سرطان الثدي في ندوة حوارية مع عاملات دمشق.. يصيب الرجال كما النساء

غصون سليمان:
خروجاً عن المألوف وسياق المحاضرات التقليدية كانت طريقة إيصال المعلومات الغنية والغزيرة هي أهم ربما من المعلومة ذاتها لطالما احتاجت إلى مهارة وأسلوب وحيوية وإثراء لما يحيط بها..
في قاعة اجتماعات مبنى اتحاد عمال دمشق وانطلاقاً من حرصه على إقامة العديد من الأنشطة والندوات التثقيفية والتوعوية وغيرها كانت الندوة الصحية التثقيفية ضمن البرنامج المحضٌر مع مديرية صحة دمشق في إطار حملات التوعية في الشهر الوردي لأمراض سرطان الثدي، حيث أكدت ميادة الحافظ عضو المكتب التنفيذي أمينة الثقافة والإعلام بالاتحاد أهمية إقامة الندوات الصحية سواء في مواقع العمل أو مكاتب النقابات لافتة إلى إيجابية التعاون المستمر في الجانب الصحي بين الاتحاد ومديرية صحة دمشق، داعية المرأة إلى عدم إهمال صحتها، أو تأجيل ما يطرأ عليها من تغيرات، والوقاية خير من قنطار علاج على رأي المثل.
* يصيب الرجال كما النساء..
الدكتورة سوزان شمس الدين رئيسة برنامج الصحة الإنجابية مديرية صحة دمشق أشارت وعبر الأسلوب التفاعلي أن سرطان الثدي يصيب الرجال كما النساء، وإنذاره أسوء عند الرجل من المرأة، وأن نسبة شفاء المرأة أكثر من أخيها الرجل، فالثدي عند الرجل نفسه عند الأنثى لكنه يختلف بالحجم من ناحية الغدد والأقنية لمهمة الرضاعة.
وذكرت الدكتورة شمس الدين بأن شعار وزارة الصحة لهذا العام والذي حمل عبارة “وعيك هو قوتك” ينطلق من ضرورة عدم خوف المرأة من أي طارىء أو تغير يحصل للثدي مايستدعي الاستعجال بمراجعة الطبيب دون قلق لأن الكشف المبكر يعني إنقاذ حياة.
وإذا كان السؤال لماذا التركيز على سرطان الثدي وفق أهداف منظمة الصحة العالمية دون الرحم والمعدة وغيرهما؟.. فالجواب بصراحة هو السرطان الأول عند المرأة، لافتة أن بعض الدراسات تؤكد أن واحدة من أصل ثماني سيدات، وواحدة من أصل عشر سيدات، وواحة من أصل ١٢ سيدة يصبن بسرطان الثدي في عمر متقدم يصل ال٨٠ عاماً، وهي نسبة لابأس بها تصل مابين ٢٥-٣٠%.
وأضافت شمس الدين أن التركيز ليس على التوعية فقط، وإنما الهدف هو الكشف المبكر الذي تسعى الوزارة إلى تنفيذه على جميع المستويات.. مؤكدة مراراً بأن إجراء فحص الماموغرام لا يعني أنه لديها سرطان الثدي.. فإذا كانت السيدة في عمر الأربعين تقوم بإجراءات مختلفة للضغط والسكر والشحوم فلماذا لا يتم فحص الثدي ضمن برنامج المتابعة لديها،
وأوضحت أن الاستجواب أمر هام للسيدة بغية التسريع بإجراء الصورة إن كانت متزوجة، وأنجبت أطفالاً، مشيرة إلى ضرورة التركيز على الفحص الذاتي من سن العشرين وتستطيع القيام بنفسها بعد كل نشاط شهري.
وعن أسباب سرطان الثدي وهل هي نتيجة عوامل وراثية، غذائية، نفسية، تزيد من تفاقم الأمور بينت رئيسة برنامج الصحة الإنجابية أن من ٥٠ إلى ٧٠% من نسائنا اللواتي يصبن بسرطان الثدي لايوجد سبب.. فهو مجهول السبب… وما يتبقى هو عوامل خطورة.
هذه العوامل وبحسب الدراسات يلحظ أن سرطان الثدي يحب النساء وكل ما تقدمه بالسن احتمال إصابتهم اكبر مايتطلب إجراء الماموغرام بشكل روتيني، وهذا لا يعني ألا تصاب السيدة بعمر العشرين، داعية إلى عدم أخذ الهرمونات وحبوب منع الحمل بشكل عشوائي تحسباً من عوامل الخطورة وتأثيرها على صحة المرأة.
اما العوامل الوراثية فذكرت شمس الدين أنها تشكل نسبة من خمس إلى عشرة حيث لا تخلو أسرة أوعائلة من إصابة جدة، عمة، خالة، جد، عم، خال، فيما التدخين هو من عوامل الخطورة لكنه غير مثبت لكنه يزيد الخطورة على عكس الكحول المثبت علاقته بسرطان الثدي وهذه الأشياء نأخذ فيها بعوامل الوقاية أساساً.
وركزت الدكتورة شمس الدين من خلال الأسئلة والأجوبة والتفاعل مع السيدات على أهمية الإرضاع الطبيعي، والتشجيع على الأكل الصحي كزيت الزيتون والفليفة الحمراء الحادة، الكركم وحبة البركة، وضرورة التخفيف من البدانة وخاصة محيط البطن والورك ما يزيد من أمراض السكري والضغط وسرطان الثدي.
يذكر أنه على مدار العام تقوم دائرة برامج الصحة العامة بأنشطة مختلفة على المستوى الوقائي بالصحة الإنجابية والذي هو أهم من المستوى العلاجي، فهي مسؤولة عن كل البرامج الوقائية ولقاحات الأطفال، ومراقبة الأسواق صحياً، التصدي لجميع الأوبئة بكل المجالات سارية وإنجابية، حيث يوجد ٤٠ مركزاً في دمشق تقدم خدمات التغذية وغيرها.
شارك في الندوة الحوارية
الدكتور علو الإبراهيم رئيس دائرة الصحة العامة، والدكتورة سوزان شمس الدين رئيسة برنامج الصحة الإنجابية
مها ملوك مسؤولة نظام المعلومات، والقابلة القانونية رونزة إبراهيم.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة