 1926. طلق ريتشاردسون في عام 1927، ثم تزوج من بولين فايفر التي انفصل عنها بعد عودته من الحرب الأهلية الإسبانية التي امتدت ما بين 1936 و1939، حيث تواجد هناك لتغطية مجرياتها، ومثلت أحداثها أساس روايته لمن تقرع الأجراس التي نشرها في عام 1940.
نالت أعمال همنغواي شهرة واسعة نظرًا إلى الموضوعات التي تناولها، وقد تمحورت أعماله في معظمها حول الحب والحرب والسفر والطبيعة والخسارة، وكلها مواضيع رئيسة في الأدب الأمريكي، وانعكست بقوة في أعمال همنغواي. غالبًا ما كتب همنغواي عن الأمريكيين في المهجر. كتب «جيفري هيرليهي» في كتابه «قومية همنغواي المغتربة «في ست من الروايات السبع التي نُشرت خلال حياته»، كان «بطل الرواية غريبًا متعدد اللغات والثقافات». يسمي هيرلي هذا البطل «بنموذج همنغواي العابر للقومية ويرد ذلك إلى البيئة الأجنبية التي كُتبت فيها تلك الروايات، حيث يقول: «بعيدًا عن كونها مجرد خلفيات غريبة أو بيئات عالمية، هي عوامل محفزة لطبيعة الشخصية».يرى الناقد الأمريكي ليزلي فيدلر أن همنغواي استحضر «أرض الميعاد أو الأرض المقدسة» التي أصبح الغرب الأمريكي يوصف بها من قبل الأمريكيين الأوائل الذين هاجروا إليها، لتشمل الجبال في إسبانيا، وسويسرا، وأفريقيا، وتمتد وصولاً إلى أنهار ميشيغان، وهي أراضٍ جعلها همنغواي مَحَجًا وقبلةً للخلاص. رمز همنغواي إلى الغرب الأمريكي «بفندق مونتانا في روايتي ثم تشرق الشمس ولمن تقرع الأجراس.
من أقواله
ألد أعداء الإنسان نفسه .
كل ما هو شر حقا بدأ بالبراءة .
السعادة عيد غير ثابت التاريخ .
إياك والخلط بين الحركة و الفعل .
إذا عرفنا كيف فشلنا نفهم كيف ننجح .
إن جميع الأمور الشريرة تبدأ من البراءة .
يمكن تدمير الإنسان لكن لا يمكن هزيمته
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة